بعد أن شهدت اسعار النفط علي مدار الاسبوع الماضي انهيارا في الأسعار لم تشهدة منذ حوالي 17 عاما حيث سجلت أسعار النفط 20 دولارا يوم الاثنين الماضي، وذلك علي أثر انهيار اتفاق "اوبك بلس " لخفض الإنتاج او ما يعرف بحرب الأسعار بين المملكة العربية السعودية وروسيا والتي أدت بدورها الي زيادة الإنتاج ومن ثم زيادة تخمة المعروض من النفط .
كما كان للآثار الاقتصادية لانتشار فيروس كورونا المستجد دور في تراجع اسعار النفط ، ولكن أمس ارتفعت أسعار النفط 13 % وترجع تلك القفزة في الأسعار عالميا نتيجة الآمال بأن اتفاقا عالميا لخفض الإمدادات النفطية قد يتم التوصل إليه خلال الأسبوع الجاري ، حيث من المقرر أن تعقد منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" اجتماعا طارئا خلال شهر ابريل الجاري بقيادة المملكة العربية السعودية للإتفاق على تخفيض الإمدادات النفطية نحو10 مليون برميل يوميا.
وأمس قفزت عقود خام القياس العالمى مزيج برنت 4.17 دولار، أو 13.9 فى المئة، لتسجل عند التسوية 34.11 دولار للبرميل والتي كانت قد ارتفعت بمقدار 47% يوم الخميس الماضي حيث سجلت أعلى مكاسب من حيث النسبة المئوية أثناء التعاملات فى يوم واحد، قبل أن تغلق مرتفعة 21 بالمئة كما أنهت عقود برنت الأسبوع مرتفعة 36.8 بالمئة، وهى أكبر مكاسبها الأسبوعية من حيث النسبة المئوية في تاريخ عقود خام القياسى العالمى.
كما أنهت عقود خام القياس الأمريكى غرب تكساس الوسيط جلسة التداول مرتفعة، 3.02 دولار أو ما يعادل 11.93% لتسجل عند التسوية 28.34 دولار للبرميل حيث سجلت أكبر مكاسبها الأسبوعية على الإطلاق بمكاسب قدرها 31.8 % بنهاية الأسبوع أمس الجمعة .
فيما جاءت تأكيدات كودلو المستشارالاقتصادى بالبيت الأبيض ،بإن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أبلغ روسيا والسعودية بأن تتوقفا عن "التواطؤ" وإغراق السوق بالنفط، وأكد أن ترامب سيتصدى لأى محاولات للتواطؤ في أسواق الطاقة تؤثر على الصناعة الأمريكية.
وعلي الجانب الأخر أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود أن المملكة تسعى للوصول إلى المزيد من التخفيضات وتحقيق توازن السوق وهو ما فيه مصلحة لمنتجي البترول الصخري، بعكس ما صدر عن روسيا ورغبتها في بقاء الأسعار منخفضة للتأثير على البترول الصخري متمنياً أن تتخذ روسيا القرارات الصحيحة في الاجتماع العاجل الذي دعت له المملكة أمس الجمعة لدول أوبك + ومجموعة من الدول الأخرى بهدف السعي للوصول إلى اتفاق عادل يعيد التوازن المنشود للأسواق البترولية وأن لا تتعرض أسواق الطاقة للخطر مرة أخرى.
فيما ألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باللوم أمس، على انسحاب السعودية من اتفاق أوبك+ بشأن إمدادات النفط، وأيضا آثار فيروس كورونا على الطلب، في انهيار أسعار الخام مؤخرا وخلال اجتماع مع وزير الطاقة ألكسندر نوفاك، قال بوتين إن السعودية تخطط للتخلص من منافسيها من منتجي النفط الصخري ومن أجل أن تفعل هذا فإنها كان عليها أن تدفع سعر النفط إلى أقل من 40 دولارا للبرميل ، وهذا الأمر نفي من جانب الأمير فيصل بن فرحان آل سعود وزير الخارجية السعودى ، بقوله أنه تم الاطلاع على تصريح منسوب لإحدى وسائل الإعلام للرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية، تضمن أن من أسباب انخفاض أسعار النفط انسحاب المملكة من صفقة أوبك + وأن المملكة تخطط للتخلص من منتجي النفط الصخري.
وأكد أن ما تم ذكره عار من الصحة جملة وتفصيلاً ولا يمت للحقيقة بصلة، وأن انسحاب المملكة من الاتفاق غير صحيح، بل أن روسيا هي من خرجت من الاتفاق، بينما المملكة و 22 دولة أخرى كانت تحاول إقناع روسيا بإجراء المزيد من التخفيضات وتمديد الاتفاق إلا أن روسيا لم توافق على ذلك ، حسبما نشرت واس .