خلال الأيام القليلة الماضية، شهد السباق التمهيدى للحزب الديقراطى لاختيار مرشح الحزب في انتخابات الرئاسة المقبلة تحولا كبيرا بخروج عدد كبير من المرشحين البارزين في مقدمتهم الملياردير عمدة نيويورك السابق مايكل بلومبرج الذى أعلن أمس الأبعاء انسحابه من السباق، وقبله بيت بوتيجيج وامى كلوبتشار. وبينما بدا ساندرز متفوقا قبل انتخابات الثلاثاء الكبير انقلبت الأمرو لصالح جو بايدن ، نائب الرئيس السابق باراك أوباما ليعود بقوة إلى السباق بعد فترة ضعف طويلة.
وتقول صحيفة نيويورك تايمز إن بلومبرج بإعلان تأييده لبايدن في السباق الديمقراطى ألقى بالقوة المالية لأكبر متبرع للحزب الديمقراطى خلف حملة نائب الرئيس السابق مع تعهد السيناتور بيرنى ساندرز بشن معركة طويلة من أجل الترشيح.
وأوضحت الصحيفة أن ساندرز الذى كان قبل أسبوع هو الأبرز فى السباق الديقراطى، يواجه الآن ضعوطا لإثبات أن بإمكانه توسيع قاعدته السياسية، واعرف أنه لم يستطع أن يحول بعد الناخبين الشباب.
وأكدت نيويورك تايمز أن التحول المفاجئ فى الزخم السياسى قد أعاد تحديد السباق الديقراطى بوتيرة سريعة، فمنذ مساء السبت الماضى، عندما فاز بايدن بفارق كبير فى ثاوث كاورينا، تحالفت مع أغلب قيادات المؤسسة الديمقراطية، وأعلن منافسيه السابقين بيت بوتيجيج وأمى كلوبتشار انسحابهما وتأييدهما لنائب أوباما. وفاز بايدن أيضا فى 10 ولايات فى الثلاثاء الكبير منها تكساس ونورث كارولينا.
لكن رغم انحسار المنافسة بين متسابقين في الحزب الديمقراطى عقب دخول نحو 10 خصم سباق الترشح عند انطلاقه، إلا أن الحزب يواجه من جديد كابوس عام 2016، بحسلب ما تقول شبكة سى إن إن الأمريكية، وهو الصدام بين مرشح المؤسسة وبين بيرنى ساندرز الذى يمكن أن يجعل الديمقراطيين في حالة انقسام وضعف حتى نوفمبر المقبل.
فقبل أربع سنوات، لم يشارك بعض من أقوى أنصار ساندرز، لاسيما الناخبين الشباب في الانتخابات الرئاسية، ورفضوا أن تكون هيلارى كلينتون مرشحة الحزب.
وفى الانتخابات الحالية، يشعر كثير من أنصار ساندرز سيناتور فيرمونت بعدم الثقة تجاه مرشح مؤسسة الحزب ويعتقدون أنه يسرق الترشيح من ساندرز. لكن في حين كانت المعركة بين كلينتون وساندرز طويلة، فإن التفاف شخصيات الحزب الديمقراطى سريعا حول بايدن جعل الأمر أكثر صراحة. ورغم أن الجميع يزعم أنهم سيكونون موحدين في العمل لهزيمة ترامب في الانتخابات الرئاسية، إلا أن المعركة التي تبدو في الأفق بين بايدن وساندرز ربما تكون أشد قوة من صدام كلينتون ساندرز في عام 2016، بسبب قوة بايدن وساندرز، والتي تقسم الحزب الديمقراطى على أساس العرق والسن.
من ناحية أخرى، علقت صحيفة "نيويورك تايمز" على إعلان بلومبرج انسحابه من سباق الرئاسة الأمريكية، وقالت إن عمدة نيويورك السابق الذى اعتاد على تحقيق النجاح فى حياته تعامل مع فشله الأخير بعد نتائجه المخيبة فى سباق الثلاثاء الكبير بين المرشحين الديمقراطيين بإبداء الأسى، وهو الأمر الذى لم يقم به من قبل.
وأوضحت الصحيفة أن بلومبرج قام بالعديد من الأمور بنجاح فى حياته. فقد فاز فى عالم الأعمال وفاز بمنصب عمدة، وحظى بالإشادة لأعماله الخيرية. وأى انتكاسة مهنية تعرض لها مثل التسريح الذى سبق تأسيس شركته فى الثمانينيات أو عثراته فى محاولته لمنصب رئيس لبلدية قد تم تقديمها على أنها بناء شخصية أكثر من كونها نقطة ضعف. ولذلك، طوال سنوات عمره الـ 78، لم يواجه بلومبرج أبدا لحظة مثل هذه الخسارة العلنية الكبرى، فلم تسفر مئات الملايين من الدولارات التى خصصها لترشحه والتى لم تسفر إلا عن مكاسب ضئيلة فى أصوات الناخبين.
وفى كلمته أمام أنصاره أمس، قال بلومبرج أن البقاء فى السباق الديمقراطى كان سيضر قضية هزيمة ترامب، وأعلن دعمه لجو بايدن.