فى ظل حالة الاضطراب المدنى الذى تشهدها الولايات المتحدة، والاحتجاجات الواسعة ضد عنف الشرطة الأمريكية، ومع استمرار الخسائر البشرية والاقتصادية لوباء كورونا، تظهر على السطح المخاوف المتعلقة بالانتخابات الرئاسية الأمريكية واحتمالية التلاعب بالأصوات أو التدخل الخارجى فيها بشكل قد يكون أكبر عما حدث فى عام 2016.
حيث قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن هناك مخاوف متزايدة مع تبقى 150 يوما فقط على إجراء الانتخابات الرئاسية فى الولايات المتحدة، من أن الضغط من أجل التصويت عن بعد فى ظل وباء كورونا يمكن أن تفتح الباب أمام فرص جديدة لاختراق التصويت، أمام الرئيس الروسى فلاديمير بوتين وأيضا آخرين يأملون تعطيل الانتخابات أو الاستفادة منها أو التأثير عليها.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس ترامب قال مرارا إن التصويت بالبريد يدعو إلى تزوير الناخبين وربما يفيد الديمقراطيين، وهو الأمر الذى وصفته الصحيفة بأنه زعم بلا أساس، حيث أن التصويت بالبريد لم يؤدى إلا إلى حالات تزوير بسيطة فى خمس ولايات استخدمته على مدار سنوات، كما أن دراسة أخيرة لجامعة ستانفورد وجدت أن التصويت بالبريد لم يحقق ميزة لأ من الحزبين، كما أنه يمكن أن يزيد إقبال ناخبين لكلا الحزبين.
لكن هناك أمور أخرى تثير القلق. فالاندفاع نحو استيعاب التصويت عن بعد يدفع بعض الدول الصغيرة إلى تجربة التصويت الإلكترونة أو التوسع فيه، وهو النهج الذى وصفته وزارة الأمن الداخلى بأنه عالى المخاطر فى تقرير لها الشهر الماضى. كما أنه يعيد التركيز مرة أخرى على مجموعة متنوعة من أنظمة تسجيل الناخبين عبر الإنترنت، والتى كانت من بين الأهداف الرئيسية للمتسللين الروس فى عام 2016. ويعد أمن هذه الأنظمة أمرا أساسيا لضمان أن يحصل الناخبين بحلول نوفمبر على بطاقات الاقتراع الخاصة بهم بالبريد أو يستيطع الوصول إلى التصويت الإلكترونى.
وتذهب الصحيفة إلى القول بأنه فى حين أن القراصنة الروس توقفوا عن التلاعب بيانات الناخبين فى 2016، فإن المسئولين الأمريكيين قرروا أن تلك المحاولة كانت بمثابة تجربة قبل التدخل فى المستقبل.
وللاستعداد لهذا التهديد، تعاقدت وزارة الأمن الداخلى مع مؤسسة راند لإعادة تقييم نقاط الضعف فى الانتخابات بالبلاد، بدء من كبائن التصويت وحتى انظمة تسجيل الناخبين. وزادت النتائج التى توصلت إليها راد من المخاوف القائمة منذ فترة طويلة بين مسئولى الانتخابات وهى ان قواعد البيانات المحلية وفى الولايات يمكن أن يتم إغلاقها من قبل القراصنة الذين يقومون بالتلاعب لصالح أطراف خارجية أو يطالبون بفدى.
ويشير الخبراء إلى أن مسئولى الأمن الداخلى كانوا يركزون على تشديد أنظمة التسجيل، وأصبحت المشكلة أكثر تعقيدا مع تسابق الولايات الأمريكية لاستيعاب نظام التصويت بالبريد حتى بالنسبة لهؤلاء الذين لا يتواجدون فى أماكن بعيدة عن ولاياتهم الأصلية. وتتدخل المحاكم بأحكام متناقضة، الكثير منها قيد الاستئناف ، مما يزيد من الإحساس بالفوضى وعدم اليقين بشان الإجراءات التى سيتم استخدامها فى الثالث من نوفمبر، وهو الموعد المقرر لإجراء الانتخابات.
من ناحية أخرى، كشف الباحثون فى جامعة ميتشيجان ومعهد ماسوشستس للتكنولوجيا فى دراسة يوم الأحد أن إحدى المنصات التى تقوم بالفعل بتسهيل الانترنت والتصويت عن بعد يمكن فى بعض الحالات أن يتم التلاعب بها أو تغيير الأصوات دون أن يتم رصد ذلك من قبل الناخب أو مسئولى الانتخابات أو الشركة التى تملكها.