لاقت الصحيفة الفرنسية الساخرة "شارلى إيبدو" أمس الاثنين سيلا من الانتقادات، بعد ساعات قليلة من الإفصاح عن الرسمة والعنوان على الصفحة الرئيسية للعدد المقبل الذى سيصدر غدا الأربعاء 6 يناير، حيث أبدى عدد كبير من رجال الدين المسلمين والكاثوليكيين عن غضبهم واستيائهم من خلال قناة "بى اف ام تى فى " الفرنسية.
الكاثوليكيين: الرسام يحاول إشعال الفتنة
ووفقاً لتلفزيون الفرنسى، فإن رجال الدين المسيحيين "الكاثوليك" أدانوا هذه الأفعال وقالوا إن الرسام ريس، يحاول إشعال الفتنة وملء الأجواء بالتوتر قبل مجىء يوم 7 يناير الذى يتم الاحتفال فيه بعيد الميلاد، وأكدوا أن ما فعله ريس ظلم بين فهو يضع الأديان السماوية التى تحث على الخير فى مكانة واحدة مع الإرهاب .
مرصد الإسلاموفوبيا: الرسومات هجوم على الأديان والذات الإلهية
ومن ناحيته رد عبد الله زكرى رئيس المرصد الوطنى لمكافحة الإسلاموفوبيا على هذا العمل قائلاً، "ريس الرسام وريس الصحيفة الساخرة، مخطئ بما قدمه للجهور فى العدد القادم، ويعد بمثابة هجوم عنيف واضح وصريح على الأديان السماوية وتعدى على الذات الإلهية".
أساقفة فرنسا يدينون الرسومات
وأضاف الأسقف دى فالكو، أن مقولة أن الأديان تتمنى الموت للصحيفة، ليس لها معنى من الإعراب، وهى إشارة على عدم اكتمال وعيه، ولنتساءل ما معنى أديان؟ إنها السلام، والعدل وليس كما يقال"، ومن ناحية أخرى قال الأب عمار رئيس إبرسية فى مدينة فيرساى، "كيف يفكر هذا الرسام، أليس من بين القتلى فى هجمات يناير العام الماضى عدد من المؤمنين الذين دُفنوا فى الكنائس؟ بالطبع نعم"، وأضاف "أن كل أسر الضحايا سوف يشعرون بالخزى والعار تجاه هذه الرسومات التى تهينهم.
شارلى إيبدو تفصح عن غلاف الصحيفة المقبل
جدير بالذكر أن الصحيفة الفرنسية الساخرة "شارلى إيبدو" أعلنت الاثنين أن العدد القادم والذى سوف يوزع فى ذكرى مرور عام على الهجوم المسلح عليها، يحتوى على كاريكاتيرا يصور عجوزا ملتحيا مسلحا برشاش كلاشنيكوف وثيابه ملوثة بالدماء، فى إشارة إلى الله وذلك تحت عنوان "بعد مرور عام، المجرم لا زال طليقا"، ومن المقرر طبع مليون نسخة من هذا العدد، ستوزع عشرات الآلاف منها فى الخارج.
ويتضمن العدد كتيب يحتوى على رسومات لشارب وكابو وتينوس ووولينسكى، رسامى الصحيفة الذين قتلوا فى الاعتداء المسلح على هيئة تحريرها، كما أن أما غلاف الصحيفة فهو بريشة ريس، رئيس التحرير الذى أصيب بجروح خطرة فى الاعتداء الذى استهدف مقر الصحيفة فى باريس فى 7 يناير من العام الماضى، وقد أرفقه بافتتاحية نارية يدافع فيها عن العلمانية ويندد بـ"المتعصبين" من المسلمين وأتباع الديانات الأخرى الذين أرادوا للصحيفة الموت لانها "تجرأت على السخرية من الرموز الدينية".