تقسيم موظفي الحكومة لنصفين وعمل ثلاثة أيام مع استمرار الحذر والإجراءات الوقائية والتباعد والاستفادة من فكرة العمل بالمنزل تخفيفا للتجمعات
هناك سؤال أصبح مطروحا عن استمرار حالة البقاء في البيوت في ظل عدم وجود أفق لاستمرار أزمة فيروس كورونا، في ظل وجود فئات تعجز عن الاستمرار فى وضع يعرضهم لخسائر قد لايكونوا قادرين على تحملها. و هل يستمر التزام المنازل إلى اجل غير مسمى ومتى يمكن إنهاء الوضع غير الطبيعي والعودة للحياة شبه الطبيعية. الإجابات حول هذا السؤال غير متوفرة بشكل حاسم وتتراوح بين تفاؤل بقرب تراجع الفيروس وتشاؤم باستمراره وتحوره . وتختلف حسب أراء العلماء والمتخصصين فمن قائل أن فيروس كورنا سوف يستمر إلى نهاية مايو ، أو الصيف، وأراء أخرى تشير إلى انه لايوجد موعد للحسم انه تم هزيمة الفيروس مالم يتم التوصل إلى لقاح أو علاج حاسم.
من هنا ظهرت حركات ومطالب بسيناريو العودة و في دول مختلفة بأوربا و في الولايات المتحدة الأمريكية بالعودة إلى العمل مع اتخاذ إجراءات احترازية من التباعد وتقسيم العاملين ودعم العمل من المنزل بقدر الإمكان. أعلنت دول مثل ألمانيا واسبانيا العودة إلى العمل وفى الدانمارك تم فتح المدارس والجامعات ، وحتى في الولايات المتحدة فقد تعرض الرئيس الامريكى دونالد ترامب لانتقادات وهجوم من ودعوته لعودة العمل ومحاولة تعويض الخسائر لكن كانت هناك أراء مؤيدة ، بل خرجت مظاهرات تؤيد العودة للعمل وأخرى ترفض الخروج وتحذر من تضاعف في أعداد الوفيات.
عادت من جديدة أراء تشير إلى أن حجم الرعب وثمنه فيما يتعلق بفيروس كورونا أضعاف خطر الفيروس، وان العالم عليه الاستعداد للتعامل مع الفيروس لفترة أطول وبالتالي العودة للعمل مع بعض الإجراءات وبالفعل فقد رفضت دول مثل السويد تعطيل الدراسة أو العمل وظلت نسبة العدوى فيها في الإطار القابل للتحكم، وتتكرر أراء تشير إلى أن ضحايا الاتفلونزا الموسمية أو الجفاف والتيفود تتجاوز مرات ضحايا كورونا.
وحتى في مصر بالرغم من إجراءات العزل والحجر التي ساهمت في خفض العدوى، إلا أن توصيات منع التجمعات لم تطبق في أسواق وأعمال وهناك فئات تعتبر دخلة رمضان والأعياد موسم يوفر لمئات الآلاف دخلا يمكنهم من مواصلة الحياة، فضلا عن استمر الزحام في بعض الأسواق بشكل كبير. كل هذا دفع البعض للدعوة إلى رفع الحظر أو الاكتفاء به ليلا ولساعات اقل مع السماح بعودة الدراسة والمصالح الحكومية.
وهناك انقسام واضح بين أغلبية تؤيد الحظر والتباعد، وأقلية تطالب برفع هذه الإجراءات خوفا من تردى اقتصادي يمكن أن يدفع بعض الفئات تحت ضغط الحاجة لأنشطة غير مرغوبة. وهناك فئات كثيرة تضررت من وقف العمل مثل النوادي والمقاهي والمطاعم فضلا عن توقف للسياحة لايمكن التكهن بموعد عودتها.
وبسبب غموض موعد انتهاء الفيروس وتراكم الخسائر الاقتصادية للأنشطة الصناعية والتجارية، فضلا عن تردى أحوال الأفراد ممن لا يملكون رصيدا يمكنهم من الحياة تحت الحظر.
وإذا كان مواطنون عبر العالم وليس فقط عندنا، ينتظرون اللحظة التي يجدون فيها أنفسهم أحرارا في الخروج من منازلهم ومعازلهم ليمارسوا حياتهم وأعمالهم بشكل طبيعي، وكلما مر أسبوع وجدوا أنفسهم أمام نفس التعليمات، وهو ما يجعل الأفق مغلقا ولا أضواء في نهاية النفق . وبالتالي فلم تعد مطالب العودة للحياة شبه الطبيعية قاصرة على رجال أعمال أو أصحاب عمل، وإنما امتدت لغيرهم من الأفراد.
وعليه أعلن الخبراء أهمية أن يتم التفكير في سيناريو العودة تدريجيا للحياة الطبيعية، في حالة عدم وجود أفق نهاية للوضع. ويقول أنصار رأى العودة أن هناك أعداد كبيرة تنزل عملها بشكل طبيعي، وان أهمية دراسة سيناريو العودة انه يضع في اعتباره احتمالات طول فترة الفيروس، ومن هنا يمكن أن يتضمن تخفيفا لحضور موظفي الحكومة من خلال قسمة العاملين نصفين كل منهما يعمل ثلاثة أيام، ونفس الأمر فيما يتعلق بالمدارس والجامعات مع تقوية عملية التعليم عن بعد واستخدام التقنية في تخفيف الحضور مع الحرص على استمرار الحذر والإجراءات الوقائية,. خاصة وان اغلب سنوات التعليم تدخل في اجازة الصيف، ويصبح من الصعب استمرار الإغلاق في العام الدراسة القادم.