تحاول الميليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق استهداف المدن الرئيسية الداعمة لقوات الجيش الوطنى الليبى وخاصة مدينة ترهونة غرب البلاد، والتى تعد أحد القواعد الرئيسية للقوات المسلحة الليبية وخط الإمدادات الوحيد لها فى محاور القتال بمدينة طرابلس.
وتستهدف الميليشيات المسلحة منذ أسابيع مدينة ترهونة بالصواريخ التى أدت لمقتل عدد من المدنيين بينهم نساء وأطفال، بالإضافة إلى استهداف عدد من المواقع بواسطة الطيران التركى المسير الذى يخرج من قاعدة معيتيقة العسكرية فى طرابلس.
والمتتبع لتحركات الميليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق خلال الأيام الماضية يؤكد أن هناك تمسك بدخول مدينة ترهونة بأى شكل من الأشكال، وهو ما دفع حكومة الوفاق لقطع المياه والكهرباء وخدمات الاتصالات عن المدينة التى تتعرض لحصار خانق منذ عدة أسابيع.
ورغم الحصار الذى تتعرض له ترهونة إلى أن مشايخ وأعيان المدينة متمسكين بالدعم الكامل للقوات المسلحة الليبية التى تحارب الميليشيات الإرهابية والإجرامية فى طرابلس، وتقدم المدينة عشرات المتطوعين فى صفوف قوات الجيش الليبى فى العاصمة الليبية.
وتضم مدينة ترهونة عشرات القبائل الليبية التى تدعم قيام مؤسسات الدولة الوطنية وفى مقدمتها الجيش والشرطة، وينتشر عدد كبير من أبناء المدينة داخل أحياء طرابلس وهو ما سهّل مهمة القوات المسلحة الليبية فى عدد من محاور القتال فى العاصمة الليبية.
وفشل الطيران التركى المسير فى تنفيذ مخططات ميليشيات حكومة الوفاق حيث تمكنت دفاعات القوات المسلحة الليبية من اسقاط عدد كبير من الطائرات التركية المسيرة (درونز)، وهو ما يؤكد فشل الصناعات العسكرية التركية فى تحقيق أى إنجاز ملموس على الأرض وخاصة فى ليبيا.
وقال مصدر عسكرى ليبى لـ"انفراد" إن القوات المسلحة الليبية تمكنت منذ الرابع من أبريل 2019 وحتى الآن فى إسقاط ما يقرب من 60 طائرة مسيرة تتبع الميليشيات المسلحة والتى قدمتها تركيا إلى حكومة الوفاق، وذلك ظنا منها أن تلك الطائرات ستساهم في عرقلة قوات الجيش الوطنى الليبى فى طرابلس.
وكشف المصدر الليبى عن مخطط للميليشيات التابعة لحكومة الوفاق لاضعاف مدينة ترهونة واستهدافها بشكل متواصل، مؤكدا أن المدينة بحاجة إلى تعزيز صمودها تجاه هذا المخطط باعتبار المدينة الحاضنة الرئيسية للقوات المسلحة الليبية فى مدن المنطقة الغربية.
وأشار المصدر إلى أن حكومة الوفاق تمكنت خلال الأسابيع الماضية من نقل مئات المرتزقة السوريين الموالين لتركيا من عدد من المحافظات والمدن السورية، مؤكدا أن ما تقوم به حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج هو تخلى عن سيادة الدولة الليبية وتسليمها إلى الأتراك.
كان القائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر قد دعا أبناء الشعب الليبى إلى اسقاط المجلس الرئاسى بقيادة فائز السراج، وذلك بعد الجرائم التى ارتكبها فى حق الشعب الليبى والتفريط فى سيادة البلاد لصالح ميليشيات مسلحة ومرتزقة سوريين.
إلى ذلك، خرج مئات الليبيين فى عدد من المدن لتفويض المؤسسة العسكرية الليبية بقيادة المشير خليفة حفتر لإدارة شؤون البلاد للعبور بالبلاد إلى الأمن والاستقرار، وتنديدا بالغزو العسكرى التركى للأراضى الليبية الذى تتبناه حكومة الوفاق الوطنى برئاسة فائز السراج.
ويتغافل المجتمع الدولى عن التدخلات العسكرية التركية فى الشأن الداخلى الليبى، وذلك بسبب انشغال دول العالم بجائحة كورونا التى تفتك بحياة الآلاف المواطنين على مستوى العالم بشكل يومى، وهو ما دفع أنقرة للإنخراط بشكل أكبر فى المشهد العسكرى الليبى بنقل المزيد من المرتزقة والمقاتلين إلى طرابلس.
فى سياق متصل، وجّه وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وكبير دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي، دعوة مشتركة، اليوم السبت، إلى هدنة إنسانية فى ليبيا، وقالوا إنه ينبغي على كل الأطراف استئناف محادثات السلام.
