يبدو المشهد عبثيًا، فأقدام أفراد وعساكر قوات الأمن تحاصر مقر نقابة الصحفيين، فى لافتة إلى استعراض القوة الأمنية بوجه أقلام أبناء صاحبة الجلالة، وتواصل وزارة الداخلية تصعيدها ضد الصحفيين، ولم تسمح لعدد من الوفود اليوم الثلاثاء، بالمرور إلى شارع عبد الخاق ثروت للتضامن مع اعتصام الصحفيين، تنديدا باقتحام الأمن لمقر النقابة.
ودفعت قوات الأمن عصر اليوم، الثلاثاء، بفريق من قوات الأمن المركزى إلى نهاية شارع عبد الخالق ثروت بعد حشد الصحفيين لمنعه السماح لوفد النقابات المستقلة وبعض الشخصيات للوصول إلى نقابة الصحفيين للتضامن، رغم تدخل ممثلين من النقابة.
وردد عدد من الصحفيين هتافات منها "حرية" و"ضد الحصار"، "على وعلى الصوت واللى هيهتف مش هيموت "، وضم الوفد كلا من الدكتورة منى مينا ومحمد فوزى وباسل عادل، بحانب عدد من الشخصيات السياسية الأخرى.
مشادات كلامية بين مجلس الصحفيين وقوات الأمن أمام النقابة
ونشبت منذ قليل، مشادات كلامية بين عدد من أعضاء مجلس نقابة الصحفيين، وأعضاء الجمعية العمومية، وبين قوات الأمن المتواجدة بشارع عبد الخالق ثروت بعد منع قوات دخول صحفيين ومتضامنين مع المعتصمين.
فيما منعت قوات الأمن السماح لوفد من ماسبيرو للتضامن المرور لمبنى نقابة للتضامن مع الصحفيين ، وهو ما أدى لاحتشاد الصحفيين .
فريد زهران: حصار الصحفيين عار على الدولة
من جانبه، صرح إسلام هاشم عضو المكتب السياسى، بأن قوات الأمن حاصرت وفد الحزب المصرى الديمقراطى فى محيط نقابة الصحفيين بعد منعهم من الدخول لنقابة الصحفيين للتضامن معهم، بعد اقتحام النقابة من قبل رجال الأمن.
وقال فريد زهران رئيس الحزب، ان ما يحدث الآن هو عار على الدولة عامة والداخلية خاصة، فلا يجوز حصار النقابة ومنع الدخول إليها ومحاولة الاشتباك مع القيادات السياسية.
ونظم الصحفيون المعتصمون أمام نقابة الصحفيين مسيرة تتجه نحو قوات الأمن المتواجدة فى شارع عبد الخالق ثروت، مرددين هتافات "فكوا الحصار"، وذلك بعدما منعت قوات الأمن وفد النقابات المستقلة من الوصول إلى مقر النقابة للتضامن مع الصحفيين.
وأغلقت قوات الأمن، صباح اليوم، الثلاثاء، شارع عبد الخالق ثروت تزامنا مع اعتصام الصحفيين داخل مقر النقابة احتجاجا على اقتحام قوات الأمن لمبنى النقابة. وكثفت قوات الامن من تواجدها بمحيط نقابة الصحفيين، ودفعت بالعديد من سيارات الأمن المركزى والمصفحات إلى محيط مبنى النقابة، فى حين يشهد شارع رمسيس حالة من الارتباك المرورى.
"المحامين": منع اجتماعنا بالصحفيين ممارسات تذكرنا بالوجه القبيح للماضى
قالت لجنة الحريات بنقابة المحامين، إنه انطلاقا من الحفاظ على الوطن فى هذه المرحلة الصعبة التى تستوجب توحيد الصف الداخلى للوطن، فإن اللجنة تدين اقتحام نقابة الصحفيين والذى خالف الدستور والقانون وكافة الأعراف الدولية.
وقالت اللجنة فى بيان لها، إنها تضامنت مع نقابة الصحفيين بمسيرة بالأمس القريب وإنها شكلت فريقها القانونى لمتابعة كل الإجراءات القانونية والخاصة بالمقبوض عليهم أثناء هذه الأحداث وحتى اللحظة.
وأشارت اللجنة، إلى أنه كان من المقرر عقد اجتماع اليوم بين لجنتى الحريات بنقابة المحامين والصحفيين إلا أن التشديد الأمنى حول نقابة الصحفيين قد حال بين اجتماع الشقيقتين، معلنة عن رفضها لهذه الممارسات الأمنية التى تذكر بالوجه القبيح للماضى القريب.
وأكدت النقابة، أن هذه الممارسات لن تقف حالا دون استكمال لجنة الحريات لدورها التى رسمته لنفسها تاريخيا، مشددة أنها ماضية فى طريقها وأنها ستكون غدا يدا بيد مع نقابة الصحفيين فى جمعيتها العمومية.
وطالبت اللجنة، الإفراج الفورى عن كافة المقبوض عليهم من الصحفيين والمحامين ومن لم يثبت فى حقه استخدام العنف، ومحاسبة جميع المسئولين عن اتخاذ مثل هذا الإجراءات والتى أضرت بمصلحة الوطن وتجديد المطالبة بإقالة وزير الداخلية والإصرار عليه.
وناشدت اللجنة، رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان بمراجعة القوانين التى تخالف الدستور بشان حرية الرأى والتعبير.