75 سنة معارك فى بلاط صاحبة الجلالة.. صراعات قلعة الحريات تنتهى دائما بانتصار الصحافة.. ناصر والسادات ومبارك يرضخون لحقوق قلعة الحريات.. والصحفيون يناضلون ضد التأميم والاعتقال وسلب الحريات والتطبيع

على مدار 75 عاما شهدتها الجماعة الصحفية منذ بداية تأسيس نقابة الصحفيين عام 1941 وحتى الآن، خاضت النقابة العديد من المعارك المتواصلة لصالح هدف واحد هو الدفاع عن الحريات الصحفية وأعضاء النقابة، على اختلاف تياراتهم السياسية.

وعلى مر التاريخ توجت معارك نقابة الصحفيين ضد هجمات النظام السياسي ومؤسساته بالانتظار لصالح الحريات، وهو ما يؤكد أن الهجمة الشرسة التى تعرضت لها النقابة على يد وزارة الداخلية ستنتهى هى الأخرى بالانتصار للجماعة الصحفية.

تأميم الصحافة لم تخل فترة الستينات من معارك مماثلة خاضتها النقابة لإلغاء الحبس في جرائم النشر وهى المعركة التى ظلت مشتعلة لأكثر من 50 عاما وحتى الآن، وكان أبرز سماتها تأميم الصحف الخاصة تحت مسمى قانون تنظيم الصحافة، الذى صدر عام 1960 وبموجبه يصبح الاتحاد الاشتراكى مالكا لكافة الصحف، وهو الوضع الذى استمر طوال فترة عبد الناصر وفترة من عهد السادات، ثم السماح بتأسيس صحف حزبية بعد إلغاء الاتحاد الاشتراكى، ثم إنشاء مجلس الشورى عام 1980 ومن ضمن اختصاصاته امتلاك الصحف، وكان بمثابة إيجاد مالك بديل للاتحاد الاشتراكى بعد إلغائه.

وطوال عهدى عبد الناصر والسادات كانت السمة السائدة فى تعامل الدولة مع الصحفيين هى الاعتقالات المستمرة لأبناء الجماعة الصحفية بتهم سياسية وجرائم نشر، وهى المعركة التى لا زالت مفتوحة حتى الآن حيث تحارب النقابة ضد تغول السلطة التنفيذية وضد القوانين السالبة للحريات فى مجال النشر.

الانتصار على مقص الرقيب بعد 200 عاما من الصراع كان من أبرز معارك الجماعة الصحفية، معركة إلغاء الرقابة على الصحف بعد قرنين من الزمن ظلت رقبة الصحف تحت مقصلة الرقيب، وهو النظام الذى أقرته الحكم العثمانى منذ عهد الوالى محمد على باشا، وظل هذا النظام قائما بعد الثورة، فلا ينشر سطر بدون موافقة الرقيب.

وثارت نقابة الصحفيين ضد هذا النظام وضد مقص الرقيب خلال عامى 1972 و1973 وهما العامان اللذان شهدا عقد العديد من المؤتمرات والجمعيات العمومية المتواصلة والتى انتهت إلى إلغاء الرقابة على الصحف فى 11 فبراير عام 1974، واعتبر انتظارا كبيرا للجماعة الصحفية فى معركتها ضد النظم السالبة للحريات.

التصدى للسادات ووقف مشروع " النادى" ولعل فترة السبعينات كانت أكثر الفترات التى ثارت فيها الجماعة الصحفية ووقفت فى وجه الرئيس السادات وهو ما أدى لاعتقال العشرات من الصحفيين ونقل العشرات أيضا من العاملين بالصحف القومية إلى شركات عامة، مثل بيع المصنوعات وباتا وغيرها، لمعاقبة الصحفيين على معارضته فى ملف التطبيع مع إسرائيل.

وامتدت معركته للرغبة فى تحويل نقابة الصحفيين إلى نادى للصحافة على غرار نادي القضاة، وهو ما انتفضت ضده النقابة برئاسة كامل الزهيرى عام 1980، لحماية دور النقابة المهنى ونجحت النقابة فى معركتها بالحفاظ على كيان النقابة، دون أن يتمكن النظام من تقويضه أو النيل منه.

إلغاء قانون 93 المعروف باغتيال الصحافة ومن أبرز المعارك التاريخية التى انتصرت فيها الجماعة الصحفية، وقف تنفيذ قانون مبارك السالب للحريات والذى حمل رقم 93 لسنة 1995، والذى أصدره مبارك مساء بدعم من أحمد عز القطب البارز بالحزب الوطنى المنحل ورئيس لجنة الخطة والموازنة السابق بالبرلمان آنذاك، والذى اشتهر بقانون "اغتيال حرية الصحافة وحماية الفساد".

هذا القانون كان نقطة فارقة بتاريخ الجماعة الصحفية كرس عقوبات الحبس فى جرائم النشر لمعاقبة النقابة على مواقفها السياسية، وقامت على إثر صدوره النقابة بعقد مؤتمر حضره أقطاب الجماعة الصحفية، وجمعية عمومية كبرى انتهت لقرار الانعقاد الدائم لحين إلغاء القانون.

واستمر الصراع قائما حتى انتصرت النقابة بإلغاء قانون 93 السالب للحريات، وصدور قانونى 95 و 96 لسنة 1996، حيث ألغى الأول عدد كبيرا من المواد التى أضافها القانون السابق سئ السمعة، وعدل مواد أخرى، وهو ما يعتبر إلغاءا للجزء الأكبر من قانون اغتيال حرية الصحافة ولكن الانتصار لم يكن كاملا ينتظر أن يتوج بإصدار القانون الذى توافقت عليه نقابة الصحفيين والحكومة مؤخرا تمهيدا لتقديمه إلى البرلمان، والذى لغى كافة عقوبات الحبس فى جرائم النشر.

زكى بدر اعتذر للصحفيين بمقر النقابة بعدما هاجم رئيس تحرير "الوفد" ويؤكد الكاتب الصحفى حسين عبد الرازق عضو اللجنة الوطنية للتشريعات الصحفية، أن المعارك التى خاضتها النقابة على مر التاريخ خلال قرن إلا ربع، كان المحرك الأول والهدف الرئيسى هو الدفاع عن الحريات ووقف الحبس بجرائم النشر، ورغم الانتصارات السابقة إلا أنها لا تزال منقوصة لحين إقرار قانون الصحافة الموحد الجديد الذى أقرته اللجنة الوطنية للتشريعات مؤخرا، والذى يخلو من اى عقوبات سالبة للحرية فى جرائم النشر.

وقال عبد الرازق لـ "انفراد"، أنه على مر التاريخ لم يحدث وأن اقتحم الأمن مبنى نقابة الصحفيين، كما حدث قبل يومين، فهى سابقة تاريخية، وحتى عندما زار وزير الداخلية السابق ذكى بدر النقابة و هاجم رئيس تحرير حزب الوفد ووجه له اتهاما أخلاقيا فى غير وجوده، وهو ما قابله الكاتب الصحفى جلال عارف والنقيب السابق بالانسحاب من الاجتماع، وانتهى الأمر باعتذار وزير الداخلية عن خطأه فى حق رئيس تحرير وعضو بنقابة الصحفيين.










































الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;