“مصر هبة النيل” مقولة تاريخية للمؤرخ اليونانى الشهير هيرودوت الذى لم يكن يعلم حينها أن حال النيل وترعه سيتبدل، وسيعمل قطاع من المصريين بإهمالهم وتراخى كوماتهم المتعاقبة على إفساد مياه النيل التى جعل الله منها كل شىء حى.
ترعة المريوطية وخاصة الفرع رقم (7) يعانى من انتشار القمامة والنفايات والحيوانات النافقة، وتزايد نسبة الصرف الصحى ومخلفات البناء، ومع مشهد كهذا نتأكد أن نهر النيل الذى كان ولا يزال إحدى ساقى مصر وعمودها الفقرى والنبع الذى يطعمها من الجوع ويرويها من العطش، أصبح مصدرا لانتشارا الأمراض الوبائية، بعد عقود من الإهمال واللا مبالاة التى مارسها عن قصد وتدبير وسبق إصرار مسؤولو وزارتى الرى والزراعة وعدد من المزارعين أنفسهم.
كاميرا “فيديو 7″ توجهت إلى ترعة المريوطية “فرع 7″ التى تروى قرى ومراكز محافظة الجيزة وخاصة البدرشين، ورصدت مدى الإهمال التى تعانى منه وبالتالى تضع هذه المقاطع المصورة التى توثق حال هذه الترعة أمام الرأى العام وعلى مكاتب من تبقى على قيد الشرف وقيد الحياء وقيد الأمانة من مسؤولى الزراعة والرى.
وشهد شاهدٌ من أهلها
أحمد عبد العال واحد من أهالى قرية شنباب مركز البدرشين قال فى حديثه لـ”فيديو 7″: “فى الرايحة والجاية نلاقى الكسح يسحب من الترنشات ويرمى فى الترعة، نتخانق معاهم وما فيش فايدة يقولوا لينا الحكومة قالت ارموا فى الترعة”.
وتابع قوله: “طبعاً دا م يرضيش ربنا البلد كلها عندها فيروس سى، وبقول لكل المسؤولين فى الدولة حرام إللى بيحصل هنا فى الترعة”.
ويلتقط أطراف الحديث هانى محمد عبد السلام المزارع الذى يسكن بقرية ميت رهينة مركز البدرشين ويعمل مزارعا فيها قائلا: “الترعة تملؤها القمامة وهذا بالإضافة إلى مياه الصرف الصحى التى تلقى فيها”.
أما محمد أبو عويس وهو مزارع من قرية شنباب مركز البدرشين فقال: “إن مياه الترعة ملوثة وكل القرى المطلة على الترعة تلقى مخلفاتها فيها بكل أشكالها، ولا توجد ترعة أخرى لرى الأرض سواها، وسبق أن تقدم أهالى القرى عدة شكاوى للمسؤولين غير أن أحدا لم يستجب”.
المدينة التاريخية تتألم
بدوره قال محمد صقر مزارع من قرية “ميت رهينة” تلك التى لعبت فيما مضى دورا بارزا فى حضارة المصريين أيام الدولة الفرعونية: “إن الأهالى والمزارعون توجهوا إلى المسؤولين ولكن من دون جدى، كما ردد: “اتخنقنا والله الواحد اتخنق من الأرض والفلاحين وكل حاجة، إللى قاعد على المكتب بيعمل شغله بالتليفون وما حدش بيسأل”.
وأضاف محمد بيومى من قرية ميت رهينة الذى بدا متألما ومتأثرا على نحو كامل، أنه يروى أرضه من مياه هذه الترعة الملوثة والمليئة بكل أنواع الأوبئة، مؤكدا قوله: “ما فيش متابعة من المسؤولين عشان يحافظوا على الميه وهنعمل إيه لازم نسقى الأرض منها عشان الزرع ما ينشفش”.
أما محمود من قرية شنباب مركز البدرشين فقال “أروح لمين هو فى مسؤولين علشان أروح لهم وأشتكى من ميه الرى، مجارى وزبالة فى الميه وبردوا هسقى أرضى أعمل إيه عندى نخل لو ما شربش هيموت، وإحنا حياتنا كلها فى النخل”.
وتابع: “ما فيش مسؤولين وصلوا للبلد هنا، وبعدين ده حال قرى مصر كلها مش قريتنا إحنا بس”.