تدرك قناة النهار تلك الرابطة الدقيقة بين الموقف والكلمة، دائما ما تعطى الجمهور واجبه واحترامه، لا تأخذ قرارًا إلا إذا رأت فيه قبولا ورضا من الجمهور، ويتوافق مع آوانه، قناة تعرف المصارحة والمكاشفة لا المجاملة، لذلك لم تقرر عودة ريهام سعيد لبرنامجها "صبايا الخير" من جديد ليكمل ثماره ويؤدى دوره الخيرى والإنسانى والوطنى، إلا بعد أن درست جميع ملابسات الحلقة التى أثارت الأزمة، وحرصت انطلاقا من مبدأ الشفافية والمصداقية مع الجمهور على مراجعة جميع التفاصيل الداخلية التى أحاطت بهذه الحلقة المثيرة للجدل مع فريق العمل، وخضوع الإعلامية للتحقيق، ومن ثم عادت ريهام على شاشة النهار من جديد بعد توقف دام 6 أشهر لتعلن اعتذارها أمام الجميع قائلة: "لازم أقدم اعتذار لكل واحد اتضايق أو استاء منى، ولازم أعتذر لكل فئات الشعب التى قد تكون انزعجت حتى لو على باطل أو سوء تفاهم، ربنا عالم وشاهد عليا أن إحنا كنا بس بنحاول نقول الحقيقة واللى حرصنا عليها طول 13 سنة، أقسم بالله العظيم ما كان قصدنا تشهير أو بروباجندا ولا إحنا نعلى، لأنى مش أنا البنى آدمة اللى راحت اشتغلت مذيعة، وكنا بنعالج الناس علشان نأخد شعبية وهانروح نعمل خير ونصور العمليات علشان نقول أن إحنا جامدين، كل حاجة جت بالصدفة وبتوفيق من عند ربنا وكل حاجة كانت رزق وكل اللى يعرفونى يعرفوا إزاى أنا طيبة وضميرى صاحى جدا، ودى مشكلتى، أن كان دايما واخدة عهد على نفسى إنى لازم أقول الحق".
هذا يدل على أن القناة تعمل وفق أسس حقيقية، بجانب إدارة واعية تتمتع بحرفية ومصداقية، ويحسب لها عودة برنامج "صبايا الخير" فى هذا التوقيت، ففى عز الموقف الإعلامى المرتبك تتخذ خطوات نحو إعلام راق جاد، وربما لذلك تتخطى كل الفضائيات بمسافة فلكية ليس باعتبار متغيرات العصر والتكنولوجيا، بل بالمصداقية والاحترافية والعقل الذى تدور به والحماسة المشبوبة بالنار.. وأقولها وأجرى على الله: "الإعلام بحاجة لاستعادة الروح الحقيقية التى تعمل بها قناة النهار".
