• إبراهيم عبد المجيد وواسينى الأعرج وبهاء طاهر يستحقون جائزة نوبل
• سجون السادات خلت من التعذيب.. وإسرائيل جرثومة وستظل عدونا الأول
• الصعيد يعيش فى مرحلة القرون الوسطى.. والطغيان العربى كان أقوى من الحضار
• اللغة العربية لغة ميتة ولم تقدم ما يجعل البشرية تهتم بها
رفض الكاتب والروائى الكبير محمد المنسى قنديل، نظرية المؤامرات، معتبراً أن مصر هى من تتآمر على نفسها بفضل الفاسدين الذين حولناهم لآلهة، متسائلاً: "من نحن كى يتآمر العالم علينا!.. مصر فى مرحلة مخجلة"، مؤكداً فى الوقت نفسه أهمية التعليم وضرورة الارتقاء به لأنه البوابة الحقيقة على العالم.
وقال الكاتب الكبير، إن جمال عبد الناصر كان ديكتاتورا وطاغية، موضحاً أن الحكام العرب والمصريين بوجه خاص لا يستطيعون الموازنة بين الحرية وحكم الفرد ولذا يفعلون كل شىء بتطرف وهذه هى ازدواجيتهم.
وأضاف "المنسى" فى حواره مع الكاتب الصحفى مجدى الجلاد، ببرنامج "لازم نفهم"، أن النخبة تتعامل مع الثقافة بترفع شديد، حيث إن مبارك لم يقرأ كتابا طوال حياته ولم يستشهد ببيت شعر أو قول أى أديب، مشدداً على ضرورة أن يكون الحاكم مثقفاً ومتمرسًا ومتعلماً للسياسة من خلال قراء الثقافة وأوصولها، لافتاً إلى أن الإخوان يكرهون جمال عبد الناصر رغم إقامته لإذاعة القرآن الكريم.
وأشاد بالرئيس الراحل أنور السادات، ومواقفه من السجون، التى كانت خالية من التعذيب، بعكس عبد الناصر ومبارك، الذين ادت سجونهما المليئة بالتعذيب إلى خلق نوع من القمع والترويع لدوى المواطنين، حيث لم يفهما العالم المحيط بهما ولم يستطيعا خلق التوازن بين حرية الفرد واستقرار الوطن.
إسرائيل جرثومة فى جسد العرب..وستظل عدونا الأول
وأكد الكاتب الكبير، أن إسرائيل تفوقت على مصر والعرب لأننا لم نعد نهتم بالتعليم أو البحث العلمى، ولكنها ستظل العدو الأول لنا، فهى جرثومة زَرعت فى وسط الوطن العربى وأصابت جسده بالمرض بعد عام 1948، مضيفاً أن إسرائيل ستظل جار طامع يسعى لسرقة الأرض والمياه ولن يكون طيباً.
من نحن كى يتآمر العالم علينا! مصر فى مرحلة مخجلة
وعن نظرية المؤامرات، إن المؤامرات الكونية على مصر مجرد خرافات، مضيفاً: "لم نعد قادرين على التواصل مع العالم.. نحن لا ننافس العالم على شيء.. إحنا مين كى يتآمر العالم علينا.. نحن المتآمر الأول على أنفسنا بفضل الأخطاء والثروات المهدرة والفاسدين الذين نحولهم لآلهة".
وحذر من أن الصعيد الآن أصبح ينتمى فعلياً وجوهرياً للقرون الوسطى، ولابد من الارتقاء بالتعليم، بعد أن أصبحت مصر على هامش التاريخ ولم تعد تصنعه أو تضيف سطراً للتطور البشرى، مؤكداً أن التعليم بوابتنا للعالم الحديث.
الطغيان العربى كان أقوى من الحضارة
وأوضح أن الطغيان العربى كان أقوى من الحضارة، ووصلنا الآن لمرحلة مخجلة من التاريخ، حيث تستجدى مصر القمح من كل بلدان العالم بعد أن كانت تصدره للخارج وبعد أن كانت مخزناً للغلال.
وعن نشأته قال: "بدايتى كانت بسيطة، ومعظمنا كنا فقراء، وكان التعليم هو الوسيلة الوحيدة للرقى، وكانت المحلة مدينة استثنائية فى دلتا مصر فقد كانت قلقة"، متابعاً :"زمان التعليم كان بخير، ولم يكن أمامى سوى التعليم للأرتقاء، ولم يكن معى نقود للدروس الخصوصية، وكل ما ينقصنا الآن هو افتقارنا للتعليم، ولكن كتب المدرسة والمناهج أصبحوا مختصرين بشكل بشع".
"الجنى" خرج فى 25 يناير للبحث عن الخلاص
وأكد أن نظام مبارك كان يسعى للسيطرة عل كل شىء خلال 30 عاماً من الحكم، ووضع الجنى فى المصباح حتى أفلت منه فى 25 يناير فى محاولة للبحث عن الخلاص، مضيفاً أن ثورة 25 يناير حتى وإن لم تصل للطبقة الحاكمة، خلقت مرحلة من الوعى لدى المصرى البسيط، والذى كان خانعاً طوال السنوات الطويلة، موضحاً أن هذه درجة من الوعى ستولد الفعل والرغبة فى المعرفة مستقبلاً، كما أنها استطاعت القضاء على فكرة الاستعباد الحاكم الفرعون، وهى فى الحقيقة أصبحت مثل الفلك لن تتوقف وستظل موجودة وحية دائما، مؤكداً فى الوقت نفسه أن الجسد المصرى مصاب بجرثومة وعليه المقاومة بفعالية.
السينما المصرية مريضة
وفيما يتعلق بالسينما، قال إن السينما المصرية مريضة وتعتمد على الالتقاط ونقل الأفلام الأمريكانىـ وإذا استمرت على هذا الوضع فلن تخرج أفلاما عظيمة، مضيفاً: "الأفلام العظيمة تتعد على الأصابع"، مضيفاً :"عمر الشريف كان سبباً فى كتاباتى للسينما، وكتبت بالفعل «أيس كريم فى جليم»، و«يوم غائم فى البر الغربى» تحول إلى «وادى الملوك» ولكنه كان سيئا جدا.. راضى بس مش إلى حد كبير لتحويل أعمالى الأدبية إلى أعمال درامية، لأنه يساعد على ترويجها".
اللغة العربية لغة ميتة ولم تقدم ما يجعل البشرية تهتم بها.. وبهاء طاهر يستحق نوبل
وفى سياق آخر، أوضح "قنديل" أن نصيب أطفالنا من كتابات الأطفال فقيرة جدا، وكذلك المكتبة العربية للطفل، مضيفاً :"نجيب محفوظ كان حريصاً أن يخرجنا من عباءته، وينصحنا كثيرا على ألا نسير وراءه، وسفرى الكثير لأماكن كثيرة ساعدنى على الكتابة فزيارتى لسمرقند ساعدنى على كتابة - قمر على سمرقند - وللأسف اللغة العربية لغة ميتة ولم تقدم ما يجعل البشرية تهتم بها، والأمر يتطلب ترجمة عكسية"، مؤكداً أن إبراهيم عبد المجيد وبهاء طاهر وواسينى الأعرج يستحقون جائزة نوبل، مضيفاً: "أعتقد أن جائزة نوبل للأدب ليست مسيسة، بالرغم من أنه لا توجد جائزة لا تتدخل فى السياسة، لأن السياسة تتدخل فى كل شىء".
الكتابة مش بتأكل عيش
وأختتم حواره مؤكداً :"الفكرة تكتب صاحبها وليس العكس، والكتابة مش بتأكل عيش، ولذا يبحث الكاتب عن مصدر رزق آخر.. البعض يراها مجرد عضلات والبعض يراها مشاعر وأحاسيس وأفكار ولكن كلاهما يلتقى فى مكان واحد ليكملوا الرؤى".