الأربعاء 2024-11-27
القاهره 04:21 ص
الأربعاء 2024-11-27
القاهره 04:21 ص
تحقيقات وملفات
بالصور.. فى عيد العمال.. حكايات أيادٍ خشنة طلعت حرير.. نحتوا الخشب.. شكلوا الحجر.. بنوا البيوت.. تركوا بصمتهم على المعادن.. ولان لهم الحديد
السبت، 30 أبريل 2016 01:28 م
نقلا عن العدد اليومى...
وراء كل مبنى ضخم وقصر عالٍ لأيادٍ شكلت الحجر وشققها الأسمنت والرمل والتراب، وخلف كل تمثال مجسم يحاكى الواقع بتفاصيلها أصابع ذهبية فضلت أن تفقد نعومتها لتنحت بها أبهى صور الجمال، والسبب فى وجود منسوجات جمالية أنامل قد تتصف بالقبح فقدت آدميتها وارتضت بخشونتها لتخرج الحرير.
تصف هذه الكلمات حكايات "الأيدى الخشنة" أيادى عمال مصر الذين ضحوا بصحتهم ومجهوداتهم وحملوا قدراتهم العضلية فوق طاقتها، واعتبروا أياديهم التى تحمل بين ثانياتها علامات الشقاء سمة يفخرون بها، باحثين عن لقمة العيش حاملين مهنتهم وصنعتهم وسام على صدورهم رافضين التخلى عنها مهما كانت المغريات، حتى لا تنقرض وتتلاشى أثارها وتغلق معها حكاية مهنة مصرية فلكلورية.
وفى عيد العمال يحتفل "انفراد" بصناع الجمال" على طريقتها الخاصة، وتحاول عمال وصنيعية مصريين لتسرد حكايات أيادى خشنة قضت حياتها فى صناعة الحرير وكل منتج يجوز وصفه بالجميل.
"عشت طول حياتى بين حمل الطوب على عاتقى ووضعه فى صفوف مرصوصة فى عز الشمس والحر لتصعد ناطحات السحاب وأفخم القصور وعلى الرغم من شقاء هذه المهنة إلا أننى أصريت على استكمال حياتى وأنا " بنا" مهما تقدمت بالعمر" هكذا حاول أن ينقل عم " سيد الضبع" الرجل الخمسينى الذى لم يوقفه عمره أو يمثل له عائقاً بينه وبين ممارسة مهنة " البنا" على الرغم من صعوبتها، تجربته اليومية مع بناء المنازل والبيوت واعتراضه على تغير مهنته، مبرراً ذلك بأن الله يعطى الصحة على قدر الرزق.
فى حين أشار " أشرف عبد الجاد" العاشق لمهنة الرسم والزخرفة على النحاس، إلى أنه مثل السمكة التى لا تستطيع العيش خارج الماء، فهو إذا ترك هذه الحرفة التى تتطلب المزيد من الدقة والمجهود يعنى بذلك أنه ترك حياته بالكامل، على حسب حديثه حيث قال ": اعتبر هذه الصنعة فن ورثته عن أجدادى ولم اتخلى عنه أبداً، فهى تحتاج على التعرض على النار وتليين بعض المعادن والحفر على النحاس بخطوط منمقة وبارزة وواضحة لأكون الرسمة والتصميم الذى أرغب فيه، والذى من الممكن أن يتطلب منى أيام ليخرج بشكله المثالى. المقابل المادى لم يكون يوماً الهدف الأسمى بالنسبة " لأنور الحريرى" الذى لقب بهذا الاسم نسبة لمهنته كعامل بمصنع لصناعة القماش، فخرجت العمل بالنسبة له عن كونه مجرد مصدر للرزق وحسب، إنما تحول إلى " أفيونة" وكييف على حسب كلامه موضحاً ": يوميتى لا تتعدى 25 جنيها لكنى لا أستطيع أن أعمل بأى عمل آخر ولا أجد نفسى فى أى وظيفة أخرى حتى إذا كانت ستوفر لى المال والراحة مقارنة بطبيعة عملى التى تطلب منى انتقاء الخيوط ورصها فى الماكينات، وتعريضها لحرارة معينة وخطوات خاصة حتى نقوم الخيط ونشكله كخيط حرير، ثم إعادة تجميعه وإدخاله بماكينة أخرى لنحصل على توب "القماش".
لكن كان "لنادى رمزى" رأى آخر فهو سئم البحث عن المال وعدم القدرة على إنفاقه على منزله من خلال المقابل الضئيل الذى يتلقاه كعامل بورشة لتصنيع الحلل الألمونيوم لكنه فى نفس الوقت جرب أكثر من عمل آخر كأمن العمارات الخاصة، وكعامل نظافة لكنه لم يستطيع التخلى عن مهنته وفقاً لحديثه": تحتاج صناعة الحلل الألمونيوم إلى المزيد من المجهود والوقت، فهى تتعرض لماكينة الضغط لتجميع المادة الخام، ثم وضعها فى الفرن لتلينها، وفى النهاية وضعها فى القالب المراد تشكيلها على مقاسه، ثم تعريضها لبعض الشظايا لوضع بعض اللمسات التجميلية عليها، وكل ذلك بمقابل 700 جنيه فى الشهر، وهذا ما لا يكفى حاجات أسرتى، لكن هذه المهنة أخذتها عن أبى ولا أستطيع تغييرها، لذلك أشعر دائماً أننى أعيش فى مأزق بين الإخلاص لصنعتى وتحصيل المال.
أما "محمد عبد المتجلى" صاحب ورشة النحت على الخشب فهو معتز بمهنته ويراها سبب لفخره ويكفى أن السياح يقبلون من كل مكان على ورشته بشارع المعز ليقتنوا صناعة يدوية مصرية 100% حيث قال: تعتبر مهنتى من أصعب المهن فى العالم لأنها يدوية من أولى خطواتها على نهايتها، فأحضر الأخشاب بنفسى سواء الموجودة بالمخلفات أو التى أقطعها بنفسى من جذور الأشجار المخلوعة، حتى أحصل على الأنواع الصالحة للتشكيل.
ثم أبدأ فى المرحلة التالية وهى تنظيفها من أى شوائب وبقايا وتقطيعها على حسب حجم التماثيل التى احتاجها، وتبدأ المرحلة الأصعب فى النحت على الخشب لأحصل على الشكل المراد، ثم استخدم بعض الزيوت لتلميع الخشب، وبفضل الله يتردد السياح على ورشتى المتواضعة للحصول على منتجاتى المصنوعة باليد، الأمر الذى لا يجعلنى ألتفت مجرد التفات إلى شكل يدى التى تعرضت لإصابات كثيرة نتيجة لصعوبة خطوات هذه الحرفة.
عمال مصر
عيد العمال
صناعة الحرير
حكايات الايد الخشنة
صناع الجمال
الاكثر مشاهده
"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة
شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه
الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة
رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى
جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية
الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"
"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة
شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه
الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة
رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى
;