بالصور تصدعات منازل "سوق اللبن" فى المحلة تنذر بكارثة جديدة تشقق عشرات البيوت بسبب تسرب مياه الصرف الصحى والأهالى يصرخون: "الحقونا قبل ما نموت تحت الأنقاض"

مسئولو شركة المياه: لا نقدر على الدخول للمنطقة لضيق الشوارع الموت وخراب الديار شعار رفعه أهالى منطقة سوق اللبن التابعة لحى أول المحلة بمحافظة الغربية بعد تصدع عشرات المنازل وميول بعض وتعرضها للانهيار فى أى لحظة بسبب كارثة تسرب مياه الصرف الصحى أسفل المنازل وتجاهل المسئولين للأزمة، والاكتفاء بالجلوس فى المكاتب دون النزول للمواطنين وسماع شكواهم والعمل على حلها ووضع حلول جذرية للأزمة قبل أن تحدث كارثة تؤدى بحياة أهالى المنطقة.

منطقة سوق اللبن بالمحلة تعد من أقدم المناطق بالمدينة العمالية، ذات الكثافة السكانية العالية، ويقطن بها الأسر البسيطة ومحدودو الدخل ومقامة على أرض رخوة ويمر أسفلها سراديب تمتد إلى مدينة سمنود بالمحافظة ويوجد أسفلها أبار مياه جوفية.

"انفراد" انتقلت إلى المنطقة للوقوف على حقيقة الموقف ورصد شكاوى المواطنين يقول على القاضى أحد أهالى المنطقة: إن شبكة المجارى الموجودة بالمنطقة مقامة منذ أكثر من 50 عاما بمواسير فخار بقطر 7 بوصة، وتهالكت معظمها بسبب الهبوط الأرضى المتكرر بالمنطقة، الأمر الذى كان سببا فى تسرب مياه الصرف الصحى أسفل المنازل وحدوث بيارات وسراديب أسفل كل منزل، مما تسبب فى تصدع عشرات المنازل وحدوث ميول ببعضها لأكثر من 50 سم بين المنزل والآخر، مما ينذر بوقوع كارثة لا يحمد عقباها.

وأضاف "القاضى": تقدمنا بشكاوى لفرع شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالمحلة منذ 25 أكتوبر الماضى دون رد أو اتخاذ أى إجراء بحجة عدم توافر الاعتمادات المالية، وأشار إلى أن مسئولى شركة مياه الشرب والصرف الصحى ألقوا التبعية على شركة "إيجيكو".

أما عبد المنعم الجلاد.. فصعد بـ"انفراد" إلى منزله وتبين وجود تشققات طولية وعرضية بالمنزل ونفق بالطابق الأرضى ممتد لأكثر من متر ونصف وسقوط الحجارة والطوب على رأسه ورأس أولاده أثناء نومهم، وقال "أجريت العديد من أعمال الصيانة والترميم للمنزل وصرفت أكثر من 50 ألف جنيه، إلا أن الشروخ والتصدعات ظهرت مرة أخرى أكثر من الأول، حتى أن السيراميك كٌسر وسقط على الأرض ونخشى انهيار المنزل على رؤوسنا أثناء نومنا.

أما بهاء النجولى أحد الأهالى، فأكد أنه توجه إلى اللواء ناصر طه رئيس مركز ومدينة المحلة منذ أيام وحذر من حدوث كارثة لا يحمد عقباها فى حالة عدم تحرك أحد من المسئولين لإنقاذ الأهالى، خاصة وأن المنطقة وشارع العمرى القبلى بذات المنطقة من أكثر المناطق تضررا من تسرب المياه أسفل المنازل والتى شهدت تصدعات عديدة وميول بمنزل الرفاعى الهندى لأكثر من نصف متر وهبوط أرضية المنزل متر ونصف، مؤكدا أننا ننتظر الموت المحقق فى أى لحظة وسقوط هذه المنازل على رؤوسنا ورؤوس أولادنا.

وقال المتولى الشبوكشى أحد الأهالى: إن منزله حدث به ميول شديد زاد عن نصف متر من الناحية القبلية ولا يعرف كيف يتصرف وتسرب المجارى من تفتيش المجارى الذى انهار بعمق أكثر من متر ونصف مما تسبب فى تصدع منزله وحدوث ميول به وحدوث تصدعات شديدة بمسجد العمرية وبالمنازل الملاصقة له، فى الوقت الذى ترك فيه ورثه حسن جاد منزلهم خشية انهياره على رؤوسهم وبحثوا عن منزل آخر للعيش به.

على صعيد آخر كشف المهندس رضا الوردانى مسئول الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى بالمحلة عن وجود هبوط أرضى ببعض المطابق بمنطقة سوق اللبن منذ فترة، ما تسبب فى تسرب مياه الصرف الصحى أسفل المنازل وحدوث تصدعات بها، مؤكدا أن المنطقة تحتاج إلى خطة لتدعيم شبكة الصرف الصحى وسيتم مخاطبة شركة "إيجيكو" عن طريق استشارى الشركة لإعداد الدراسات والرسومات لشبكة التدعيم وتجهيز طبقة التأسيس لضعف التربة، موضحا أن الهيئة تنتظر خطابا من شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالغربية لبيان مدى احتياج المنطقة لخطة الدعم من عدمه.

أما المهندس طارق العيسوى المدير المسئول عن شركة "إيجيكو" فأكد أن المبانى قديمة والشوارع ضيقة وتحتاج لخط صرف بقطر 15 بوصة بطول 400 متر ووجود تصدعات شديدة وتسرب مياه أسفل المنازل، مما يهدد بانهيارها على أن يتم البدء بعمل خط رئيسى فور موافقة الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى لتطوير مشروع مدينة المحلة.

من جانبه طالب اللواء أحمد ضيف صقر محافظ الغربية المسئولين بالهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى بسرعة الانتهاء من توصيل خط الصرف لهذه المنطقة فورا وبأى تكلفة منعا لحدوث أى انهيارات أو تصدعات بالمنطقة، ورفض مسئول شركة "إيجيكو" البدء فى المشروع نظرا لضيق الشوارع وصعوبة دخول المعدات والحفار إلى المنطقة.

وطلب المحافظ من اللواء ناصر طه رئيس مركز ومدينة المحلة اختيار أحد المقاولين للبدء فى تنفيذ المشروع باستخدام الحفر اليدوى، على أن يكون التنفيذ تحت إشراف الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى وأن تتحمل الهيئة كافة التكاليف الخاصة بإنقاذ المنطقة، مؤكدا أن المنطقة تحتاج إلى التدخل الفورى والعاجل لإنقاذ الموقف خشية انهيار المنازل لخطورتها على حياة سكانها.