بالصور.. كوكب عطارد يمر أمام الشمس فى ظاهرة لم تحدث منذ 10 سنوات.. الحدث بدأ فى الواحدة و12 دقيقة ظهرًا بتوقيت القاهرة واستمر 7 ساعات ونصف كاملة.. ويتكرر 13 مرة خلال 100 عام

شهد العالم اليوم الاثنين ظاهرة فضائية نادرة بعبور كوكب عطارد لقرص الشمس، حيث تمكن سكان العالم من رؤية مرور كوكب عطارد من على سطح الأرض كنقطة سوداء تتحرك عبر قرص الشمس، فى حدث لا يحدث إلا 13 مرة فى القرن الواحد.

وقال الدكتور حاتم عودة رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية، لـ"انفراد"، إن مرور الكوكب بدءا فى الواحدة و12 دقيقة ظهرًا، وبلغت ذروته الساعة 3.57 دقيقة عصراً، وانتهى عبور عطارد الساعة 8.42 دقيقة مساءً بالتوقيت المحلى للقاهرة، وبالنسبة لمدينة القاهرة فإن عبور عطارد انتهى الساعة 6.41 دقيقة.

وأضاف أنه شاهد الظاهرة سكان أفريقيا وأوروبا والأمريكتين وجزر المحيط الهادى وآسيا، عدا الجزء الجنوبى الشرقى منها واليابان، حيث إن آخر مرور للكوكب كان فى 8 نوفمبر عام 2006، واستمرت هذه الظاهرة لمدة سبع ساعات والنصف ساعة تقريبا .

ولا يحدث العبور إلا لكوكبى الزهرة وعطارد فقط، ويحدث العبور عندما يمر الكوكب بين الأرض والشمس ويكون على مستوى دوران الأرض نفسه حول الشمس، وعندها يبدو الكوكب كقرص أسود صغير أمام قرص الشمس، فى حين أنه يمكن رؤية عبور كوكب الزهرة بالعين المجردة، حيث تمكن سكان العالم من مشاهدة الظاهرة مباشرة بواسطة المناظير الفلكية الخاصة المزودة بالمرشحات الشمسية، لحماية العين من أضرار أشعة الشمس المباشرة أو بشكل غير مباشر، بإسقاط صورة الشمس بواسطة منظار على ورق أبيض.

من ناحية أخرى فتح المعهد أبوابه أمام الهواة والراغبين فى متابعة الظاهرة، حيث خصص المعهد 10 عشرة تليسكوبات للضيوف والهواة الذين يرغبون فى مشاهدة هذه الظاهرة من أعرق مرصد فلكى بحلوان فى مصر والشرق الأوسط وإفريقيا، كما أعلن أن معمل أبحاث أعلن حالة الاستعداد للحدث الفلكى وتم اختيار فريق علمى ذى خبرة طويلة فى رصد الظواهر الفلكية للقيام على أمر التسجيل والتصوير والإجابة عن أسئلة المواطنين مع إلغاء كافة الإجازات لجميع أعضاء معمل أبحاث الشمس، كما تم تجهيز 3 تليسكوبات متخصصة تم من خلالها تصوير الحدث بالفيديو وبالصور الثابتة.

وقام المعهد بنصب تليسكوب الكودية الموجود فى القبة الشمسية بجانب المبنى القديم للمعهد، حيث إن هذا التليسكوب العريق مزود بكاميرا حديثة متخصصة وحائل لوحى لإسقاط صورة الشمس عليه مكبرة 25000 مرة حتى يتم رؤية كوكب عطارد أثناء عبوره، كما تم نصب تليسكوب آخر من نوع (ويليام) فوق برج مبنى الفلك الجديد، حيث أعلى نقطة فى المعهد وفى حلوان كلها، وهذا التليسكوب مزود بكاميرا فيديو لتسجيل الحدث كاملا.

فيما قامت العديد من الجهات المهتمة بالفضاء بتقديم بثا مباشرا للحدث وعلى رأسها وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، والتى دعت المواطنين حول العالم لمتابعة الحدث واصفة إياها بأهم الأحداث الفلكية التى سيشهدها العالم خلال القرن الحالى، معلنة أنها ستقدم بثا مباشرا للحدث عبر صفحتها على الإنترنت www.nasa.gov.

ومن المقرر أن تتكرر الظاهرة فى 2019 و2023 و2049، وكانت هذه الظاهرة قد رصدها المرصد الفرنسى لأول مرة فى 1631 على يد العالم الفرنسى الراحل "بيير جاسندى" الذى ولد فى 1592 وتوفى فى 1655 .

جدير بالذكر، أن كوكب عطارد يقع على بعد 58 مليون كيلومتر من الشمس فيما تبعد الأرض عن الشمس 150 مليون كيلومتر، وهى كوكب صغير لا يزيد قطره عن أربعة آلاف و780 كيلومترا، علما أن قطر الأرض يقارب 13 ألف كيلومتر، وهو يتم دورة واحدة حول الشمس فى 88 يوما، فيما السنة الأرضية 365 يوما، وتراوح الحرارة على سطحه بين 427 درجة لدى سطوع الشمس، و173 درجة تحت الصفر فى الليل.