على الشاطئ الجنوبى لقبرص، وفى مدينة لارنكا، تعيش "مارينا" السيدة التى أثارت الرأى العام المصرى، طليقة "سيف الدين مصطفى" خاطف الطائرة المصرية التى كانت متجهة من مطار برج العرب إلى القاهرة، وتغيير مسارها لتحط فى قبرص.
أمام منزل مارينا، خرج رجل سألته عن طليقة خاطف الطائرة فأنكر علاقته بها، وطردنى.. بعدها رأيت شابا آخر أكد أن مارينا تسكن فى هذا البيت، فعدت أدراجى للمنزل وبعد مفاوضات استمرت ساعة كاملة، قال إنه شقيقها وأن مارينا تركت زوجها المصرى منذ أكثر من 30 عامًا، ووعدنى بمقابلة شقيقته خلال أقل من ساعة.
شقيق مارينا، وصف سيف الدين مصطفى بالقاتل الذى قتل 3 إسرائيليين، وقال: "عندما زارنا فى قبرص سرق جواز سفرى ووضع عليه صورته ليعود به إلى مصر دون أن يتعرف عليه أحد، قبل أن تتطور التكنولوجيا ويدخل الكمبيوتر فى تسجيل البيانات.. وأرسل لنا خطابًا بالإنجليزية منذ 15 عامًا هدد فيه بقتلنا جميعًا".
حضرت "مارينا" وفوجئت بأنها تتحدث العربية بطلاقة، فتقول إنها منذ عرفت مصطفى كان يدخل السجن شهرا ثم يعود إليها فى الشهر التالى، ثم يرتكب شيئا جديدا ليرجع السجن، وهكذا بتهم متعددة بينها الهروب من التجنيد، وتزوير جوازات سفر له وللغير، أو حيازة مخدرات وتحديدًا الحشيش.
وقالت مارينا لـ"انفراد": "لم يكن ينفق على أولاده، وكان والدى يرسل الحوالات البنكية من قبرص.. لم أكن أعيش باستمرار معه، فقد تعرفت عليه عام 1983 ثم تزوجته عام 1985 وعشت مع والديه طوال فترة سجنه، وأنجبت صوفيا فى مصر سنة 1984 ثم ميخالس فى 1985 وتوأم سنة 1988 فى قبرص، لكن صوفيا الكبيرة ماتت فى حادث منذ 13 عاما".
وأوضحت: "كان فى قبرص آخر مرة عام 1988، لكن الحكومة القبرصية طردته ولم يعد مرة أخرى، ثم سافرت له مرتين إلى مصر مع الأولاد حتى نحاول أن نساعده.. واستمر زواجى من سيف حوالى 8 سنوات، لكنى لم أعش معه إلا 6 أشهر فقط، وكانت أطول مدة بقى فيها معنا هى شهر، ثم يرتكب جريمة ويُحْبَس بالسجن، ولم يرَ أولاده منذ أكثر من 25 عامًا، وخلال تعرض مصر لزلزال عام 1992 سافرت أمى للقاهرة لتأخذ التوأمين، ثم لحقت بهم بعدها بشهر لأنه كان يضربنى وأولادى دون سبب".
وأضافت: "كنت أريد الطلاق وكان عمرى وقتها 18 سنة، والعادات والتقاليد القبرصية فى الثمانينيات صعبة وكانت تنال من المطلقة ومن سمعتها، لكن بعدها رفعت قضية طلاق منه أمام المحكمة فى 1993 ثم ذهبت للكنيسة فى 1994 لأطلب الطلاق".
وعن يوم اختطاف الطائرة المصرية، قالت مارينا إنها رأت سيف الدين مصطفى من بعيد عندما ذهبت للمطار مع الشرطة، مؤكدة أنه لم يكن يرغب فى الحضور إلى قبرص إنما كان يريد أن يذهب إلى إسرائيل أو تركيا ليهرب من الحكومة المصرية.
وقالت: "لا أعرف إن كان مختلاً عقليا أم لا.. ربما فى الغالب، لكنه يتمتع بذكاء بالغ، بل إنه محترف فى التزوير وأتمنى أن يسلم للحكومة المصرية فليس له مكان هنا، بالإضافة إلى أن أولاده لا يعرفونه ولا يريدون أن يعرفوه".
"حاول الاتصال بى عندما كان ابنى الكبير لديه 20 سنة، وطلب شهادات ميلاد أبنائه وشهادة أنها أصبحت مسيحية، فقلت له إننى لن أرسل هذه الأوراق بالبريد، وإذا كان يريدها فعليه الحضور لقبرص لاستلامها بنفسه، واتصل بى منذ أكثر من 18 عامًا وأبلغنى أنه خطف طائرة من ليبيا خلال حكم القذافى.. أبنائى يشعرون بالخزى والفضيحة، ليس حزنا على مصطفى بل لأنهم يحملون اسمه هنا فى قبرص".
"تزوجت من رجل آخر منذ أكثر من 22 عاما، وعملت كبائعة ملابس وربيت أولادى، وأطلب من كل سيدة أن تأخذ حريتها إذا أخطأت الاختيار ولا تنتظر 8 سنوات إذا وقع حظهن فى أشخاص مثل سيف الدين مصطفى".