فجر قيادى إخوانى بارز بجماعة الإخوان، مفاجآت من العيار الثقيل، كاشفا عن تفاصيل جديدة حول محاولات الإخوان دعم مرشح رئاسى خلال انتخابات الرئاسة عام 2014 ، رغم إعلان التنظيم فى أوقات سابقة أنه مقاطع للانتخابات وأنهم متمسكون بشرعية "المعزول" محمد مرسى، فيما أكد خبراء بالتيار الإسلامى أن هذه الاعترافات تكشف كذب الإخوان وتفضح براجماتيتها.
وكشف رضا فهمى، عضو مجلس شورى جماعة الإخوان، أن الجماعة ناقشت فى اسطنبول قبل انتخابات الرئاسة عام 2014، دعم الفريق سامى عنان، موضحا أن بعض قيادات الجماعة وعلى رأسهم قيادات بمكتب الإرشاد التنظيم تمنوا أن يعود بهم الحال لما كانوا عليه فى عهد محمد حسنى مبارك.
وقال فهمى فى تصريح له عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك":"رئيس أحد الأحزاب المحسوبة على التيار الإسلامى جاء إلينا فى اسطنبول، فى محاولة لإقناعنا بدعم الفريق سامى عنان فى الانتخابات وأن هذا سيكون فاتحة خير على الإخوان المسلمين، حيث سيتم الإفراج عن المسجونين، وإدماجهم فى الحياة السياسية.. إلى آخر ذلك".
وتابع عضو مجلس شورى الإخوان:"الرجل سمع منا ما يكره وذهب غاضبا، فى اليوم التالى كنا على موعد مع أحد أعضاء مكتب الإرشاد وهو يعيش فى الخارج منذ فترة طويلة، وأثناء اللقاء تطرقنا بشكل عارض لهذا الموضوع الذى لم نعره أى اهتمام، لكننا فوجئنا بعضو مكتب الإرشاد يعلق على هذا الموضوع قائلا إذا كان هذا الكلام صحيحا يبقى اتحلت من عند ربنا، فأسقط فى أيدينا وعلمنا أن البعض منا أصبح سقف طموحه هو العودة لمرحلة مبارك، ومنذ ذلك الحين بدأنا نلحظ أن هذا الخط يتبناه عدد غير قليل من القيادات وتبعهم فى ذلك شريحة أخرى للأسف".
وطالب عضو مكتب شورى جماعة الإخوان، القيادة الحالية للجماعة، بضرورة إعلان موقفها ورؤيتها بشكل واضح على قواعد الجماعة حتى يتم الاستفتاء عليها وإبداء الرأى فيها، معترفا بأن هناك تخبطا شديدا فى التنظيم ورؤيته.
كما طالب رضا فهمى كلا من محمود عزت، القائم بأعمال مرشد الإخوان، ومحمود حسين الأمين العام للجماعة، وإبراهيم منير، أمين التنظيم الدولى، بالخروج وتوضيح المبادرات التى يعلن عنها يوسف ندا، مفوض العلاقات الخارجية لجماعة الإخوان فى الخارج.
من جانبه قال طارق أبو السعد، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن التنظيم لديه تخبط فى الرؤيا، وقيادات مكتب إرشاد الإخوان تتبنى خط الاستسلام، خاصة فى ظل الفشل المتلاحق الذى يعانى منه التنظيم، بينما شباب التنظيم يتبنون العنف بشكل واضح، قائلا: "الإخوان فضحوا أنفسهم".
وأضاف القيادى السابق بجماعة الإخوان، لـ"انفراد" أن الجماعة كذبت على قواعدها قبل انتخابات الرئاسة عام 2014 وزعمت أنها مقاطعة للانتخابات، ولكنها فى حقيقة الأمر كانت تبحث عن دعم شخصيات فى الخفاء، وكافة اجتماعات اسطنبول كانت تتم من أجل ذلك، ولما فشلت خرجت لتزعم أنها مقاطعة.
ومن ناحيته قال هشام النجار الباحث فى شئون حركات التيار الإسلامى إن هذه الرؤية متوافقة تماماً مع السيناريو الغربى والأمريكى الموضوع بدقة وحرص على توفير ضمانات النجاح بقدر الإمكان لعملية التغيير المنظمة فى الدول العربية بداية من 2011م، وقد أكدت الدراسات والأبحاث التى أشرف عليها كبار المفكرين الغربيين أن تيار الإسلام السياسى لن ينجح بمفرده فى السيطرة على الأوضاع بعد إسقاط رؤوس الأنظمة الحاكمة وتطلب ذلك أن يكون هناك دعم وشراكة مع وجوه ورموز مؤثرة داخل الجيوش وبعض وجوه النظام القديم.
وأضاف "النجار":"الولايات المتحدة كانت تدعم هذه الشراكة بحيث لا يكون صعود الإسلام السياسى بمفرده بل مدعوما من قيادات بالجيوش ، فضلاً عن الوجوه والرموز الليبرالية، لكن ما حدث فى الفترة الماضية أن إخوان مصر خالفوا الخطة وسعوا بمفردهم للانفراد تماماً بالسلطة بينما نجح إخوان تونس إلى حد كبير فى الحرص على تحقيق هذه الشراكة، ولذلك نلاحظ دعوات بعض قيادات إخوان مصر لاستعادة الخطة من جديد لعل وعسى يحافظون من خلالها على الدعم الغربى ويحظون بفرصة جديدة للعودة من خلال إظهار الالتزام بالخطة الأصلية التى خالفوها قبل ذلك".
وأضاف: "هذه الاعترافات شاهد على نفعيتهم، ففى سبيل مصلحتهم سيضحون بكل ما أطلقوا عليه " ثوابت " و" خطوط حمراء " وضعوها بعد 30 يونيو وألزموا بها شركاءهم، حيث حرموا المشاركة السياسية وحرموا التعاون والتعامل مع الدولة بأى شكل وعدم قبول العودة إلا بعد " القصاص للشهداء "، وهاهم أول من يتجاوز هذه الثوابت ويطيح بها، وقد توقعنا ذلك منذ بداية الأزمة لمعرفتنا عن قرب ببراجماتية الإخوان وتقلبهم".