هن من أوروبا حلقة 12.. أم عاملة من عائلة شاذة الجنس.. أصغر رئيسة وزراء تصنع التاريخ فى فنلندا من جيل الانستجرام.. قللت أيام وساعات عمل المواطنين لتوفير الوقت لأسرهم.. وأعادت ثقة البلاد فى حكومتها النس

فى الأفق البعيد، قد تصبح الصورة غير واضحة، حين ترى سيدات ترفع لافتات أسمائهن على طاولات قمم عالمية، يقررن مصير الأمم، ويضعن ميزانية أخرى، لتختفى كواليس كل واحدة منهن وراء صمودهن وإصرارهن أن يصبحن كما قررن الأقوى والأفضل. فى 30 حلقة متوالية، سنسرد كواليس حياة نساء أوروبيات، ما بين ربات منازل أصبحن من قادات العالم، وأخريات حلمن أن يكن رؤساء دول، وملكات وضعت صورهن على العملات المعدنية، ونلقي الضوء على قصص وصولهن إلى السلطة وحكايتهن الشخصية فى سلسلة "هن من أوروبا". وإليكم الحلقة الثانية عشر: رئيسة وزراء فنلندا من قال أن الجميلات لسن أذكياء، فقد خابت حكمتهم مع هذا النموذج الفلندى سانا مارين، التى اشتهرت بجمالها الفاتن، وصغر سنها الذى لم يتجاوز 34 سنة، لتقود فنلندا كأصغر رئيسة وزراء حالية فى العالم، وتحمل طفلتها الرضيع داخل قاعات اجتماعاتها، الإنجاز الأصعب يكمن أيضًا فى كونها ولدت وسط عائلة من نفس الجنسين لأم فقيرة وشاذة تركت والدها وعاشت مع شريكتها، لتتحول طفولة سانا إلى تجارب طالما أثرت عليها. ولدت مارين في العاصمة الفنلندية هلسنكي في عام 1985 وعاشت في مدن مختلفة في جميع أنحاء البلاد قبل أن تستقر عائلتها في مدينة تامبيري الجنوبية، ونشأت مارين في عائلة من نفس الجنس مع والدها ووالدتها وشريكة والدتها، وتصف مارين نفسها بأنها قادمة من "عائلة قوس قزح" . وفي عام 2015 أخبرت وسائل الإعلام الفنلندية كيف نشأت وهي "غير مرئية" لأن أفراد عائلتها لم يتم التعامل معهم كعائلة حقيقية، وكان لنشأتها تأثير عميق على سياستها فأصبحت تطالب وتعمل على المساواة فى كل الحقوق وعدم العنصرية للجنس أو اللون أو أى شئ. عانت عائلتها من الأزمة المالية وواجه والدها الإدمان على الكحول، وانفصل عن والدتها وشريكتها اللاتى نشأت معهما. وعلى الرغم من قدومها من أسرة من الطبقة العاملة ، قالت مارين إن والدتها كانت داعمة لها دائمًا وأخبرتها أنها تستطيع فعل أي شيء تريده، بعد المدرسة ، أصبحت أول شخص في عائلتها يذهب إلى الجامعة. درست مارين العلوم الإدراية، وفي عام 2012 ، في عمر 27 عامًا فقط ، أصبحت مارين رئيسًا لإدارة المدينة في تامبيري ، التي يبلغ عدد سكانها حوالى 230 ألف شخص، ثم تم انتخابها نائباً عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي في عام 2015 ، وعرفت السياسية الفنلندية ، بالديمقراطية الاشتراكية . وبعد انتقادات حادة بشأن الطريقة التي تعامل رئيس الوزراء الفنلندى أنتى رين، مع إضراب بريدي، قدم استقالته، حيث مهد الطريق بذلك أمام سانا مارين لتولي المنصب الأعلى، ففي 8 ديسمبر ، صوت الحزب الاشتراكي الديمقراطي فيها لتحل محل رين ، وهو إنجاز ليس بالأمر الهين. وفي منصبها الجديد ، تقود مارين ائتلاف يسار الوسط مؤلف من أربعة أحزاب أخرى ، تقود جميعها النساء، وثلاث من بين كل أربع من هؤلاء النساء تحت سن 35. وبينما هي ثالث رئيسة وزراء في تاريخ فنلندا ، تصنع مارين التاريخ على المستوى الدولي من خلال أن تصبح أصغر رئيسة وزراء في العالم ، حيث تغلبت على أوكرانيا حيث أولكيسي هونشاروك البالغة من العمر 35 عامًا وجاسيندا أرديرن البالغة من العمر 39 عامًا في نيوزيلندا. وبعد توليها دورها في وسط موجة من الإضرابات استمرت ثلاثة أيام ،ركزت مارين أيضًا على إعادة بناء ثقة البلاد في حكومتها. وتركز مارين ، وهي نشطة على وسائل التواصل الاجتماعي مع حكومتها الشابة على الزيادات الرئيسية في الإنفاق العام على الرفاهية والبنية التحتية ، والبيئة والتنوع في صميم جدول أعمالها. تولت سانا مارين فى قضاياها، ضرورة تحسين مستوى الضمان الاجتماعي وتبسيط نظام الضمان الاجتماعيى، كما روجت للصحة العامة والخدمات الاجتماعية ، حيث كانت تعيش طفوله فقيرة، وأكدت على أهمية مجتمع يوفر الرفاهية. وبعد شهر واحد فقط في المنصب ، دعت إلى إدخال أسبوع عمل لمدة أربعة أيام وست ساعات عمل قائلة : "أعتقد أن الناس يستحقون قضاء المزيد من الوقت مع أسرهم وأحبائهم وهواياتهم وغيرها من جوانب الحياة . كما تتمتع حكومة مارين بأعلى نسبة من التمثيل النسائي في الاتحاد الأوروبي ، وهو إنجاز بسيط حتى بالنسبة لدولة أصبحت أول دولة في العالم تنتخب النساء في البرلمان ولديها الآن برلمان مقسم تقريبًا. وتتمتع فنلندا حاليًا بتكافؤ في الأجور بين الجنسين عبر 83.2 ٪ من اقتصادها ، متأخرة عن أيسلندا والنرويج ومع ذلك ، يوجد في البلد واحد من أكثر أسواق العمل التي تفصل بين الجنسين في أوروبا حيث يميل الرجال والنساء إلى التجمع في بعض المهن ، مثل العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات ، حيث يشغل الرجال ثلثي المناصب الأكاديمية العليا ، على الرغم من أن النساء يشغلن 60٪ من دكتوراه جديدة. ومع ذلك ، فإن مارين وحكومتها تعالجان هذا بالفعل من خلال برنامج تم إعداده لتعليم التربية الجنسانية وأساسيات الإنصاف من رياض الأطفال إلى مكان العمل في محاولة لتبديد الصور النمطية القديمة حول الجنس وإزالة الحواجز الجنسانية المتصورة لبعض الصناعات. حياتها الشخصية أحبت مارين من لاعب كرة القدم الفنلندى السابق ماركوس ريكونين، وأنجبا طفلة تبلغ من العمر 22 شهرًا، وسميت إيما. وماركوس ريكونن ، هو لاعب كرة قدم سابق ، وحالياً هو رجل أعمال ومبتكر يشغل حاليًا منصب مدير الاتصالات في أكاديمية التسويق في تامبيري. عرفت سانا مارين بأنها من جيل السوشيال ميديا والانستجرام، حيث تحرص دائمًا على نشر صورها ولحظاتها الخاصة على الانستجرام، ومشاركة مواطنيها بالجديد فى حياتها الشخصية.