تداعيات أزمة لبنان الاقتصادية.. الاتحاد الدولى للنقل الجوى يحذر بيروت من وضعها على القائمة السوداء.. ثلاثة استحقاقات مالية تتجاوز قيمتها الـ2 مليار دولار.. وكورونا يضاعف الأزمة.. وارتفاع فى أسعار الكم

تتسارع وتيرة الأزمة الاقتصادية في لبنان، بصورة كبيرة خاصة منذ انتفاضة اللبنانيين فى 17 أكتوبر الماضى، حيث تشهد البلاد أزمات فى مختلف القطاعات الأساسية. تداعيات كثيرة خلفتها الأزمة الاقتصادية بذلك البلد، أبرزها التداعيات الناجمة عن عدم التزامه بدفع المستحقات المالية المستحقة خلال أسبوع والتي تبلغ قيمتها 1.3 مليار دولار فى 9 مارس الجارى، يمثل قيمة اليوروبوند إلى جانب استحقاقين آخرين مماثلين بـ 600 مليون دولار في أبريل، و700 مليون دولار فى يونيو، هذا إلى جانب انتشار فيروس «كورونا» بالبلاد والذى ضاعف أزمات لبنان، حيث تعانى نقصا في توفر الامكانيات الطبية لمواجهة الفيروس والتصدى له إلى جانب نقص الكمامات في عدد من الصيدليات مما أدى لارتفاع جننى في أسعاره. هذا بالإضافة إلى النقص الحاد فى الدولار، الذى أدى إلى اهتزاز سعر صرف الليرة اللبنانية وانخفاضه بنحو 50% فى السوق الموازية وتراجع القدرة الشرائية للعملة المحلية ووجود سعرين للصرف، الأول بمعرفة البنك المركزى (الدولار يساوى 1500 ليرة) والثانى فى السوق الموازية (الدولار يساوى 2200 ليرة بحد أدنى) بما أدى إلى تراجع حركة الاستيراد بصورة كبيرة وتأثر العديد من القطاعات الأساسية فى البلاد وجمود شبه كامل فى حركة التجارة والصناعة. دفع العجز المادى الذى تعانيه لبنان الاتحاد الدولى للنقل الجوى (إياتا) للتحذير من وضع الدولة على القائمة السوداء، حيث قال الإتحاد الدولى للنقل الجوى (إياتا)، إنّه يعمل مع مصرف لبنان المركزى من أجل ضمان تحويل إيرادات شركات الطيران غير اللبنانية إلى الخارج. وقال نائب رئيس (إياتا) لمنطقة إفريقيا والشرق الأوسط محمد علي البكري، إنّ إيرادات الشركات غير اللبنانية مازالت تُحوّل إلى خارج البلاد التي تعاني من أزمة مالية شديدة، لكن الأمر أصبح صعباً. وأضاف البيان، نأمل ألا تضطر (إياتا) الى وضع لبنان على القائمة السوداء للدول التي تمنع تحويل الأموال، مضيفاً أنّ لبنان يعي أهمية النقل الجوي لاقتصاده. "كورونا" يضاعف الأزمة وأوضح شهاب الدين، أنّ وضع لبنان على القائمة السوداء، في حال حصوله، يعني عدم قدرة شركات الطيران العاملة في لبنان على اصدار أى تذكرة سفر، وبالتالي ضرب قطاع الطيران ووقف كافة الرحلات الجوية، أى عزل لبنان جوياً. شح الكمامات منذ الإعلان عن أول إصابة بفيروس كورونا والناس في لبنان ازداد الإقبال بشكل كبير على شراء الكمامات، أدى هذا إلى ارتفاع كبير في أسعار الكمامات وشح بعضها من الصيدليات، مع تفاوت هائل فى الأسعار بين صيدلية وأخرى، وفقا لـ"بى بى سى". استحقاقات مالية وأعلن رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب، أن قرارا نهائيا سيُتخذ يوم الجمعة أو السبت المقبلين، فى شأن اليوروبوند (سندات الخزينة بالعملة الأجنبية) المستحق سدادها خلال أسبوع، مؤكدا أن القرار سيحفظ حقوق المودعين الصغار ومتوسطى الحال فى القطاع المصرفى ويراعى مصلحة لبنان، جاء ذلك فى تصريح أدلى به رئيس الحكومة اللبنانية على هامش اجتماع عقده مع رئيس المجلس الوطنى اللبنانى للإعلام عبد الهادى محفوظ، ووزيرة الإعلام منال عبد الصمد، للتباحث فى شئون الإعلام اللبنانى المرئى والمسموع والإلكتروني. حسان دياب ويتوجب على لبنان، سداد مبلغ يقارب 1.3 مليار دولار فى 9 مارس الجاري، يمثل قيمة اليوروبوند إلى جانب استحقاقين آخرين مماثلين بـ 600 مليون دولار فى شهر أبريل، و700 مليون دولار فى شهر يونيو، فى ظل تدهور مالى واقتصادى شديد ونقص حاد فى السيولة النقدية، لاسيما بالدولار الأمريكي، ووسط انقسام فى الآراء ما بين من يرى ضرورة السداد الفورى لكى لا تدمغ صورة لبنان بصبغة البلد المفلس بشكل ينعكس سلبا على أى مشاريع تعاون دولية مستقبلية فى حال التخلف عن السداد، ورأى آخر يدعو إلى اعتماد خيار عدم الدفع والذهاب إلى إعادة الجدولة أو إعادة هيكلة المبالغ المالية المستحقة واللجوء إلى صندوق النقد الدولى طلبا لبرنامج دعم. ويشهد لبنان، أزمة مالية واقتصادية ونقدية حادة وتدهورا فى الأوضاع المعيشية، على نحو غير مسبوق منذ فترة انتهاء الحرب الأهلية عام 1990 .