بعد مضى شهر على لقاء المثقفين بالرئيس السيسي، يستعد المفكرون والأدباء لتقديم تقرير مفصل حول التصورات العامة التى تمس الثقافة فى مصر، واعتبر المثقفون أن مطالبته بلقائهم هى خطوة غير مسبوقة تحسب له والذى لم يقم بها أى رئيس من قبل، تأكيدا على متابعته لقضايا المثقفين وأعلن عدد من المثقفين استعدادهم للقاء الرئيس مرة أخرى لطرح التقرير المصاغ حول القضايا المختلفة بعد اجتماع المثقفين بوزير الثقافة الكاتب حلمى النمنم، ووضع اللمسات النهائية لحين طلب الرئيس دعوة المثقفين مقابلتهم مرة أخرى.
وقال الكاتب صلاح عيسى، إن هناك لجانا من المثقفين تعمل على قدم وساق من أجل صياغة التصورات العامة للارتقاء بالوطن والحريات، وذلك لتقديمها للرئيس السيسي فى الاجتماع المقبل، مضيفا أن الاجتماع القادم سيحدده السيسي، والذى كان مقررا عقده بعد شهر من الاجتماع الأخير، وأن انشغال الرئيس بالأوضاع العامة للبلاد يجعله يؤجل الاجتماع مع المثقفين.
وكان الرئيس السيسي اجتمع بمقر رئاسة الجمهورية، بنخبة من المثقفين والكتّاب، بحضور وزير الثقافة، لمناقشة مختلف القضايا السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية، واتفق الحاضرين على تقديم تصورات عامة عن المشهد الثقافى فى مصر والخروج من الأزمات التى تلاحق الكتاب والمثقفين.
ومن جانبها، قالت الكاتبة فريدة النقاش، إن لجان المثقفين المشكلة من أجل صياغة تصور كامل يقدم للرئيس السيسي اتفقت على ورقة تتعلق العدالة الاجتماعية تتمثل فى التأكيد على مواد الدستور بحق الشعب فى العدالة الاجتماعية سواء فى الصحة والتعليم أو البحث العلمى، وتخصيص جزء كبير من الناتج القومى الإجمالى على هذه الخدمات، بالإضافة إلى المطالبة بضم الصناديق الخاصة إلى الموازنة العامة للدولة والتى تضم مليارات الجنيهات ولا أحد يعرف جهات صرفها وإنفاقها والتى تمثل شكلا من أشكال الفساد.
وأضافت "النقاش" فى تصريحات خاصة لـ"انفراد" أن الورقة التى سيتم تقديمها للرئيس السيسي ركزت على الاهتمام بأوضاع الريف المصرى فإذا انهار الريف يهاجر الفلاحون من الأقاليم ويتوجون للمدن وينشئون المناطق العشوائية.
وأكدت فريدة النقاش، أن هناك تقريرا مفصلا تم تقديمه فى اجتماع وزير الثقافة، أمس، حول باب الحريات العامة سلط الضوء على الحبس الاحتياطى ومد أجل الحبس الاحتياطى بالمخالفة للدستور والقوانين وعدم الالتزام بالمواد الدستورية، مضيفة أن الجميع فى انتظار مجلس النواب لكى يصوغ مجموعة القوانين التى تترجم الدستور، وفى هذه الحالة يمكن الاستناد إلى المواد الدستورية للمطالبة بالإفراج عن كافة المتعلقين فيما يتعلق بقضايا الرأى والإبداع.
وبدوره، قال الكاتب الكبير محمد سلماوى، إن اللجان التى تم تشكيلها من المفكرين والمثقفين أتمت عملها بنجاح فى اجتماعها مع الكاتب حلمى النمنم، وزير الثقافة، مساء أمس، بمقر الوزارة وتم تقديم كل التقارير المصاغة والتصورات المختلفة حول القضايا الثقافية، وذلك لعرضها من قبل المثقفين على الرئيس فى الاجتماع القادم.
وأكد "سلماوى" فى تصريح خاص لـ"انفراد"، أن طلب الرئيس السيسي الاجتماع بالمثقفين تأكيد على حرصه لمتابعة ومعالجة المشاكل التى تمس الثقافة، عبر التقارير التى يعدها المثقفون وفحصها بمعرفته فى اجتماع قادم، وذلك يعد خطوة غير مسبوقة لم يقم بها أى رئيس من قبل، مضيفا أن اللجان أنهت هذه التصورات العامة وفى مراحلها الأخيرة لصياغة التقرير النهائى تمهيدا لعرضه على السيسي.
وأضاف رئيس اتحاد الكتاب السابق، أن التقارير سلطت الضوء على باب الحريات وحبس الكتاب والمبدعين وقانون ازدراء الأديان ووضع التصورات للخروج من المأزق بعد تأكيد الرئيس على وضع الحلول لمعاجلة هذه القضايا فى الاجتماع الأخير مع المثقفين.