تواصل الدعوة السلفية، محاولاتها لاختطاف الخطاب الدينى من وزارة الأوقاف، والتوسع على حسابها فى غير تخصص، بنشر دعايا لها تفيد بسيطرتها على المساجد، وفرض الأمر الواقع من خلال دعاية بخطب ودروس على فيس بوك، فى الصفحات الخاصة بأنصارها، وعبر بوسترات الدعاية الورقية فى المساجد، ومن خلال جداول خطب ودروس موجودة بوسائط الدعوة السلفية.
وتشهد الفترة الأخيرة قيام الدعوة السلفية بالتقليل من خطب الجمعة بعد كشف الأوقاف لتحركاتها ومنعها من صعود المنابر، والهروب إلى المساحة الخالية ما بين صلاتى المغرب والعشاء لأداء محاضرات بعد انصراف أئمة الأوقاف وخلو المساجد ممن يمنعهم.
ولا يشكك أحد فى السعى الجدى لوزارة الأوقاف، خلال ما يزيد عن عامين، فى إبعاد المساجد عن السياسة والتورط فى الاستقطاب والشحن للفكر المتشدد ومحاربة الغلو، لكن الأمر لم يحسم نهائيا فى هذا الجانب فمازال غير المتخصصين يعتلون منابر مساجد الوزارة فى حرية تصل إلى الترويج لأنفسهم دعويا على وسائل التواصل لحشد جمهور المستمعين فى خطب الجمعة ليعلم الجميع، بينما قد لا تعلم الوزارة شيئا.
نشر الداعية السلفى محمد هيكل دعاية متعددة له تفيد بأدائه محاضرة أمس الأول الجمعة بعد صلاة المغرب بمسجد فجر الإسلام، بقرية هورين، التابعة لمدينة بركة السبع، بمحافظة المنوفية، مؤكدا تخصيص مصلى ومكان للسيدات.
الأمر نفسه تكرر بمسجد الأئمة الأربعة بتلا بمحافظة المنوفية، الكائن خلف المستشفى المركز، الذى يشهد لقاءات مفتوحة دون تقيد بخطة الأوقاف الدعوية وموافقتها، حيث عقد اللقاء الأخير تحت عنوان:"إنى لأجد ريح يوسف"، وجرى انعقاده عقب صلاة العشاء لعدد من دعاة الدعوة السلفية.
وفى مسجد التيسير بالمعادى، أقيمت محاضرة للداعية السلفى محمد الغليظ، تحت عنوان:" مابتتحسبش"، حيث يتردد على المسجد بشكل متكرر وأدى الدرس الأخير الجمعة أمس الأول عقب صلاة العشاء.
نفس الأمر يشهده مسجد آل حرب بطلحة بردين التابع لمدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، الذى يتردد عليه الداعية عمرو أحمد الذى يلقب نفسه بالمربى، حيث يؤدى دروسه ما بين صلاتى المغرب والعشاء، مع تخصيصه مكانا للسيدات.
ومن جانبه نشر الداعية السلفى سعيد رمضان، الملقب بـ"أبى عبد الرحمن سعيد رمضان"، دعوة على صفحته الرسمية بـ"فيس بوك"، تشير إلى قيامه بأداء خطبة الجمعة بمسجد أبو بكر بجوار حى البساتين بمحافظة القاهرة، وذلك لإشعار متابعيه بالخطبة لحشد جمهوره بالمسجد الكائن بالعاصمة وبجوار حى البساتين الممثل للسلطة الإدارية مع العلم بكونه غير مصرح له ولا يلتزم بخطة الوزارة الدعوية أو يرتدى الزى الأزهرى.
ويتجول "رمضان" بمساجد منطقة المعادى والبساتين ومنشأة ناصر مؤخرا ويشكل نفوذا له فى المنطقة دون أن تحسم وزارة الأوقاف موقفها تجاه هذه المخالفات مع تكرارها فى مساجد متعددة بالقاهرة الكبرى والمحافظات.
كان "انفراد"، قد نشر عدة تحقيقات وتقارير عن سيطرة سلفية معلنة على مساجد تابعة للأوقاف بالجيزة، وعدد من المحافظات، وقامت الوزارة بإحالة أحد وكلائها إلى التحقيق، وإقالة مدير إدارة وصفته بـ"المقصر"، مؤكدة اعتزامها إبعاد هؤلاء مع تحميل المقصرين تبعات المخالفات.
فيما أكد مصدر بالوزارة، وجود نقص فى خطباء الوزارة بعدد من المديريات أبرزها الجيزة، والتى يوجد بها ما يقارب 30 % من الخطباء التى تحتاج إليهم المساجد ويمثل العدد الباقى نسبة عجز كبيرة تفتح الباب أمام الدخلاء.
من جانبها عاقبت وزارة الأوقاف، المعنية بشئون المساجد والمسئولة عنها مسئولين ودعاة لتسيبهم، وتركهم عناصر أجنبية لا علاقة لها بالدعوة يمارسون العمل دون تصريح رسمى.
أعلن الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف، عن تحرير مخالفات بموجب الضبطية القضائية لأشخاص تعدوا على المنابر وعلى عمل الوزارة، وذلك لمقاضاة المخالفين.
وأعلن طايع، عن تحرير محضر الجمعة أمس الأول رقم 1895 إدارى منشية ناصر لخالد محمد عثمان فهمى، وذلك لقيامه بالخطابة دون تصريح فى ظل وجود خطيب الأوقاف الرسمى للمسجد، الذى خطب الجمعة بمسجد الرحمن بمنشية ناصر.
وأوضح طايع لـ"انفراد" وقف وإحالة الشيخ أيمن فتحى عبد الوهاب أمام مسجد النور بأبو رواش لاستصداره فتوى بتبديع الاحتلاف بالإسراء والمعراج، وخصم ألف جنيه من هشام صلاح محمد لتجاوزه فى مدة الخطبة، وإحالة مدير أوقاف وسط الجيزة للتحقيق لتمكين الغرباء من مساجد الوزارة.