يبدو أن ابتعاده عن الأضواء والشهرة وبرامج التليفزيون، ورغبا فى جمع "اللايكات" و"الشير" والظهور مرة أخرى تحت دائرة الضوء، دفع حاتم الحوينى، نجل الشيخ أبو إسحاق الحوينى، إلى تبنى آراء متشددة، يرفضها العقل فى المقام الأول، فبعد الفتوى التى نشرها عبر حسابه على "فيس بوك"، والتى تترك للمتحرشين "مدخلا"، وتبريرا للتحرش، وهو ملابس المرأة، عاد مرة أخرى لـ "يفتى" بضرورة ألا تكون دار الافتاء المصرية تابعة لوزارة العدل، وأنه على الأزهر أن يطالب بضمها له حتى تخضع لرقابة دينية من علمائه، والأكثر دهشة أنه اختتم حديثه بهاشتاج "الأزهر قادم"، وكأن المؤسسة الدينية والمرجيعة الأولى على مستوى العالم الإسلامى غير موجودة.
نجل الحوينى، أضاف، مفسرا حديثه، أن الأزهر قادم بشبابه، وذلك حينما حاول البعض أن يستفسر عن معنى الهاشتاج الذى اتختتم به "تغريدته"، ولكن البعض دخل فى التعليقات، رافضا إنكار الحوينى الابن لدور الأزهر، حيث قال أحد المعلقين، " هو ايه اللي الازهر قادم.. هو مش موجود يعني فهيجي لسه.. والاشكال دي مالها بالازهر هو لا درسوا فيه ولا هو عقيتهم".
ويبدو أن نجل الحوينى الذى يطالب بضرورة أن تستقل دار الإفتاء عن وزارة العدل، لا يعلم أنها استقلت بالفعل قبل 13 عام، وتحديدا فى عام 2007 وأصبح لها لائحة داخلية ومالية تم اعتمادهما ونشرهما في جريدة الوقائع المصرية، وهذا الإنجاز العظيم لا ينفي أن دار الإفتاء تتبع وزارة العدل تبعية سياسية هيكلية فقط، دون أن يكون لوزارة العدل أي سلطة على الدار، وسبب هذه التبعية هو ما بين المؤسستين من جانب مشترك يتمثل فيما تقوم به دار الإفتاء من نظرٍ في قضايا الإعدام، بحسب الموقع الرسمى لدار الإفتاء المصرية.
الجدير بالذكر، أن دار الافتاء المصرية، أنشئت قبل 125 عاما، وهى لها دور تنويرى كبير، فى زيادة الوعى الفكرى والثقافى والدينى فى مصر والعالم الإسلامى.
من جانبه رد الدكتور ابراهيم نجم ،مستشار مفتى الجمهورية ،على نجل الحوينى قائلا: على نفس الدرب الذي رسمه له أبوه سار حاتم الحويني، ليكمل مسيرة الطعن والسب والغمز واللمز في علماء الأمة الإسلامية وبالأخص منهم علماء دار الإفتاء المصرية.
وتابع :المسيرة التي بدأها الحويني الكبير والتي لم ينج منه الإمام الشافعي والإمام أبو حنيفة وجمهور علماء الأمة حتى شيخ الأزهر السابق والشيخ الشعرواي والغماري والمفتي السابق الأستاذ الدكتور علي جمعة وغيرهم، ويا سبحان الله ويكأن سباب العلماء رسالة وميراث يتوارثها خلفهم عن سلفهم.
واضاف فى تصريحات لـ "انفراد": لقد فاق الحويني الصغير أباه في طوامه وتطاوله على علماء الأمة الإسلامية والمؤسسات الرسمية مستخدما الكذب والتلفيق وتحريف الكلام واجتزاء العبارات حتى يتسنى له تحقيق أكبر قدر من الإثارة والشهرة ولفت الأنظار، لم ينج من لسانه عالم من العلماء ولا هيئة من الهيئات فمن سب فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية إلى الأستاذ الدكتور علي جمعة الذي اتهمه بإباحته الإفطار في رمضان على الخمور، إلى المرحوم الفريق محمد سعيد العصار الذي شمت في وفاته أشد الشماتة بما لا يتناسب مع خلق ولا دين، وجميع هؤلاء الذين طعن فيهم نجل الحويني أعلام كبار قدم كل واحد منهم لأمته ووطنه ودينه ما يعجز نجل الحويني عن تقديره أو فهمه أو استعيابه فضلا عن إنجازه، لأن هذه الفئة الضالة لا تفهم في معنى البناء والتنمية شيئا، لأنهم لا يتقنون إلا الطعن والهدم والغمز واللمز واستهداف عقول فئة من الجماهير لا يرضيها إلا السب والإثارة، وقد تميز- وبجدارة فائقة- ولد الحويني عن سلفه العمل على هدم المؤسسات الدينية وبخاصة دار الإفتاء المصرية.
لأن مواقف دار الإفتاء المصرية في محاربة التطرف والإرهاب وجماعة الإخوان مواقف ثابتة صارمة في غاية الوضوح وهي الانحياز التام الكامل للوطن ولقضاياه ولهمومه وللمنهج الأزهرى الوسطي فلم تترك دار الإفتاء المصرية شاردة ولا واردة في قضايا وأباطيل وأضاليل هذه الجماعات ولا مسائلها التي فتنت بها الأمة الإسلامية وقسمت صفها إلا فندتها على أكثر من مستوى وبأكثر من محتوى بما يتناسب مع جميع الفئات والأعمار والثقافات حت وصل صوت دار الإفتاء ورسالتها للجميع بل استثناء، وكانت دار الإفتاء المصرية بحق رائدة في تفنيد شبهات الإخوان والداعش والسلفية الجهادية وغير الجهادية، وقامت دار الإفتاء المصرية بفضح وكشف ألاعيب هذه الجماعات وتعرية أفكارهم، لذلك انتفض ابن الحويني نيابة عن داعش والإخوان الإرهابية وجماعات التكفير لتشويه صورة دار الإفتاء المصرية والطعن في علمائها ورموزها، ولأنه جاهل لا يعي ما يقول ويعتمد على قلة علم من يتابعه من طلاب الإثارة لا الإنارة، طالب باستقلال دار الإفتاء المصرية عن وزارة العدل، شاب صغير تائه سادر في نومه وغيه لا يفقه ما يقول ولا يعلم أن دار الإفتاء المصرية استقلت عن وزارة العدل منذ 2007 في ولاية الأستاذ الدكتور علي جمعة، وهذا الاستقلال هو استقلال مالي وإداري وليس استقلالا عن مسيرة الوطن، وإلا فإن الاستقلالية العلمية والمنهجية التي تسير عليها دار الإفتاء منهجية علمية صحيحة وطنية حرة لا تخضع لتقييد ولا لتأثير، وليس من سياسة الدولة المصرية أصلا أن تكبل مؤسساتها الدينية أو تغل يديها بأية قيود تعوق مسيرتها أو تكتم صوتها أو تفرض عليها رأيا محددا، اللهم إلا في وهم وعقل الحويني والصغير.
إن هم الحويني الأول هو هدم الوطن ولذلك يريد من مؤسسات الدولة ومن رجال العلم أن يخرقوا الإجماع الوطني وأن يسيروا في عكس اتجاه الوطن، وأن يدعموا الإخوان والإرهاب والتطرف والقتل والتدمير وسفك الدماء، أو على أقل تقدير أن يغمضوا الطرف ويصموا الأذان عما يجري من دسائس ومؤمرات بحق مصر، وأن يهتموا فقط بقضايا الأحوال الشخصية وإعلان أوائل الشهور العربية، أما أن تقوم دار الإفتاء المصرية بمساندة الدولة في حربها ضد المشروع الإرهابي الإخواني التركي فتفند أوهام مشروع الخلافة والحاكمية وجاهلية المجتمعات الإسلامية والتكفير والولاء والبراء، فهذا ما يطير النوم من هذه الفرقة المارقة الضالة، التي تنتظر بفارغ الصبر أن يسقط الوطن بيد الإرهابي المحتل أردوغان حتى يعودوا من مهجرهم أوصياء عليه وعلى رقاب الناس ومصائرهم وحرياتهم ووالله لن يكون يا أيها الصغير.