بالصور.."أربعاء أيوب" عادة سيناوية تتجدد كل عام على شاطئ العريش.. كبار السن يعتقدون شفاء نبى الله أيوب بعد أن غمرته مياه البحر فى هذا اليوم.. و"أوقاف شمال سيناء": معتقد خاطئ والنبى أيوب لم يأتِ للعريش

شهدت شواطئ شمال سيناء تجدد احتفال الأهالى الشعبى بمناسبة "أربعاء أيوب"، وهو معتقد شعبى قائم على أن هذا اليوم من كل عام، ذكرى شفاء نبى الله أيوب من مرضه العضال، وأن هذا الشفاء تم بعد أن غمرت مياه البحر جسده، أثناء غروب الشمس، فتماثل للشفاء، وأن كل مريض تغمر المياه جسده فى نفس التوقيت، يعود متشافيا مما ألم به من مرض.

هذه المناسبة أثرها لايزال حاضرا ويقول من يحييها من الأهالى، إن توقيتها يأتى مع مغيب شمس الثلاثاء ودخول ليل الأربعاء السباق ليوم شم النسيم، لذلك يطلق عليها اسم "أربعاء أيوب".

الحضور الشعبى للاحتفال بالمناسبة هذا العام على شاطئ العريش، تنوع ما بين كبار السن من رجال وسيدات يؤمنون بالمعتقد، وحضروا للشاطئ، ومعهم أطفالهم، وحرصوا على أن تغمر المياه أجسادهم أثناء مغيب الشمس، فى حين كان آخرون فى هذا التوقيت يملأون أوانٍ للاستحمام بها، بعد عودتهم لمنازلهم.

تقول "روحية سالم"، مسنة تجاوز عمرها الـ 65 عاما، إنها حزينة، لأنه لم يعد هناك اهتمام بهذه المناسبة التى - بحسب قولها - كانت قبل 20 عاما مناسبة شعبية، يتجمع فيها كل أهالى مدينة العريش على البحر، أثناء الغروب، ويتدافعون للبحر للاستحمام، بعضهم يأتى من أماكن بعيدة، وبينهم مرضى يبحثون عن الشفاء، وسيدات أملهن أن تأتيهن فرصة الإنجاب.

وتابعت: لكن اليوم تغير الحال فقليل جدا يحضر للبحر، وآخرون يشاهدون من بعيد فى سخرية من هذه العادة ومن يحييونها كل عام.

ما ذكرته السيدة المسنة، أيده أيضا الشاب "ياسر سامى"، طالب جامعى، بقوله إنه وزملاؤه علموا أن هذا اليوم هو مناسبة "أربعاء أيوب" وحضروا للشاطئ لمشاهدة ما يقوم به كبار السن، وهو أمر يثير العجب ولكنه طريف، وأنهم لا يصدقون هذه الرواية عن شفاء نبى الله أيوب .

وبدوره ، يوضح "حمدى نصر" ، عميد الصحفيين بسيناء، الذى أعد دراسات بحثية حول هذه العادة السنوية، كما عاصرها قبل عشرات السنوات على شاطئ العريش: "تخرج الأسر من أبناء سيناء فى حشود متلهفة متشوقة إلى البحر للاحتفال بما يسمونه "أربعتيوب" كما يسمونها باللفظ الدارج، ويكون الغطس فى مياه البحر لحظة الغروب، هو الشكل الأبرز للاحتفال طلباً للبركة والشفاء والإنجاب للرجال، والحمل عند بعض السيدات، ظناً من الجميع أن تلك اللحظة هى التى اغتسل فيها سيدنا أيوب بماء بحر العريش، فشفاه الله من مرضه العضال، وهى عادة متوارثة من عشرات السنين يحرص السيناويون عليها.

وأضاف، أنه من الملاحظ أن أهالى سيناء البسطاء يعتقدون أنهم من ينفردون بتلك العادة فى العالم، ولكنهم ليسوا وحدهم من يحتفلون بأربعاء أيوب، فهى تتشابه فى عدة مناطق أخرى من العالم .

وقال نصر إن أساس الاعتقاد قائم على أن سيدنا أيوب تنقلت به زوجته من مكان إلى آخر، حتى استقر بها المقام على شاطئ بحر العريش، الذى اغتسل فيه قبل الغروب، فشفاه الله، وهو ما يقلده العامة فى هذه المناسبة لكن القرآن الكريم كان واضحاً فى سرد القصة فلم يرد فيه ولا فى كتب التفسير ولا كتب قصص الأنبياء مكان واقعة الاغتسال، ثم القرآن يقول إن الله سبحانه وتعالى أمر سيدنا أيوب أن يضرب الأرض بقدمه فتفجر منها الماء: "ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ"42 (ص) فاغتسل وشرب منه وهو ما يؤكد أنه ليس البحر.

ومن المفارقات أن الاحتفال بهذه المناسبة كان خلال الفترة التى أعقبت تحرير سيناء، حتى أوائل عام 2010 ، من المناسبات السياحية الرسمية على أجندة محافظة شمال سيناء، ويومها يتم الترويج لها ودعوة زوار المحافظة لمشاهدة الاحتفال بها على الشاطئ، ودعوة وسائل الإعلام لنقلها، وكانت توضع على قائمة اهتمام المحافظة، ويكلف المسئولون فى إدارة السياحة والعلاقات العامة بملفها ويتابعها محافظ الإقليم، ثم تراجع الاهتمام الرسمى بالمناسبة واندثر.

من جانبه، علق الشيخ أمين عبدالواجد مدير عام أوقاف شمال سيناء على هذه العادة بقوله إنه معتقد خاطئ وأكد لـ "انفراد" أنها لا أساس لها لا فى عقل، ولا دين، وهى عادة، ونبى الله أيوب عليه السلام لم يأت للعريش، والماء الذى نزل فيه كان عذبا ولم يكن ملحا".
















الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;