تسود حالة من الهدوء بمحاور العمليات في منطقة إدلب وذلك بعد دخول اتفاق وقف الأعمال القتالية على الوضع الراهن حيز التنفيذ بعد الاتفاق بين تركيا وروسيا لوقف إطلاق النار.
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية، إن المناطق التى حررتها وحدات الجيش السورى خلال عملياتها العسكرية ضد التنظيمات الإرهابية المدعومة من النظام التركى على امتداد مئات الكيلومترات من محور كفرنبل بريف إدلب الجنوبى وصولاً إلى محور غرب سراقب تشهد وقفاً للأعمال القتالية، وهدوءا على مختلف المحاور بعد دخول اتفاق وقف الأعمال القتالية الذى تم توقيعه فى موسكو أمس حيز التنفيذ.
ولفتت الوكالة السورية إلى أن وحدات الجيش جاهزة للرد بقوة على أى محاولة خرق من قبل التنظيمات الإرهابية التى دأبت فى الماضي على خرق اتفاقات وقف الأعمال القتالية والاعتداء على المناطق الآمنة المجاورة ونقاط الجيش السورى.
وأعلن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أمس التوصل إلى اتفاق لوقف الأعمال القتالية فى إدلب عند الوضع الراهن مشيراً إلى أن الاتفاق يؤكد على الالتزام بوحدة سوريا وسيادتها والاستمرار بمكافحة الإرهاب فيها.
وحاول النظام التركى على مدى الأسبوعين الماضيين حشد كل مرتزقته الإرهابيين وزودهم بالسلاح المتطور وشن هجمات كبيرة على مواقع الجيش فى سراقب وجنوب إدلب وبعض مناطق ريفى حماة وحلب بتغطية نارية من جنوده، بهدف إعادة احتلال المناطق التى حررتها وحدات الجيش السورى لكن جميع محاولاته فشلت، وتم القضاء على المهاجمين وبينهم العشرات من الجنود الأتراك الذين انخرطوا في صفوف الإرهابيين.
بدورها جددت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا التأكيد على أن لسوريا كامل الحق فى القضاء على التنظيمات الإرهابية فى أراضيها.
وشددت زاخاروفا خلال مؤتمر صحفي في موسكو الجمعة على ضرورة القضاء على التنظيمات الإرهابية فى سوريا، مبينة أن موقف موسكو حيال ذلك ثابت وأن اتفاق وقف الأعمال القتالية فى إدلب المعلن يجدد التأكيد على مواصلة محاربة الإرهاب بكل أشكاله.
وفى سياق آخر، اندلعت صدامات جديدة لفترة وجيزة، الجمعة، على الحدود اليونانية - التركية بين الشرطة اليونانية التى أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع والمهاجرين الذين رشقوا عناصرها بالحجارة، بعد أسبوع من إعلان أنقرة فتح الحدود أمام المهاجرين الراغبين بالتوجه إلى أوروبا.
بعد مناوشات قصيرة، تجمع مئات المهاجرين أمام مركز بازاركولي الحدودي واسمه كاستانييس فى الجانب اليونانى، وهم يهتفون: "حرية" و"سلام" و"افتحوا البوابات"، ورفع بعض المتظاهرين فوق السياج الشائك لافتات كُتِب عليها: "نريد أن نعيش بسلام."
واتهمت السلطات اليونانية القوات التركية بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الدخانية من على الجانب اليونانى من الحدود. وقال مسؤول يوناني: كانت هناك هجمات منسقة هذا الصباح.
وتؤكد أثينا أن السلطات التركية توزع أيضاً أدوات لقطع الأسلاك التى تمنع المهاجرين من العبور إلى الجانب اليونانى.
كان الرئيس رجب طيب إردوغان قد أعلن الأسبوع الماضي، عن فتح الأبواب، توجه عدة آلاف من المهاجرين إلى الحدود مع اليونان معيدين للأذهان ما حدث خلال أزمة الهجرة التى هزت القارة فى عام 2015.
فى سياق متصل، أطلق الجانب التركي وابلاً من عبوات الغاز المسيل للدموع باتجاه حرس الحدود اليوناني.
وفى موسكو، أكد أندريه باكلانوف، نائب رئيس رابطة الدبلوماسيين الروس، أن الاتفاق بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان حال دون انزلاق الوضع فى إدلب نحو مواجهة عسكرية.
وقال نائب رئيس رابطة الدبلوماسيين الروس إنه حتى الآن "ليس واضحا ما سيجري لاحقا.. ليس واضحا ماذا سيكون الجواب إذا بدأت الاستفزازات فجأة، وأيضا العديد من التساؤلات الأخرى. الوضع المتأزم في الوقت الحالي تم إيقافه إلى حد ما عن الانزلاق نحو مواجهة عسكرية، لكن لم يتم التوصل إلى تسوية، والوضع لا يزال يحتفظ بطابعه المتفجر".