سلط الموقع البريطانى "اكسبريس" الضوء على أزمة المياه التى سيواجهها العالم بحلول عام 2050، محذرا من تبعات هذه الأزمة الخطيرة التى ستودى بحياة الملايين وستتسبب فى مشكلات لا حصر لها، واستشهد الموقع البريطانى بعدد من التقارير السابقة التى نبهت العالم من هذه الأزمة الكبيرة وعلى رأسها وثيقة التى ظهرت ضمن تسريبات ويكيليكس والتى كشفت أنه كلما زاد استهلاك العالم للحوم كلما نقص الماء من العالم بشكل كبير، فإنتاج باوند واحد من اللحم يتطلب كمية كبيرة من المياه، ويضطر المزارعون إلى استخدام ذلك للحفاظ على محاصيلهم صحية لتغذية ماشيتهم.
وستزيد مشكلة المياه مع ارتفاع استهلاك اللحوم فى الصين والهند واقتراب وصول إلى معدل الاستهلاك فى أوروبا ثم إلى الولايات المتحدة الأمريكية، فلو تناول العالم معدل اللحوم مثل الأمريكيين لاختفت المياه العذبة منذ 15 عاما.
تقارير تحذر من أزمة المياه
وأشار التقرير الذى عرضه الموقع البريطانى لدور إحدى شركات المياه العالمية فى تنبيه العالم عن هذه الأزمة، إذ أعربت الشركة العالمية عن قلقها لعدد من المسئولين الأمريكيين من تناقص الماء العذب وتجلى هذا الأمر بظهور تقرير سرى يشير إلى كمية استهلاك اللحوم على مستوى العالم، ويحذر من نفاد المياه العذبة فى العالم وهو الخطر الأكبر الذى يتفوق على الأزمات الاقتصادية التى تعيش فيها العديد من الدول.
فوفقا لتقرير شركة المياه العالمية فالسعرات الحرارية للحم تتطلب 10 أضعاف كميات السعرات الحرارية اللازمة لإنتاج المحاصيل الغذائية، ومع تزايد استهلاك الطبقات الوسطى لتناول المزيد من اللحوم، ستتقلص الموارد المائية فى الأرض بشكل خطير، فثلث سكان العالم سيتأثرون بندرة المياه العذبة بحلول عام 2025، ليتفاقم الأمر ويصبح أكثر كارثية فيما بعد.
ويسلط التقرير الضوء على استهلاك اللحوم فى الولايات المتحدة وهو المعدل غير المستدام، وخاصة مع تزايد استهلاك بلدان مثل الصين والهند التى تشكل 37 فى المائة من سكان العالم ومحاولتهم للحاق بالركب.
فالنظام الغذائى الأمريكى الحالى يوفر نحو 3600 سعر حرارى يوميا مع استهلاك كبير اللحوم، فإذ انتقل العالم أجمع إلى هذا المعيار، سوف تستنفد موارد المياه العذبة العالمية خاصة وصول عدد السكان إلى 6 مليارات بحلول عام 2000، فلن يكون هناك ما يكفى من المياه العذبة تقريبا عند بلوغ عدد سكان العالم المتوقع لـ9 مليارات نسمة بحلول منتصف القرن.