"أنس" ضحية الإهمال الطبى فى الحضانات.. أصيب بغرغرينا وعاهة مستديمة بعد 4 أيام من ولادته.. مركز طبى تسبب فى بتر إصبعه.. والأب: اكتشفنا أنه بدون ترخيص ولا يزال يعمل حتى الآن وحق ابنى ضاع

مسلسل الإهمال الطبى لا ينقطع وضحاياه من الكبار والأطفال على حد سواء، والطفل "أنس" الذى لا يتعدى عمره 8 أشهر أحد ضحايا هذا الإهمال، حيث تم بتر إصبع قدمه اليسرى، بعد إصابته بغرغرينا أثناء بقائه فى الحضانة التى تم وضعه بها بعد ولادته مباشرة.

كان أنس يعانى منذ ولادته من نقص الأكسجين وهو ما استدعى بقاءه فى الحضانة لمدة 4 أيام، دفع والده عن كل يوم 450 جنيها، وخرج الطفل بعاهة مستديمة بالقدم بعد بتر إصبعه الصغير بالقدم اليسرى.

ويحكى والد الطفل أنس "محمد عبد المغنى محمد" أن ابنه الصغير كان يعانى فور ولادته من نقص فى الأكسجين، وكان المستشفى الذى حدثت به الولادة غير مجهزة بحضانات فتم نقل الطفل إلى أحد المركز الطبية الخيرية بمدينة نصر، موضحا أن قيمة اليوم الواحد كلفه حوالى 450 جنيها بخلاف العلاج والأجهزة والأدوية، وقام المركز بوضع مشبك لقياس النبض فى إصبع قدم الطفل اليسرى ولم يتم تغيير مكان المشبك لمدة 4 أيام متتالية، مما أدى إلى حدوث حرق كامل وموت أنسجة لمعظم أجزاء القدم اليسرى.

وأضاف والد الطفل أن القائمين على المركز الطبى كتبوا تقريرا طبيا بأن الطفل أصيب بغرغرينا فى إصبعه ونصحوا بأن يتم عرضه على طبيب جراحة أوعية دموية، وتم تشخيص الحالة بأنها غرغرينا بأصابع القدم اليسرى، وأنه محتاج لبتر ثلاثة أصابع، موضحا أن الأطباء نصحوا بعدم إجراء أى عمليات وقتها لأن نسبة الصفراء كانت مرتفعة، وكان من الضرورى علاج الصفراء لكى يتم عمل جراحة لبتر الأصابع، وبدأ علاج الغرغرينا، مشيرا إلى أن هناك ثلاثة أصابع كانت مصابة تحسن إصبعان منها، وتم شفاؤهما ولكن الإصبع الصغير تم بتره.

وقال الأب: "إن الإصبع حدث فيه غرغرينا بعد 4 أيام فى الحضانة"، مضيفا أنه عند استلام الطفل أنس من الحضانة كانوا قد قاموا بتخبئة إصبع الطفل "ببلستر" لكى لا نعرف إصابته بالغرغرينا، وطلب منى الطبيب المعالج للطفل عدم كشف إصبع الطفل إلا فى الساعة العاشرة مساء، رغم أننى استلمت الطفل الساعة العاشرة صباحا، وذلك لكى لا أكتشف ما جرى لطفلى رغم أنه كتب للطفل أربع أنواع من الكريمات.

وقال الأب: "قمت بالكشف على الطفل كما طلب منى الساعة العاشرة مساء، ولم يذكر السبب بل ذكر فقط أن الطفل يوجد نسبة زرقة بسيطة بإصبعه، وقمنا بفك إصبع الطفل ووجدنا القدم كلها متفحمة، وذهبنا على الفور لأحد المستشفيات، وتمت كتابة تقرير طبى بأن حالة الطفل تحتاج لبتر الإصبع".

وأضاف الأب: "ذهبنا إلى المركز الطبى الخيرى مرة أخرى فرفضوا دخولنا، وصاحب المركز أرسل لنا أطباء فى الشارع وقاموا بالكشف على الطفل فى الشارع، وقالوا لنا محتاج عملية بتر لإصبعه ولم نصل لحل معهم، وطلبنا النجدة لإثبات حالة من الساعة 12 منتصف الليل وحتى 3 صباحا ولم تصل".

وتابع والد الطفل أنس: "بعدها ذهبنا إلى قسم أول مدينة نصر التابع للمكان الذى يوجد فيه المركز، حيث قمنا بتحرير محضر رقم 18453 فى 13 أغسطس 2015، وتم عرض الطفل على النيابة صباحا، ثم عرضه على الطب الشرعى لإبداء الرأى، وتمت كتابة تقرير الطب الشرعى بأن هناك غرغرينا جافة بلون داكن بالإصبع الخامس بالقدم اليسرى، ولا يوجد بالإصبع نبض شريانى وفاقد لجميع حركاته".

وأكد الأب أنه تلقى تهديدات من صاحب المركز الطبى لسحب المحضر، وأنه قال له: "اللى صرفته خذه علشان إنت كدة كدة مش هتوصل لحاجة".

وتابع الأب: "ذهبت لمنزل رئيس الوزراء وقتها المهندس إبراهيم محلب، وقابلنى بنفسه واتصل بمكتب وزير الصحة ومكتب وزير الصحة، وكان وقتها الدكتور عادل عدوى، وذهب مندوب من الوزارة للمركز الخيرى، ووجد أن المركز أصلا بدون ترخيص، وأصدروا قرارا بغلقه وحتى الآن المركز شغال ولم يتم غلقه".

وأضاف الأب: "بقالى 8 شهور بلف بين النيابة والأطباء والمركز ومفيش حاجة اتغيرت، ولم آخذ حق ابنى، فأين وزارة الصحة من كل هذا، الإهمال الطبى أفقد ابنى إصبعه وأصبح يعانى من عاهة مستديمة، ولن يتخلص منها إلى الأبد، والنقص الشديد فى الحضانات جعلنا نلجأ لأى حضانة وأى مركز، واكتشفنا أن الكثير منها يكون بدون رقابة أو ترخيص، أنا لفيت على 10 مستشفيات ولم أجد حضانة خالية لابنى".

من جانبه قال الدكتور شريف الأنوارى، مدرس طب الأطفال بقصر العينى، مدير وحدة الحضانات: "إن المشبك الذى يتم وضعه للطفل داخل الحضانة لقياس نسبة الأكسجين فى الدم لا غنى عنه لأى طفل داخل الحضانة، ويتم وضعه إما فى إصبع اليد أو إصبع القدم"، موضحا أنه يجب تغيير مكانه بصفة مستمرة مرتين فى اليوم، لأن عدم تغييره قد يسبب مضاعفات، موضحا أنه تم تغيير نوع المشابك وأصبحت مصنوعة من القماش بدلا من البلاستيك، لأن الضغط على إصبع الطفل كان يسبب جروحا فى الإصبع الذى يتم تركيبه فيه، وأحيانا زرقة نتيجة الضغط المستمر، ولفترات طويلة خاصة مع إهمال تغيير مكانه، مؤكدا أنه كان يشبه المشبك العادى، وحاليا عبارة عن قطعة قماش بسيطة لا تؤدى إلى حدوث جروح فى الطفل.

وأكد الدكتور شريف الأنوارى أن الغرغرينا قد تحدث نتيجة جلطات تصيب الطفل فى الأطراف، مؤكدا أنه يجب أن يقوم طبيب جراحة أوعية دموية بفحص أقدام الطفل عند حدوث تغيير فى لون الأصابع، حيث يحدث لها زرقة ثم يصبح لونها أسود تدريجيا، موضحا أن الفحص المستمر للأطفال داخل الحضانة يجنبهم حدوث مضاعفات، وأنه لو تم فحص الطفل أثناء وجوده فى الحضانة لما حدثت له غرغرينا فى أصابعه وبترها.