وصل اليوم الأحد الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى ألمانيا فى زيارة إلى هانوفر تستمر يومين فى زيارة أخيرة إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والتى تعتبر شريكته الأولى فى أوروبا.
وعجت هانوفر أمس السبت بمظاهرات رافضة لمشروع اتفاق التبادل الحر عبر الأطلسى، ويتوقع أن تعطى زيارة أوباما الذى يفتتح الأحد معرض هانوفر الصناعى، حيث للشركات الأمريكية حصة كبيرة ويلتقى المستشارة أنجيلا ميركل، دفعا جديدة للمفاوضات حول اتفاق "الشراكة الأطلسية للتجارة والاستثمار"، الأهم من نوعه فى العالم، فى وقت تشهد تعثرا.
ونقلت صحيفة إيكو دياريو الإسبانية عن صحيفة فرانكفورتر تسايتونج الألمانية، التى وصفت أوباما وميركل بـ"روحين توأم"، وعلى الرغم من أن العلاقة بينهما لم تكن مستقرة طوال الوقت، وشهدت العديد من لحظات التوتر خاصة فى أزمة اليورو، إلا أنها متماسكة.
محلل ألمانى
وقال يوزيف برامل المحلل فى المجلس الألمانى للعلاقات الدولية إن "التقارب بين أوباما وميركل عملى، مضيفا "ألمانيا ليس لها فائدة عسكرية بنظر الولايات المتحدة، فمساهمتها فى الحلف الأطلسى ضئيلة للغاية، وقليلا ما تقوم بعمل عسكرى، ولكن ما يجعل التعامل جديا مع ألمانيا هو موقعها القيادى فى أوروبا وقوتها الاقتصادية."
وأكد المحلل الألمانى أن على الرغم من برامج التجسس الأمريكية على ألمانيا إلا أن أوباما يتمتع بشعبية كبيرة فى ألمانيا، ويرى 84% من الألمان أنه يقوم بعمل جيد.
اتفاقية الشركة الأطلسية للتجارة والاستثمار
وأشارت الصحيفة الإسبانية إلى أن المفاوضات حول اتفاقية الشركة الأطلسية للتجارة والاستثمار تواجه معارضة كبيرة، كما أن الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند أعرب رفضه لهذه الاتفاقية لأنها لا تحظى بتأييد شعبى فى فرنسا.
وصف الرئيس الأمريكى باراك أوباما المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بـ"حارسة أوروبا"، وذلك فى موقفها الشجاع مع أزمة اللاجئين، وقال إن ميركل تتمتع بزعامة أخلاقية وسياسية حقيقية، مطالبا أن ألمانيا لا تتحمل هذه الأزمة بمفردها.
وقال أوباما "عملت معها لفترة أطول وبشكل أوثق مما عملت مع أى قيادى عالمى آخر، وعلى مدى السنوات تعلمت منها، وأنها تجسد الكثير من المواصفات القيادية التى تثير إعجابى بقدر خاص، وهى تسترشد بالمصالح والقيم ".
وأضافت الصحيفة أن أوباما أكد أن "اتفاق الشراكة فى التجارة والاستثمار عبر الأطلسى هو أحد أفضل الطرق لتعزيز النمو وتوفير فرص العمل"، أما ميركل فقالت أن "إبرام الاتفاق سيكون فيه "الكل فائز" وأضافت "أنه جيد بالنسبة لنا لأنه سيمكننا من تقييم منافسينا."
وأكدت الصحيفة أن الولايات المتحدة هى أكبر شريك تجارى لألمانيا، ويقول مؤيدو الاتفاق إنه سيفتح المجال للمزيد من النمو، بينما يحذر منتقدوه من أنه قد يعرض حقوق المستهلكين وحماية البيئة للخطر.
اجتماع القادة الأوروبيين
وأضافت أن قبل عودة أوباما إلى واشنطن سيلتقى يوم الاثنين مع ميركل ورئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون والرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند ورئيس الوزراء الإيطالى ماتيز رينزى لإجراء محادثات بشأن تعزيز تبادل معلومات مخابرات بعد الهجمات التى وقعت فى فرنسا وبلجيكا فى الفترة الأخيرة، ومن المتوقع أن يجرى الزعماء محادثات بشأن أفضل السبل للتوصل لتسوية سياسية فى سوريا، وقبل هذا الاجتماع الذى يختتم زيارته.