قال رجل الأعمال سيف صفوان ثابت، الرئيس التنفيذى لشركة «جهينة» للصناعات الغذائية، إن قرار التحفظ على أموال والده لم يؤثر على أداء الشركة أو استثماراتها المستقبلية، مضيفًا أن القرار صدر على شخص والده.
وأكد «ثابت» أنه لا ينكر وجود صلة لعائلته بجماعة الإخوان، فمن المعروف أن جد وخال والده من عائلة الهضيبى، وكانوا مرشدين للجماعة، وقال: «عائلتنا بها أفراد منتمون للجماعة، كما أن بها أفراد ينتمون للنظام السابق ومؤيدين للنظام الحالى ويعملون بالجيش والشرطة مثل أى عائلة.. وأنا لا أتبرأ منها».
كانت لجنة إدارة أملاك جماعة الإخوان المسلمين قد أعلنت فى أغسطس الماضى التحفظ على أموال صفوان ثابت، صاحب شركة «جهينة» للصناعات الغذائية، دون التحفظ على الشركة.
وحول رأيه فى المناخ الاستثمارى فى مصر حاليًا، أكد «ثابت» أن مناخ الاستثمار حاليًا يمر بتحديات كبيرة، إلا أن الصناعات الغذائية حظها أفضل، نظرًا لأنها سريعة الدوران، مقارنة بصناعات السيارات أو التكنولوجيا أو الزراعة، غير أنه أشار إلى أن السوق المصرية ما زالت جاذبة للاستثمار، والدليل تفضيل المستثمرين العمل بها رغم التحديات الحالية.
وأوضح «ثابت» أن أهم التحديات التى يواجهها الاستثمار فى مصر هو طمأنة المستثمرين المحليين لجذب الاستثمار الأجنبى، مضيفًا: «سمعت كثيرًا خلال مشاركتى بالمؤتمرات الخارجية تساؤلًا حول كيف أنى أدعو المستثمر الأجنبى لمصر وأنا أواجه مشاكل».
وأضاف: نحن نحتاج إلى رؤية اقتصادية واضحة، خاصة أن القطاع الخاص خلال الـ5 سنوات الماضية كانت مساهمته أعلى من الوقت الحالى، وتشجيع القطاع الخاص أصبح أقل فى هذه الفترة، وتابع: «متفائل كثيرًا بوزير الصناعة الحالى، خاصة أنه على دراية بجميع المشكلات، ويحاول جاهدًا فى زيادة الصادرات وتقليل الاستيراد على قدر الإمكان، وهذه مهمة فى منتهى الصعوبة».
وأوضح «ثابت» أن زيادة الصادرات مهمة صعبة فى ظل زيادة سعر صرف الدولار مرة واحدة، دون أن تكون الدولة مهيأة للتصدير رغم إمكانياتها الكبيرة، خاصة أن سعر الدولار منذ فترة لم يكن السعر الحقيقى، وهو ما أدى إلى لجوء المصانع إلى الاستيراد الأرخص من التصنيع المحلى، ولكن مع الزيادة الأخيرة بدأت المصانع تلتفت لذلك، وبدأ التشجيع للتصدير وتقليل الاستيراد لجلب الدولار أو على الأقل توفير احتياجات الشركات من المواد الخام والآلات.
وبالنسبة لـ«جهينة»، فقد وضعت الشركة استراتيجية لزيادة صادراتها، وفتح أسواق جديدة، خاصة فى أفريقيا، وبالتحديد فى دول شرق أفريقيا التى ترتبط بها مصر باتفاقيات تجارة حرة، مشيرًا إلى أن عدم تفكير الشركة خلال الفترة الماضية فى التصدير يرجع إلى سببين، الأول إيجابى متعلق بأن السوق المصرية ضخمة، فبها 90 مليون نسمة، ومعدل المواليد مرتفع، أما السبب الثانى فهو سلبى، ويتمثل فى أن ارتفاع سعر الدولار لم يكن حقيقيًا، فبالتالى عائد التصدير لم يكن هامش الربح به أكبر من السوق المحلية.
ولفت إلى أن تركيز استراتيجية الشركة فى التصدير على الأسواق الأفريقية جاء لأنها مازالت فى مراحل النمو الاقتصادى، كما أنها تفضل المنتج المصرى، وتتعامل معه بنظرة كبيرة، مشيرًا إلى أن الشركة لا تواجه صعوبة فى النقل واللوجستيات لأفريقيا لوجود موانئ فى دول كينيا وتنزانيا مجهزة للبضائع، كما أنها لا تتخوف من عدم تسديد مستحقاتها.
وعن تعامل الشركة مع أزمة الدولار، أكد «ثابت» أنه لم يكن هناك بديل عن اللجوء للبنوك لتوفير الدولار، خاصة أن البنك المركزى يعطى أولوية لصناعات الأدوية والصناعات الغذائية لتوفير الدولار، وفى حالة عدم التوفير تلجأ الشركة إلى السوق الموازية، لاستيراد مواد التعبئة والتغليف والمركزات.
وعن أزمة أرض الشركة الزراعية فى «الفرافرة»، قال «سيف»: الشركة تعاقدت مع الحكومة لاستصلاح 10 آلاف فدان، وبالفعل تسلمت 2500 وبدأت زراعتهم، غير أنها لم تحصل على باقى الأرض بسبب طلب الحكومة تعديل أسعار العقود بسبب ارتفاع قيمة الأرض، مضيفًا أن ارتفاع قيمة الأرض سببه استثمار الشركة بها، ونتفاوض حاليا مع أكثر من جهة حكومية لإنهاء الأزمة.
وعن إمكانية استثمار الشركة بالمشروعات القومية، أشار «ثابت» إلى أنه بالنسبة للاستثمار بمحور تنمية قناة السويس، فإن المنطقة الصناعية بالسادس من أكتوبر معدة جيدًا للصناعات الغذائية، حتى أن 60 % من الإنتاج يوجد بها، أما محور التنمية فهو مناسب للصناعات الثقيلة.
أما بالنسبة لمشروع المليون ونصف فدان، فأوضح أن استثمار الشركة فى مزارع بالواحات البحرية يهدف لتحقيق التكامل الخلفى للشركة لخدمة الصناعة، أما المشروع القومى فهو يحتاج شركات زراعية متخصصة.
وفيما يتعلق بحصة «جهينة» بالسوق المصرية، أكد «سيف» أن الشركة لها الريادة فى الصناعات الغذائية، حيث تبلغ حصتها فى سوق الحليب أكثر من 60%، وبالنسبة للعصير تبلغ 21%، وللزبادى 32%.
وأكد أن الشركة لا تخشى من ضخ استثمارات جديدة بالسوق المصرية، سواء كانت مصرية أو عربية، لأن السوق كبيرة وتتحمل تلك الاستثمارات، ودلل على حديثه بأن 40 % من المستهلكين فى مصر حتى الآن هم من يستخدمون الألبان المعلبة، ومازالت النسبة الأكبر للبن «السائب»، وزيادة الاستثمارات فى هذا القطاع ستزيد من نسبة المستهلكين للبن المعبأ، كما أن «جهينة» تضخ هى الأخرى استثمارات جديدة باستمرار، وتركز جيدًا على قطاع الابتكار.
وحول خطط الشركة فى رمضان المقبل، كشف «سيف» أن رمضان موسم مهم للصناعات الغذائية عامة وللشركة خاصة، ويمثل نسبة 35 % من إجمالى مبيعات الشركة طوال العام، وهناك حملة تسويقية ضخمة تعدها الشركة حاليًا وابتكارات جديدة، مشيرًا إلى أنه يتوقع زيادة فى أسعار منتجات الصناعات الغذائية خلال شهر رمضان بسبب ارتفاع الدولار، لافتًا إلى أن الشركة تتبنى خطة لزيادة السعر على مدى العام حتى لا يشعر المواطن بها، وتساوى نسبة الزيادة فى أسعار المنتجات الارتفاع فى سعر الدولار.
وحول إنتاج منتجات غذائية لمحدودى الدخل، لفت «سيف» إلى أن الشركة لديها منتج خاص بتلك الشريحة، ولا تحاول الشركة تحريك أسعاره، مشيرًا إلى أن الشركة تتعاون مع وزارة التموين على توريد منتجات للمجمعات الاستهلاكية بأسعار أقل.
وفيما يتعلق بخوضه انتخابات اتحاد الصناعات المصرية، قال «سيف» إن القائمة التى يخوض بها الانتخابات تجمع بين الخبرة، مثل المهندس طارق توفيق، نائب رئيس اتحاد الصناعات، ومحمد شكرى، رئيس الغرفة منذ 4 سنوات، كما تضم شبابًا، مثل أحمد وحسن فندى، وخبرات مختلفة مثل أشرف الجزايرلى، مضيفًا: القائمة تستهدف إصدار تشريعات جديدة، وتعديل قوانين سابقة لخدمة الصناعة، مثل قوانين سلامة الغذاء واللبن واللحوم، بهدف تقديم سلع بجودة عالية وآمنة، ولا يقتصر دورنا على التشريعات، ولكن حل مشاكل المصنعين، ومشاكل الصناعات الصغيرة والمتوسطة، وزيادة التصدير.
وأعلنت شركة «جهينة» فى وقت سابق عن عزمها ضخ استثمارات بقيمة 640 مليون جنيه خلال العام الجارى، تنقسم إلى 420 مليون جنيه لإضافة خطوط إنتاج جديدة لزيادة الطاقة الإنتاجية من الألبان والعصائر والمبردات والزبادى، وتغطية الطلب المتزايد على المنتجات فى السوق المصرية، والقيمة المتبقية من الاستثمارات سيتم ضخها فى تطوير النشاط الزراعى للشركة، والمتمثل فى مزارعها لتربية الحيوانات فى منطقة «المدينشة» بالواحات البحرية.