انفراد داخل منزل "شهيد الأمانة" بالشرقية.. صيدلى رفض بيع عقاقير مخدرة لبلطجى فقتله بـ20 طعنة.. والدته: نزلت من البيت لقيت السكينة فى صدر ابنى.. وزوجته: محمود قالى أنا شهيد وخلى بالك من العيال

"ربنا ما يكتب علي أي أم تشوف اللى أنا شوفته، سمعت صرخة ابني وهو بيتقتل من الطابق الثاني نزلت أجري علي السلم لقيت السكينة في صدره وغارق في دمائه، وقال قتلني يا ماما وبعدها تم نقله للمستشفى من قبل الأهالي وعيني لم تراه تاني".. بهذه الكلمات سردت آمال محمود ربة منزل والدة الصيدلى "محمود كامل" 43 سنة الذي قتله بلطجي بـ20 طعنة بمنطقة الحسينية بدائرة الزقازيق بمحافظة الشرقية، لرفضه بيع عقاقير مخدرة له دون روشتة طبقا للشروط المتبعة. وقالت الأم: نقيم في منزل من عدة طوابق بمنطقة الحسينية، ولدي أربعة أبناء 2 منهما أطباء و2 مهندسين، و"محمود" نجلي الأكبر وله صيدلية بالطابق الأرضي، ويوم الحادث كان بعد صلاة العصر يوم الأربعاء الماضي، حيث صلي نجلي العصر ونزل للصيدلية، وكنت أنا بصلي وفجأة سمعت صرخة نجلي بيقول آه آه، نزلت مسرعة علي السلم جري لقيته في الصيدلة السكينة في صدره وغارق في دماءه، وقال لي الحقيني هاموت فضلت أصرخ بصوت عالي والناس اتلمت وتم نقله إلي المستشفي ومات بعد ساعات تاركا لي حرقة القلب وتركا طفلين بنت وولد في الإعدادية". وتابعت: "إحنا أسرة مسالمة في حالنا منذ قدومنا للمنطقة، والجميع حزين علي ما حدث لنجلي، وقلبي يعتصر من الحزن عليه، وصعب علي أم في سني طعن نجلها الأكبر، والمتهم سبق وهدده قبل كدا بالقتل" "زوجي قالي أنا شهيد يا نشوي أنا طلبت الشهادة وربنا نولها لي وبص لوكيل النيابة وقاله ياباشا ولادي ومراتي أمانة في رقبتك".. قالتها "نشوي عبد العليم محمد" وتعمل مدرسة وهي زوجة المجني عليه، مضيفة: كنت خارج المنزل لشراء متطلبات، وفجاءة لقيت اتصال من زوجة شقيق زوجي، وبتقولي إلحقي يا نشوي محمود واحد طلع عليه ضربه بالمطواة وبعدها اتصلت بالمهندس "أحمد" شقيق زوجي قال لي متقلقيش لسه عايش وصرخت في الهاتف، وجريت علي مستشفي الزقازيق الجامعي، وجدت زوجي في الاستقبال للاستعداد لدخول العمليات جريت عليه قال لي "أنا شهيد يانشوي أنا طلبت الشهادة وربنا نولها لي وبص لوكيل النيابة وقاله ياباشا ولادي ومراتي أمانة في رقبتك، وبعدين بص لي تاني وقالي الله يعينك قولت له أنت بتتكلم أهو أنت كويس أهو وهتعيش عشان خاطر عيالنا". وتضيف: دخل العمليات وظل 7 ساعات في العمليات تم إستئصال الطحال وجزء من الأمعاء واتضح أنه تعرض ل21 طعنة منهم نافد والباقي سطحي، وتوفي بعد 48 ساعة من الحادث. وتعاود البكاء قائلة: زوجي كان متدين وملتزم وكان يقرأ يوميا جزء من القرأن، وكان صوته يعلو في الصيدلية عند قراءة القرآن، والجميع كان يشيد بأدبه وأخلاقه ورحمته مع البسطاء من المرضي، وهو ترك لي وللأبناء سمعة طيبة، لكن أتمني القصاص العادل لكي ترتاح قلوبنا. وأشادت بدور نقابة الصيادلة بمحافظة الشرقية، متمثلة في الدكتور "عصام أبو الفتوح" نقيب الصيادلة بالشرقية، موضحة أنه قدم الواجب. فيما طالبت كل من الدكتورة "شيري كامل" وشقيقتها المهندسة "سوزي" شقيقات المجني عليها، بتوقيع أقصي عقوبة علي المتهم لكي يتمكن أبناء شقيقهما من العيش في حياة هادية وخاصة أن المتهم سبق وتردد علي الصيدلية لشراء عقاقير مخدرة. بداية الواقعة، مساء يوم الأربعاء الماضي، عندما تلقى اللواء عاطف مهران، مساعد وزير الداخلية، مدير أمن الشرقية، إخطارًا من العقيد محمد عزب، مأمور قسم أول الزقازيق يفيد بورود بلاغ من مستشفى "الزقازيق" الجامعي، بوصول "محمود كامل" 39 سنة صيدلي، مُقيم الحسينية بمدينة الزقازيق، دائرة قسم أول الزقازيق، مصاب بطعنات بالبطن والصدر، وحالته العامة حرجة، وجرى نقله لوحدة العناية المركزة بالمستشفي، وتوفي بعد يومين من إصابته. تبين من التحريات التي قام بها ضباط قسم أول الزقازيق، برئاسة المقدم حسين أبو فول، رئيس المباحث، بإشراف العميد عمرو رؤوف، مدير المباحث الجنائية، يفيد بأن وراء ارتكاب الواقعة أحد الأشخاص الخارجين عن القانون بلطجي ويدعي " إبراهيم ب" والذي حضر إلى الصيدلية مقر عمل المجني عليه، وطلب أقراص "التامول" المُخدر دون روشتة طبيب وفقا للشروط المتبعة، ولما رفض المجني عليه أخرج سلاحًا أبيض "مطواة" كانت بحوزته، وطعن المجني عليه في بطنه وصدره، تم ضبط المتهم والسلاح المُستخدم في الواقعة، واعترف بارتكاب الواقعة بقصد رغبته في تناول العقاقير المخدرة، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم، وقررت نيابة أول الزقازيق بمعرفة أحمد رجب، مدير النيابة، وبإشراف المستشار الدكتور أحمد التهامي، المحامي العام لنيابات جنوب الشرقية، قررت تشريح الجثة لبيان سبب الوفاة، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة، وقررت حبس المتهم أربعة أيام علي ذمة التحقيقات.