يمكن الاتفاق على أن حل الأزمة القائمة بين نقابة الصحفيين ووزارة الداخلية على إثر اقتحام أفراد الأمن لمقر النقابة مساء الأول من مايو الجارى، لن يكون إلا حلاً سياسيًا، فى ظل المطالب المعلنة من الجمعية العمومية للصحفيين التى انعقدت أمس الأربعاء، وهذا ما اتفق عليه عدد من السياسيين سواء الحزبيين أو البرلمانيين أو من الشخصيات العامة، خاصة أن اللافت فى النظر غياب التعامل السياسى مع الأزمة منذ بدايتها وتأخره حتى هذه اللحظات.
محاسبة المخطأ
وفى البداية، قالت سكينة فؤاد، المستشارة السابقة للرئيس السابق عدلى منصور، إن كل ما يساهم فى إطفاء هذه النيران المشتعلة ورأب الصدع ومحاسبة المخطأ فى الأزمة الحالية بين نقابة الصحفيين ووزارة الداخلية يجب اللجوء له الآن لمصلحة الوطن.
وأضافت "فؤاد" فى تصريح لـ"انفراد": "لا أحد ينكر الجوانب الإيجابية لوزارة الداخلية لكن يجب محاسبة من اتخذ قرار اقتحام نقابة الصحفيين، وعلى الصحفيين أن يوقفوا التصعيد من أجل مصلحة الوطن، لأن لا أحد يستطيع إهانتهم، ولا أحد يرحب بأن تتحول مصر إلى جماعات متناحرة".
فيما قال عبد الغفار شكر، عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، إن الأزمة القائمة حاليًا بين نقابة الصحفيين ووزارة الداخلية، بدء التصعيد فيها من جانب الوزارة التنفيذية، مضيفاً أن تصعيد وزارة الداخلية واجهه تصعيد من قبل نقابة الصحفيين بدعوة أعضائها لجمعية عمومية تم خلاها اتخاذ قرارات نقابية فى المقام الأول للحفاظ على نقابتهم.
حل سياسى
وفى سياق متصل، قال حسام الخولى، نائب رئيس حزب الوفد، إن الوعى السياسى غائب عن كثير من المشكلات التى تشهدها مصر منذ فترة ليست بقصيرة، رغم سهولة إيجاد حلول لها مع عدم إهدار حقوق أحد.
وأضاف "الخولى" فى تصريح لـ"انفراد"، أن الأزمة القائمة حاليًا بين نقابة الصحفيين ووزارة الداخلية، يجب أن يكون حلها سياسى من جانب المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء.
غياب الحلول السياسية
بينما قال حافظ أبو سعدة، عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، أن هناك علامات استفهام عديدة أمام غياب الحلول السياسية فى أزمة نقابة الصحفيين ووزارة الداخلية، لافتا إلى الحاجة لتدخل سياسى فى ظل العلاقة المتوترة حالياً بين الطرفين.
وأضاف "أبو سعدة": "اقتحام نقابة الصحفيين من الأمن له دلالة رمزية خطيرة بشان إهدار كرامة الصحفيين، وعدم احترام إجراءات دخول النقابة، ولذا فإن الحل ليس قانونيًا أو جنائيًا بل سياسيًا".
وأوضح "أبو سعدة"، غياب التدخل السياسى من القيادة الحالية بسبب التخوف من أن يكون ذلك تراجع، ويعطى تأثيراً على الدولة، وهذا ما أوضحته وزارة الداخلية للسلطة السياسية وظهر جلياً فى الإيميل المسرب من الوزارة وحصل عليه الصحفيين.
احتواء الأزمة
فيما شدد النائب إيهاب منصور، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، على رفضه الاعتداء على الصحفيين، معتبرًا أن ما يحدث حاليًا بين نقابة الصحفيين ووزارة الداخلية ليس تصعيدًا، معربا عن أمله فى إنهاء الأزمة قريبًا.
وقال "منصور" فى تصريح لـ"انفراد"، إن قرارات الجمعية العمومية للصحفيين مؤثرة، مطالبًا بضرورة التنسيق والتعاون بين جميع الأطراف ومن بينها البرلمان لاحتواء الأزمة.
وزير الداخلية عبء على النظام
فيما أعتبر النائب أحمد طنطاوى، عضو مجلس النواب، أن وزير الداخلية أصبح عبئًا على وزارته والسلطة والنظام، لأنه وزير يخلق المشاكل.
وشدد على أن وزارة الداخلية هى من خلقت الأزمة مع نقابة الصحفيين، مضيفاً: "حالة «العند» صعدت حدة الأزمة"، مستنكرًا السماح باعتداء المواطنين الشرفاء على الصحفيين اليوم وسط تواجد أمنى.
التدخل السياسى
وفى الأثناء، قال عمرو هاشم ربيع، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن الحلول السياسية للأزمة القائمة بين نقابة الصحفيين ووزارة الداخلية، غابت لأن من بيده الأمر لا ينظر إلا تحت اقدامه.
وأضاف أن غياب التدخل السياسى فى الأزمة القائمة يؤكد حالة الإفلاس التى يعيشها النظام الحالى على الصعيد السياسى، ولم يستفيد من أخطاء من سبقوه.