بعد ما يقرب من عام على إيقافه وإبعاده عن ايبراشيته بسبب شكاوى مالية وإدارية ضده، سمح قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بإعادة الأنبا دانييل أسقف سيدنى إلى ايبراشيته ولكن بصلاحيات منقوصة إذ تستمر الايبراشية تحت إشراف الأنبا تادرس مطران بورسعيد الذى كلفه البابا بإدارة ملف الأزمة منذ شهور.
الانبا تادرس كشف أمس عن التعهدات الخمس التى اتخذها قداسة البابا تواضروس الثانى، ويلتزم بها الأنبا دانييل مقابل عودته إلى استراليا وهى: معرفة الأسقف أن التعرض لأى مشكلات أو تحقيقات قانونية عليه مواجهتها بواسطة محاميين متخصصين؛ وعدم التدخل في الشؤون المالية للإيبارشية على الإطلاق، بالإضافة إلى الاحترام والتعاون مع اللجان الجديدة التي قام بتعيينها الأنبا تادرس دون تغيير أى منها؛ والعمل والتعاون مع الأنبا تادرس في الشؤون والقضايا الرعوية التي تخص كهنة الإيبارشية مثل الذين يشغلون وظائف ومهن أخرى بدوام جزئي جوار الكهنوت، وعدم اتخاذ أي إجراءات رعوية وإدارية دون الحصول على موافقة كتابية من الأنبا تادرس.
يأتى ذلك بعد مرور خمسة أشهر من تقديم الأنبا تادرس مطران بورسعيد تقريرًا لقداسة البابا تواضروس الثاني عما آلت إليه الأوضاع فى تلك الإيبراشية المأزومة وتضمن التقرير تفاصيل الخطة التي عمل عليها المطران من أجل إعادة هيكلة الإيبراشية.
الأنبا تادرس خلال زيارته تلك التقى عددا من رجال القضاء والمحامين الأستراليين، منهم مايكل لى قاضى المحكمة الأسترالية الفيدرالية، وجون هاتزيسجوس، قاضى محكمة ولاية نيو ساوث ويلز، وتسافاريديس قاضى محكمة نيو ساوث ويلز المحلية، وروبرت اسحق رئيس مجموعة وليم روبرتس للمحاماة، كما التقى وفدًا من أعضاء هيئة تدريس وطلبة المدارس القبطية.
وقرر الأنبا تادرس بعد هذا اللقاء تعيين لجنة أوصياء على ممتلكات وأموال الإيبارشية، وهو الأمر الذي يتطلب تعديل دستور الايبارشية المسجل لدى العديد من الجهات الحكومية الأسترالية.
واستمع المطران إلى مجالس إدارات الكنائس في ايبراشية سيدني بعد الكشف عن مخالفات مالية جسيمة تسببت في زيادة ديون الكنيسة لدى الحكومة الاسترالية حتى بلغت معدلات غير مسبوقة جراء رهن كنائس وأراضى ومؤسسات تابعة للكنيسة لبنوك استرالية.
الانبا تادرس أخذ على عاتقه ثورة تصحيح الاصلاح وقال لشعب كنائس سيدني بعد توليه الأمر : إذ نُصلي جميعًا من أجل سلام وبُنيان إيبارشية سيدني، وأن تحل الطمأنينة كل ربوعها، وتؤول كل الأمور لصالح الإيبارشية، وإن كان لأحد أي تخوف أو سؤال، أو أي مشاكل، يُرجى الاتصال بي شخصيًا، فقلبي مفتوح للكل، بكل الحب والأمانة، فإنه من غير المقبول نشر رسائل تحمل تجريح أو هجوم، تسيء إلى الأباء الكهنة أو الخُدام، أو أي شخص على الإطلاق".
الأزمة التي نتج عنها الإطاحة بالأنبا دانييل أسقف سيدني، وإرغامه على قضاء 7 أشهر بدير الانبا انطونيوس بالبحر الأحمر بدأت قبيل زيارة البابا تواضروس لأستراليا في سبتمبر 2017 إذ تفقد ايبراشيتي ملبورن وسيدني،وسط أنباء عن تنظيم مظاهرات تطالب البابا بعزل أسقف الايبراشية الانبا دانييل.
في ديسمبر الماضي، دخلت أزمة كنائس سيدني محطة جديدة حين قرر البابا تواضروس إيفاد لجنة من المجمع المقدس على رأسها الانبا دانيال سكرتير المجمع للتحقيق في هذه المخالفات، إذ ضمته والانبا بيمن رئيس لجنة الأزمات بالكنيسة، بالإضافة إلى زيارة سابقة للأنبا رافائيل أسقف وسط القاهرة لنفس الغرض.
انتهت تحقيقات اللجنة إلى عدة قرارات أبرزها استبعاد كلا من القمص تادرس سمعان وكيل عام إيبارشية سيدني، والقمص رافائيل إسكندر وكيل ولاية نيو ساوث ويلز مسؤول الكنيسة في الولاية بأستراليا، وتعيين القمص حنا جاد كاهن كنيسة دميانة وأثناسيوس الرسول، وكيلا عاما لإيبارشية سيدني بالإنابة.
أزمات الانبا دانييل اسقف سيدني ليست جديدة فقد سبق وقرر البابا شنودة الثالث إيقاف الأنبا دانييل أسقف سيدنى على خلفية شكاوى من شعب الكنيسة تتهمه فى بعض الأمور المالية والإدارية وظل قرار الإيقاف ساريا حتى وفاة البابا شنودة الثالث، وحين جلس البابا تواضروس على كرسى مارمرقس أعاد النظر فى قضية الأساقفة الموقوفين عبر لجان كنسية وقرر إعادة الأنبا دانييل أسقف سيدنى والأنبا تكلا أسقف دشنا.
فيما أكد مصدر كنسي إن قرار استبعاد أسقف سيدني الانبا دانييل مازال ساريًا ولن يتمكن من التوقيع على أية أوراق أو وثائق تخص الايبراشية بعد أن انتقلت تلك الصلاحيات للأنبا تادرس باعتباره وكيلًا عن البابا تواضروس.
ولفت المصدر إلى أن قرار استبعاد الانبا دانييل تسبب في ارتياح بين شعب الكنيسة هناك بعد أن شهدت الفترة الماضية أزمات غير مسبوقة.