حالة من القلق والترقب تسود بريطانيا بعد الكشف عن وصول فيروس كورونا القاتل إلى قلب الحكومة البريطانية، بإعلان إصابة وزيرة الصحة ناديس دوريس بمرض كوفيد 19، ما أثار مخاوف من احتمال انتشار الفيروس داخل داوننج ستريت، لاسيما وأن الوزيرة تواجدت فى مقر الحكومة خلال الأيام الماضية، بل والتقت برئيس الحكومة وعدد من أعضاء البرلمان، الأمر الذى أدى إلى مطالب بتعليق أعمال البرلمان.
وكشفت صحيفة التايمز البريطانية أن وزيرة الصحة التى تم تشخيص إصابتها بفيروس كورونا قد التقت بمئات الأشخاص بالبرلمان البريطانى على مدار الأيام الماضية، وحضرت حفل استقبال فى مقر الحكومة مع رئيس الوزراء بوريس جونسون.
وأشارت الصحيفة إلى أن نادين دوريس، التى لعبت دورا فى وضع تشريع للتعامل مع الفيروس، قد سقطت مريضة يوم الجمعة الماضى، وتم تأكيد إصابتها مساء أمس الثلاثاء. وهى الآن قيد العزل، وهناك إشارات على تعافيها.
ولفتت الصحيفة إلى أن هوية الشخص الذى أصاب الوزيرة غير معروف، لكنها كانت تعمل فى البرلمان ووزراة الصحة والرعاية الاجتماعية على مدار الأسبوع الماضى. ويقوم المسئولون بتحديد كل من أجرت اتصالا معهم منذ إصابتها بالفيروس، بما فيهم أعضاء البرلمان. وأى شخص تظهر عليه أعراض مشابهة سيتم فحصه وإجراء الاختبارات اللازمة له.
وكانت دوريس قد أعلنت أمس إصابتها بفيروس كورونا، وقالت إنها بمجرد أن علمت قامت باتخاذ كل الإجراءات الاحتياطية وقامت بعزل نفسها فى المنزل، مضيفة أنها تشعر بالقلق الآن بشأن والدتها البالغة من العمر 84 عاما، والتى تقيم معها بعد أن بدأ معها السعال، مشيرة إلى أنها ستجرى الفحوص اللازمة.
وقالت التايمز إن الكشف عن أن دوريس البالغة من العمر 62 عاما قد أصيبت بكورونا، من المرجح أن يثير أسئلة حول ما إذا كان ينبغى إغلاق البرلمان أو ما إذا كان يجب وضع قيود جديدة على الزائرين.
والتقت الوزيرة بمئات الأشخاص الأسبوع الماضى بمن فيهم عدد كبير من النواب وحضرت مؤتمرا خارج ويستمنستر. ويوم الخميس الماضى، حضرت فعالية فى داوننج ستريت استضافها جونسون احتفالا باليوم العالمى للمرأة.
وقد بدأ مرض وزيرة الصحة البريطانية يوم الجمعة الماضى مع توقيعها وثيقة قانونية تعلن أن فيروس كورونا مرض خطير يجب الإبلاغ عنه للسلطات، مما يمكن الشركات من تقديم مطالبات التأمين.
من جانبها، قالت صحيفة إندبندنت البريطانية إنه سيتم إجراء اختبار كورونا على عدد من مسئولى وزارة الصحة وبعض الوزراء من بينهم وزير الخارجية مات هانكوك.
يأتى هذا فى الوقت أعلن فيه بنك إنجلترا خفض طارئ فى معدل الفائدة لمساعدة بريطانيا فى التعامل مع الصدمة الاقتصادية جراء انتشار الفيروس، مع استعداد وزير الخزانة ريشى سوناك للكشف عن أكبر دعن للإنفاق فى اول ميزانية يقدمها منذ توليه مهام المنصب.
وذكرت إندبندنت أن بريطانيا تستعد لزيادة فى حالات الإصابة بفيروس كورونا مع وصول العدوى إلى قلب الحكومة وارتفاع عدد الوفيات فى إيطاليا.
وقال خبير للصحة العامة فى جامعة نوتنجهام ترنت لصحيفة الصين إن نصف كل الحالات من المرجح أن تأتى خلال فترة الأسابيع الثلاثة التى تسبق عيد الفصح بشكل لم يحدث منذ الحرب العالمية الثانية. وقد أدى الفيروس إلى وفاة ستة أشخاص فى بريطانيا، آخرهم رجل فى أوائل الثمانينيات والذى كان يعانى من مشكلات صحية فى إحدى المستشفيات.