بالصور.. الصين تغزو العالم بالروبوتات.. كنتاكى يستعين بإنسان آلى لخدمة الزبائن.. معبد بوذى يوظف "روبوت" لخدمة اتباعه.. وتصميم الروبوت "جيا جيا" لمحاكاة الإنسان البشرى وتنفيذ الأوامر

افتتحت سلسلة مطاعم كنتاكى بالصين أول مطعم لها عمّاله من "الروبوتات" فى المركز الوطنى للمؤتمرات والمعارض فى مقاطعة شانجهاى، وفى المطعم يقوم الروبوت "دو مى" الذى طرحته شركة "بايدو" فى عام 2015، بمساعدة العملاء على إتمام طلب الوجبات ودفع الحساب.

وبالطبع هذه الماكينات ممتازة لتقديم الطعام على طاولات الزبائن. والجيد فى الأمر أنها لا تكل ولا تتعب ولا تتكلم. ولكن حال عدم رضا الزبائن، سيكون من الصعب عليها التعامل مع ذلك، فى المطعم لا يقتصر الأمر على تلك الروبوتات التى قد تحاكى شكل الإنسان. وإنما هناك مثل هذا الموديل البسيط جدًا فى تصميمه. ولكنه يخدم داخل المطبخ، لذلك فلا داعى للاهتمام بشكله.

وقال ديفيد لى، مدير مركز الصين للاقتصاد العالمى، إن صناعة الإنسان الآلى "الروبوت"، فى الصين تشهد تطورًا كبيرًا، وأنها بالتأكيد لن تكون خصمًا على العامل البشرى، إذا أن التطورات التقنية لم تصل لمرحلة الاستغناء عن الجهد البشرى بالكامل.

وأضاف مدير المركز، فى تصريحات خاصة، أن الإنسان الآلى يستطيع تنفيذ العديد من الأوامر فى وقت قليل، ومع نسبة كفاءة عالية، لذلك أصبحنا نعتمد عليها فى عدد من المصانع والشركات، وأشار إلى أن الإنسان الآلى سيغزو العالم فى القريب العاجل.

كما صمم العلماء الصينيون جيلاً جديدًا من الروبوتات التفاعلية، والتى لا تتحرك فقط بل يمكنها التحدث. وقال العلماء، إن هذا الروبوت الجديد الغرض منه تقديم الخدمات للناس فى الأماكن العامة فى المستقبل.

وأشرف على تصميم هذه الروبوتات فريق بحث وتطوير من جامعة العلوم والتكنولوجيا فى الصين وكشف النقاب عن هذا الجيل الجديد من الروبوتات التفاعلية، وميض بعينيه وإماءات وحركات بالأيدى يقوم بها "جيا جيا" مع نطق بعض الكلمات المتزامنة مع حركة الشفاه.

وقال تشن شياو بينج، مدير فريق بحث وتطوير الروبوتات من جامعة العلوم والتكنولوجيا، إنه يمكن لهذه الروبوتات أن تستخدم فى تقديم الخدمات للإنسان فى الأماكن العامة وقد تتوسع وظيفتها إلى البنوك والمراكز التجارية والمكاتب التجارية والمتاحف العلمية والتكنولوجية، كما تستطيع أن تصاحب الشيوخ، وإمكانية التفاعل بين الروبوتات والبشر سيدخل مرحلة جديدة: فلن تكون الروبوتات قادرة على إجراء محادثات بسيطة مع الزبائن فحسب، بل إجراء التواصل العاطفى أيضًا".

كما ابتكرت الصناعة العالمية روبوتات متنوعة طالت مجالات مختلفة، بما فيها جيا جيا التى تمثل جزءًا صغيرًا من هذه الروبوتات.

وقرر معبد بوذى يقع على مشارف العاصمة الصينية بكين التخلص من الطرق التقليدية واستخدام التكنولوجيا لجذب مزيد من الأتباع، ويقول معبد لونجكوان أنه ابتكر راهبًا روبوتيًا يمكنه أداء ترانيم بوذية والتحرك عبر تلقى أوامر صوتية والدخول فى مناقشات بسيطة.

والروبوت الذى أطلق عليه اسم «شيانير» ويبلغ طوله 60 سنتيمتراً، يشبه راهباً مبتدئًا كالذى يظهر فى أفلام الكرتون، إذ يرتدى ثوبًا أصفر وله رأس حليق ويمسك بشاشة تعمل باللمس يضعها على صدره. ويمكن «شيانير» دخول مناقشة من خلال الإجابة عن 20 سؤالاً بسيطاً مدرجاً على شاشته عن البوذية والحياة اليومية، إلى جانب تأدية سبعة أنواع من الحركات على عجلاته.

وقال مبتكر الروبوت شيانفان إن الراهب الروبوتى هو الأداة المثلى لنشر الحكمة فى الصين، من خلال دمج العلم والبوذية. وأضاف: «العلم والبوذية ليسا متضادين أو متناقضين، بل يمكن دمجهما والتوفيق بينهما».

وفى السنوات الأخيرة، ظهرت سلسلة من السياسات الحكومية تدعم صناعة الروبوتات حيث شهدت شركات الروبوت الصينية ازدهارًا وتطوير تكنولوجياتها، وقد قامت بالعديد من معارض تكنولوجيا الروبوتات. وأصبحت الصين أكبر سوق للروبوتات فى العالم منذ عام 2013، وقد سجلت قيمة تجارة الروبوت الصينية نسبة 40% من القيمة العالمية. ومن المتوقع أن ترتفع نسبة تجارة الروبوت السنوى فى الصين التى قدرت بـ57 ألفًا فى عام 2014 لتبلغ 150 ألفًا فى عام 2018، حيث ستتضاعف هذه النسبة ثلاث مرات تقريبًا.

وتمتلك شركات الروبوت الصينية أقل من 30%من السوق المحلية، بينما تملك شركات الروبوت الأربع الكبار أكثر من نصف سوق الروبوت الصينية، وكلها شركات أجنبية. وتركز معظم شركات الروبوت الصينية على المنتجات رخيصة الثمن، وتعتمد صناعتها بشكل كبير على مكونات الروبوت الأساسية المستوردة، غير أن خبراء يقولون إن صناعة الروبوت الصينية ستشهد تقدما غير مسبوق.