سامى عبد العزيز يكتب.. لم يكن رجل أعمال.. الشيخ صالح كامل كان مفكراً بمعنى الكلمة.. شعاره الاستثمار الحقيقى

بسم الله الرحمن الرحيم(( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي )) صدق الله العظيم.. كان مفكراً بمعنى الكلمة .. شعاره كان الاستثمار الحقيقى هو "إنماء البلاد وتشغيل العباد" كان مؤمنا بأن الأمة العربية تستطيع أن تنافس وتناطح العالم ليس بثرواتها وأنما اذا اتبعت الاقتصاد الاسلامى وقيمه الحقيقية .. رجل صاحب رؤية بحق .. يدرس ويبحث ويعتمد على أهل الفكر والخبرة ..من يصدق أن هذا الرجل حينما كانت هونج كونج ستعود للصين فاجرى دراسة عالمية توصل فيها أن البديل العبقرى هو منطقة قناة السويس هذا عام 1994 .. أجرى دراسة وأخذ موافقة ديزنى لاند للمجئ للشرق الأوسط وتبين أن الموقع السحرى هو القناطر الخيرية .. تخيلوا هذا عام 1977 .. وقال يومها رداً على سؤال أحد الشخصيات المهمة أنها ليست ملاهى وأنما مشروع متكامل يوفر مليون فرصة عمل . وتصبح قبلة السياحة لمنطقة الخليج كلها ليضخوا العملات الأجنبية للسوق المصرية . من أجل هذه الأفكار الكبيرة وغيرها. كان ملوك ورؤساء الدول يستقبلونه بالترحاب .. قوى الشكيمة والإرداة ، لا ييأس أبداً مهما واجه من صعاب وتحديات .. إلى أخر وقت كان يدعو لملك بلده وولى عهده بالتوفيق والنجاح ولا يبخل عليهم بأية فكرة.. كان لأخر لحظة يدعو للرئيس السيسى الذى كان يصفه أنه رئيس وطنى يعرف ربه على حق ويراعى ضميره فى كل خطوة.. كل هذا قد يعرفه البعض .. سألته متى تكتب مذكراتك، وماذا ستقول فيها؟ فرد سأكتب قصص فشلى ليتعلم منها الأجيال الشابة لأن قصص نجاحى الكل يعرفها !! كان نموذجاً نادراً فى فهم الدين المستنير ، كان قد أوشك على إصدار أحدث موسوعة لتنقية أحاديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم .. إنسان بكل المعانى .. يوم خطبة أحدى بناته قرر أن يقيم حفلها فى أسوان بعد أن كانت السياحة قد توقفت ليشجع السياحة ودعا كل الناس من كل الأنحاء ليأتوا إلى مصر .. عام 1997 عندما حدث الحادث الأرهابى الغاشم وكان قد نظم مؤتمره الاقتصادى السنوى فى تونس، وبدأ البعض يسافر إلى هناك وإذا به رغم فارق التكلفة الكبير قرر نقل المؤتمر إلى الأقصر وأسألوا فى ذلك المهندس أسامة الشيخ. يا دكتور سامى أنا قادم ثانى يوم العيد بعد أن أقام فى عزل صحى فى بيته فى جدة لمدة شهرين وأنه يتمنى أن يتم عزله فى بيته فى مصر.. هذه كانت رسالته لى فجر الأثنين .. نعم فجر الأثنين كانت مكالمة معى عند صلاة الفجر نتبادل الدعاء لبعض بالصحة ولمصر والسعودية والعالم أن يزيل الله هذا الوباء ويطمئن على أنه تم تمويل المستشفيات فى مصر بأجهزة التنفس الصناعى لمصابى فيروس كورونا فى القرى المصرية .. أفطر فى بيته يوم الأثنين وفى أثناء صلاة التراويح شعر بألم ودوران .. فتم نقله لكى يقابل ربه فى أفضل الأيام عند الله .. العشر الأواخر من شهر رمضان .. جاءنى الخبر الذى لم أصدقه حتى الأن .. وتحجرت الدموع فى عيونى وعيون أسرتى .. وانهالت المكالمات غير المصدقه .. مكالمات كلها حزن وآسى بلا حدود .. فكل من عرفه وتعامل معه ترك فيه بصمة أو تعلم منه شيئاً .. كان نافورة أفكار لا تنتهى .. سبحان الله من يضع قوة العقل فى ضعف البدن الذى أنهكته الامراض ولكنها كانت تزيده توهجاً عقلياً وفكرياً وطموحاً .. هذا هو صالح كامل الأب والأخ والصديق على مدار أكثر من 25 عاماً .. أى ثلث عمرى الذى ملأه حباً وصداقة وعطاء .. رحمك الله يا شيخ صالح بقدر ما أحببت وأعطيت وأكرمت كل من حولك حتى أخر لحظة فى عمرك.. مهما كتبت لن أستطيع أن أصف صالح كامل الانسان .. السعودى الجنسية والانتماء والولاء لبلده وعاشق مصر أو كما كان يقول أنه مريض بأجمل مرض وهو حب مصر.. شيخ صالح أنا منتظر مكالمة الفجر اليومية منك نتبادل الدعاء بالصحة والخير وان يحمى الله بلادنا فهل أنتظر ..




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;