احتفل الأقباط بعيد القيامة المجيد، الذى يمثل ذكرى قيامة المسيح من القبر بعدما تعذب وصلب ومات ثم قام مرة أخرى وفقًا للعقيدة المسيحية، وتبدأ احتفالات العيد من منتصف ليل السبت حيث يعود الأقباط من صلوات قداس العيد إلى منازلهم لتناول اللحوم وخاصة الديك الرومى الذى صار رمزًا لعيد القيامة.
وفى الصباح يحتفل الأطفال المسيحيون بتلوين بيض عيد القيامة أو الفصح ويرجع استخدام البيضة فى عيد القيامة إلى ما نظر إليه المسيحيون الأوائل حين اعتبروا البيضة رمزًا لقيامة المسيح حياً من القبر، كما يخرج كائن حى من البيضة المغلقة.
حمل المسيحيون البيض وذهبوا إلى الكنائس ليباركها الكهنة ثم يوزعونها على أفراد أسرتهم ليتباركوا، ولا تزال عادة مباركة البيضة هذه قائمة فى بعض الكنائس الشرقية حتى الآن وكذلك تبادل المعايدة والتهنئة بمناسبة عيد الفصح وصبغ البيض المسلوق وتزيينه أو نقشه عادات لا تزال متبعة فى جميع البلاد المسيحية تقريباً.
ولا تعتبر عادة صبغ البيض وإهداءه فى عيد الفصح من التقاليد المسيحية فقط، بل هى عادة موغلة فى القدم وربما يرجع تاريخها إلى الفينيقيين الذين كانوا يعبدون الخالق الذى كانت البيضة رمزاً للخلق، إذ كانوا يعتقدون أن الليل هو أول الكائنات وقد تمخض مرة فولد بيضة ومن هذه البيضة انبثقت سائر الكائنات. وساد هذا الاعتقاد كثيراً بين الأمم والشعوب القديمة.
أما فى روما القديمة فكانوا يحتفلون فى الربيع والخريف بعيد ميلاد لطبيعة وموتها وذلك بتقديم مائة بيضة كذبيحة.
كما تعتبر تمثيلية القيامة التى يقودها البابا فى قداس العيد من ضمن علامات الاحتفال بالعيد الكبير عند الأقباط، حيث تجسد مراحل آلام المسيح منذ القبض عليه مرورًا بصلبه وحتى قيامته وتنتهى بعبارة "افتحوا أيها الملوك أبوابكم وارتفعى أيتها الأبواب الدنية ليدخل ملك المجد"، بعد أن تخفت أضواء الكنيسة ويرتل أحد الشمامسة الإنجيل، تظهر أيقونة المسيح ويدور بها البابا فى زفة كنسية كافة أرجاء الكنيسة.
احتفالًا بالعيد، اشتعلت الكاتدرائية المرقسية بالعباسية اليوم بالترانيم التى عزفها أطفال الكنيسة، ومن بين الترانيم التى تعبر عن عيد القيامة ترنيمة "المسيح قام بالحقيقة قام"، وكذلك ترنيمة يارب بارك بلادى.