أكد مرصد الأزهر الشريف، فى أحدث تقاريره أن منهج داعش فى تهديداته يعتمد على استخدام فيديوهات ذات طابع هوليودى، حيث المؤثرات البصرية، والأصوات الخلفية التى تبعث الرهبة، مع استخدام عبارات تبعث على الذعر مثل التهديد بسبى النساء والأطفال وسلب الأموال، وعرض مشاهد ذبح ودهس وإعدامات عشوائية ودماء متناثرة.
وأشار المرصد أن السعى لاكتساب صيت أو نفوذ عالمى من أجل قيادة فكرة الجهاد الإسلامى والتفوق على القاعدة فى هذا الأمر يعد من أهم دوافع التنظيم وراء مثل هذه التهديدات فى تلك الدول على كثرتها.
وقال المرصد: يعتمد داعش فيما يبثه من تهديدات على أن يكون التهديد –فى أغلب الحالات- بنفس اللغة التى تتحدثها الدولة الموجه لها التهديد، وعبر أشخاص ينتمون إلى تلك الدولة، ويتحدثون لغتها بطلاقة لا تليق إلا بمن هى لغته الأم، مستغلا وجود أتباع له من 86 دولة حول العالم، وهو يقصد من ذلك التأثير ،من ناحية، على المسلمين الذين ينتمون إلى الدولة المعنية بإغرائهم بالانضمام إليه، ومن ناحية أخرى بث الرعب فى نفوس الشعوب من خلال التأكيد على أن لديه أتباعا من بنى جلدتهم.
داعش أعلن الحرب على العالم كله
وأوضح التقرير أن داعش قد أعلن الحرب على العالم كله تقريبا، إذ لم يسلم أحد تقريبا من تهديدات التظيم التى شملت مختلف الدول مهما كان انتماؤها أو عقيدتها أو فكرها، ولا حتى من يحسبون أنفسهم على الفكر الإسلامى سلموا من ذلك التنظيم الذى يعد نفسه الممثل الأوحد للإسلام.
وأضاف أن تهديدات "داعش" لا تقتصر على الدول فقط، وإنما تتعدى ذلك لتشمل رؤساء ووزراء وشخصيات مؤثرة فى الدول المختلفة، مما يعنى أنه يتابع عن كثب الشأن الداخلى لكثير من الدول، أما ما يخص ردود أفعال الدول حول تلك التهديدات، فقد أعلنت معظمها تشديد إجراءات الأمن، مثل أستراليا التى رفعت مستوى الخطر إلى المستوى الأوسط، وإسبانيا التى رفعت درجة التأهب إلى المستوى الرابع من خمسة، وإيطاليا التى كثفت قواتها الأمنية فى الفاتيكان، وبريطانيا التى أكد رئيس وزرائها أن قوات الأمن بها تعمل بأعلى كفاءة لها
داعش يثير الرعب فى كل مكان
وقال المرصد أن ردود الأفعال الدولية هذه، والتى جاء معظمها باتخاذ إجراءات احترازية، تعطينا لمحة عن مدى تأثير تلك التهديدات الإرهابية وإثارتها الرعب فى كل مكان، مما أدى إلى فزع عمّ العالم بأجمعه، وهكذا نجد أن شر هذا التنظيم لم يعد قاصرا على الأماكن التى فرض سيطرته عليها، وإنما امتد لدول تقع فى النصف الآخر من الكرة الأرضية
فكر داعش لا يساويه فى التاريخ سوى التتار
وقال المرصد :"لا نجد لفكر داعش المنحرف الذى يتفنن فى صناعة الرعب مثيلا فى تاريخ البشرية كلها سوى فى رسائل التتار فرسائل داعش التى عرضناها فيما سبق ليست سوى استنساخ لرسالة زعيم التتار هولاكو لمظفر الدين قطز،.
وأوضح التقرير: أن تهديدات هذه الفئة الباغية لم تقتصر على دولة بعينها أو منطقة دون غيرها، فقد طغى التنظيم الإرهابى وبغى وأفسد فى الأرض حتى لم يعد هناك سبيل لردعه سوى تضافر جميع الجهود الدولية من أجل تخليص العالم من شره ليعيش الناس فى هذه الأرض مطمئنين على أنفسهم وعقيدتهم، ولا نبغى أن نغفل أن القضاء على تنظيم وحشى كتنظيم داعش لا يعنى أن ينعم العالم بالأمن والسلم، فلم يكد العالم يطمأن إلى انكسار تنظيم القاعدة حتى استيقظ على خطر جديد يُدعى "داعش" بل ربما ظهر غيره من التنظيمات الأشد تطرفا.
وأوضح أن الحماية الحقيقية تكمن فى إعداد جيل من شباب المستقبل على درجة من الوعى والحكمة يستطيع أن يتفهم معانى الخير والحق التى تتبناها كل الأديان ولو كانت غير سماوية وأن يدرك الجميع جيدا أن كل قتل أو عنف باسم أى دين ما هو إلا ستار لتحقيق مصالح أخرى؛فاستئصال الفكر المتطرف أبقى من الاكتفاء باستئصال جماعة بعينها.
وأضاف أن تهديد الغير والتعدى عليه بأى نوع من أنواع التعدى هو أمر مخالف لشريعة الإسلام التى ترفض أعمال العنف والإرهاب والاعتداء على الآخرين بغير حق، بل أن نبى الإسلام صلى الله عليه وسلم شدد على إنكار التهديد بالسلاح ولو بالمزاح .