الإثنين 2024-12-23
القاهره 01:15 م
الإثنين 2024-12-23
القاهره 01:15 م
تحقيقات وملفات
خبير الفنون حسام رشوان ينشر وثائق نادرة لمشروع نقل معبد أبو سمبل.. الفضل يعود للمثال أحمد عثمان.. اليونسكو تجاهلت تقريره وعادت لتنفيذه.. ثروت عكاشة يرسله على وجه السرعة لمعاينة المكان.. ويتساءل: لماذا
الإثنين، 27 يوليو 2020 02:17 م
فى سبتمبر من عام 1968 تم الانتهاء من أعمال نقل معبد أبو سمبل، الذى كان منحوتا فى الجبال ويعود لعهد الملك رمسيس الثانى خلال القرن الـ13 قبل الميلاد، وهو عبارة عن نصب دائم له وللملكة نفرتارى، للاحتفال بذكرى انتصاره فى معركة قادش لكنه مع بدء تنفيذ مشروع السد العالى صار مهددا بالغرق ووجب التدخل السريع لإنقاذه. لكن هل نعلم من صاحب مشروع نقل المعبد بالطريقة التى تمبها، وهى تقطيع الموقع كله إلى كتل كبيرة (تصل إلى 30 طنا وفى المتوسط 20 طنا)، وإعاد تركيبها فى موقع جديد، فيما يعد واحدة من أعظم الأعمال فى الهندسة الأثرية؟ كان صاحب هذه الفكرة هو نفسه مؤسس كلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية الفنان أحمد عثمان، الذى كان له دور مؤثر فى الحفاظ على التراث المصرى. ومؤخرًا، نشر خبير الفنون حسام رشوان، وثائق مشروع نقل معبد أبو سمبل التى تثبت دور الفنان الراحل أحمد عثمان فى نقل معبد أبو سمبل، وقال إلى جانب مهنته كفنان ومعلم ومؤسس كلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية، كان لأحمد عثمان دور مؤثر كبير فى الحفاظ على التراث المصرى، مضيفًا أن أحمد عثمان توفى فى 14 نوفمبر من عام 1970م، وبعد خمسين عاما من وفاته، لم يذكر اسم أحمد عثمان فى أى إشارة إلى مشروع نقل معابد أبو سمبل سواء من قبل اليونسكو أو وزارة السياحة والآثار المصرية. وأوضح حسام رشوان أنه فى عام 1954 نظم أحمد عثمان نقل وترميم تمثال رمسيس الثانى الهائل من ميت رهينة إلى ميدان باب الحديد أمام محطة سكة حديد القاهرة، ووبدوره كفنان مسئول ومحب لتراث بلاده، أعد تقريرا حول مشروع نقل معبد أبو سمبل من غمر مياه بحيرة ناصر بالتفكيك وإعادة تجميع المعبد مرة أخرى، وبالفعل تقدم بالمشروع يوم 18 يناير من عام 1959، إلى الدكتور ثروت عكاشة وزير الثقافة آنذاك، أى قبل نقل المشروع بـ 8 سنوات. وهنا أشار أحمد عثمان، حسب الوثائق التى نشرها حسام رشوان، إلى دور الدكتور ثروت عكاشة وزير الثقافة الذى أبدى اهتمامًا بالغًا بالموضوع وأشار إلى ضرورة سفرى فورًا إلى منطقة النوبة ومعاينة الأثر على الطبيعة ووضع تقرير نهائى للمشروع لبحث إمكانية تنفيذه بمعرفة منظمة اليونسكو لاعتبار أن عملية أن عملية إنقاذ هذا الأثر الحضارى ستعد من أعمال القرن العشرين البارزة. لكن كيف كانت بداية المشروع هذا ما تجيب عليه الوثائق النادرة التى نشرها حسام رشوان، يقول المثال أحمد عثمان، بحسب الوثائق التى تعود لـ 8 سبتمبر عام 1968م، إنه فى الإسكندرية وبالتحديد عام 1959، بزغت إلى الوجود فكرة إنقاذ معبد أبو سمبل، فقد وقف العالم وقتئذ مشدوها حينما صممت مصر على بناء السد العالى لتضمن استمرار الحياة لملايين البشر من السكان، وليعيد الرخاء والرفاهية لشعب مصر، وأدى ذلك إلى تهديد الآثارالتى تزخر بها منطقة النوبة بالغرق والفناء لا سيما أن من أهم المعابد الأثرية التى ستغمر بالمياه إلى أكثر من ستين مترًا من مستوى المياه الحالى ليصل إلى 180م بعد تنفيذ السد العالى معبد ضخم منحوت فى الصخر لرمسيس الثانى، وهو معبد أبى سمبل، هذا الأثر الخالد فى تاريخ البشرية الذى يعتبر من الأحداث الكبرى فى تطوير حضارتنا. وأكد أحمد عثمان أنه كان لابد إذن أن يبحث العالم كله عن وسيلة لإنقاذ هذه الآثار من خطر الغرق، وكان لابد أيضًا لمصر أن تبدأ فى تنفيذ بناء السد العالى باعتباره أمل المستقبل ورمز لحياة أفضل لشعب مصر، وتحركت الشعوب سريعًا تنادى بأن هذه الآثار ملك لها جميعًا "ملك البشرية" وأن فناءها قضاء على حضارة قديمة عريقة تعتبر أصلا لحضارات الشعوب المتعاقبة، وكان النداء العالمى لمنظمة اليونسكو يدعو الحكومات والمؤسسات بسرعة الإسهام فى إنقاذ هذه الآثار وحمايتها. وأوضح المثال أحمد عثمان، اختلفت الآراء فى كيفية إنقاذ هذه الآثار الحضارية وتبارى المهندسون والعلماء والفنانون فى إبداء الطرق السلمية لحمايتها وحفظها من الغرق بما يكفل لها سلامتها وأداء دورها كأثر حضارى تعتز به البشرية، وتقدمت كثير من الدول بالعديد من المشروعات لبحثها، وأصبح الأمر مباراة عالمية تستهدف الوصول إلى تنفيذ مشورع يضمن سلامة إنقاذها بأقل التكاليف الممكنة. وأضاف حسام رشوان أن هناك أفكارا تم طرحها حول هذا الشأن، فشارك واحد فى إنشاء "حوض سمك" عملاق حول المعابد مع غرف مشاهدة تحت الماء للزوار، لكن تم رفض ذلك بحجة أن الآثار ستعانى من غواصة طويلة الأمد. أما الفكرة الثانية التى جذبت الانتباه فتنطوى على رفع المعابد تدريجيًا على طريقة الرفع الهيدروليكى كى تكون فوق الخط المائى، لكن تم رفضها أيضا بسبب تكلفته وخطورة الضرر فى حالة الفشل. وأشار أحمد عثمان بحسب الوثائق إلى أن منظمة اليونسكو قامت ببحث ودراسة هذه المشروعات ووجدت أنه من الصعب الوصول إلى مشروع يمكن تنفيذه من النواحى العلمية والفنية والمادية، وسارت الأمور سريعًا، وعلت صيحات الشعوب "إنقذوا آثار النوبة" ليتدخل العلم والفكر البشرى فى تحقيق إنقاذ هذه الآثار. وهنا يثبت الشعب العربى فى مصر أصالة منبته الحضارى وقدرته الفائقة فى الفكر والبحث، وجاء عام 1959م، وبالتحديد فى 18 يناير لتعلن الإسكندرية على العالم أجمع فكرة المشروع العربى الذى تقدمت به لإنقاذ هذه الآثار من قلب موقع علمى بكلية الفنون الجميلة. ويقول المثال أحمد عثمان حقا لقد كان هناك شعور وطنى يغلب على روحى بضرورة البحث والدراسة، فهذه هى آثار الأجداد العظام وواجبنا المقدس حمايتها من أى فناء لتعيش أبد الدهر رمزا لمجدنا لعظيم، وطير النبأ إلى كل مكان، وتناقلته وكالات الأنباء، وكان أن يستدعتنى وزارة الثقافة على عجل لعرض هذا المشروع وبحثه ليقدم لمنظمة اليونسكو باسم المشروع العربى. ويقول الخبير الفنى حسام رشوان إن السد العالى فى أسوان كان حاسما للتنمية الاقتصادية لمصر لكن المنطقة التى تميزت بالإغراق كانت أيضا موقع مئات المواقع القديمة بما فى ذلك مجمع معبد أبو سمبل "بنائه رمسيس الثانى"، والمشكلة أن المعبد، أعجوبة من صنع الإنسان وزنه ربع مليون طن، تم نقشته مباشرة فى وجه جرف، وأوضح أن نقل المعبد من شانه أن يدفع حدود التقنيات المتاحة فى ذلك الوقت، أفكار حول كيفية التعامل مع هذا المشروع الخطير الهائل المتدفق من جميع أنحاء العالم. نجد مما سبق أن عملية النقل كانت معقدة للغاية، حيث يجب تقديم أكبر رعاية خلال مرحلة التفكيك، الأسطح والجدران وليس أقل ما يجب قطع واجهات المعبد إلى كتل، فتستخدم المناشير اليدوية والأسلاك الحديدية لأنه إذا كانت القطع عرضها أكثر من 8 ملم فستكون مرئية عند إعادة تجميع الكتل، والمناشير الكهربائية كانت ستسبب الكثير من النفايات عند قطع الحجر الرملى، وهذا كله كان محط تفكير أحمد عثمان الذى كان يعد تقريره بكل دقة ومراعاة جميع القضايا المتعلقة بحل المسألة المعقدة حول كيفية إنقاذ المعابد. وأوضح المثال أحمد عثمان، تم فعلا معاينة للأثر العظيم وانتهت دراستى الواقعية للمشروع إلى صواب طريقة النشر والتقطيع إلى أجزاء ثم النقل والتركيب فى مكان ملائم، وبعد اقتناعى التام فنيًا بعملية النشر والنقل برزت مشكلة المكان الذى سينقل إليه الأثر، وكنت فى حيرة بالغة للبحث عن مكان مناسب، وفجأة راوتنى فكرة الصعود به إلى أعلى الجبل رغم الصعاب التى أبديت فى إمكانية الصعود لأعلى الجبل نظرًا لوعورته وعدم وجود طرق ممهدة باعتباره جبلا منحدر الجوانب، وليست هناك جدوى من لصعود لأعلى. ونظرًا لأنه كان هناك إصرار دفين فى نفسى على الصعود فقد تم الصعود بمفردى إلى أعلى الجبل ويشاء القدر أن أجد أمامى الهدف المنشود الذى كنت أبحث عنه وهو الهضبة المسطحة التى اعتبرتها أنسب مكان لنقل المعبدين، وهكذا تجمعت أمامى الصورة الكاملة للمشروع الذى تقدمت به مصر باسم المشروع العربى لتنافس المشاريع الأخرى العالمية. سرد المثال أحمد عثمان الحكاية بالتفصيل تحت عنوان "قصتى مع عملية الإنقاذ" خلال إحدى محاضراته، وذكر بها تفاصيل المشروع الذى تقدم به وجاء فيه "من أهم المعابد الأثرية التى ستغمر بالمياه إلى أكثر من 60 مترًا من مستوى المياه الحالى لتصل إلى 182 مترًا بعد تنفيذ السد العالى معبد ضخم منحوت لرمسيس الثانى ومعبد أبو سمبل، هذا الأثر الخالد فى تاريخ البشرية الذى يعتبر من الأحداث الكبرى وعلم من الأعلام الخفاقة التى تفخر وتعتز بها مصر أبد الدهر يتجه إليه العالم أجمع بنظرة الآسى والحزن لأن فقده يعتبر جريمة كبرى ترتكب ضد الحضارة المصرية التى كان ومازال لها الفضل الكبير رقى الإنسان ورفعته. وجاء فى التقرير: أولا التأكد من أن عملية النشر والنقل وإعادة البناء ممكنة إذ أن هناك دليل قاطع على نجاح العملية من الوجهة الفنية ووجود تماثيل مجزئة بنفس الطريقة المقترحة بمعبد الرمسيوم واحد تمثالى ممنون بالأقصر. ثانيا : الأجزاء السليمة من الحوائط الداخلية التى يمكن نقلها وتركيبها هو بنسبة 25% من مسلح جدرانة، اما الباقى فهو غير مقوى. ثالثا: التماثيل الضخمة الأربعة الخارجية واحد منها مهشم، وكذلك تمثال "حور آختى" الكائن بأعلى الباب الخارجى مهشمة سيقانة وأقدامه، اما التماثيل الثمانية التى بالبهو الكبير فاثنين منهما مهشمين والتماثيل الأربعة بقدس الأقداس فجميعها مهشمة تقريبًا. ويقول أحمد عثمان إنه بعد فترة من إذاعة هذا التقرير من خلال الصحف العالمية والمحلية وإذاعات الدول المختلفة وخاصة الإذاعة الإيطالية، ظهر فى الأفق مشروع جازولا الإيطالى أستاذ العمارة بكلية الهندسة بجامعة ميلانو، الذى آمن بفكرتى فى تقطيع المعبد بطريقة النشر، لكنه اقتصر على نشره إلى كتلة واحدة تضم المعبد بأكمله ورفعه إلى مستوى أعلى من منسوب المياه بالروافع الإلكترونية. وأكد أحمد عثمان أنه تحمس مبدئيًا للفكرة، ولكن سرعان ما تضح له بعد دراسته، استحالى تنفيذها وذلك لأنه لم يوضع فى الحسبان تدارك خطأ يحدث للآلات، أو حدوث زلزال عند عملية الرفع، وعلى الرغم من هذه الدوافع تم إرسال المشاريع إلى اليونسكو، ولكن دون مشروع أحمد عثمان، وتم اختيار مشورع جازولا، بالرغم من تكاليفه الباهظة، التى بلغت حوالى 60 مليون دولار، وقارب التنفيذ، إلا أن الخبراء والاخصائيين العالميين تأكدوا أخيرًا من استحالة تنفيذه بعد دراسته دراسة وافية. وتمت إعادة النظر فى مشروع أحمد عثمان من قبل اليونسكو والخبراء الدوليين، وتمت الموافقة على المشروع الذى تبنته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "المشروع العربى" فى عام 1963. وعن هذه اللحظة كان ذلك وصف المثال أحمد عثمان :" وأخيرًا تحقق النصر الكبير واختير المشروع العربى للتنفيذ رغم كيد الأعادى ومناورة الأصابع الاستعمارية، وكان ذلك انتصارًا للفكر العربى المعاصر. بدأت حملة التبرعات الدولية من قبل منظمة اليونسكو لإنقاذ المعبد عام 1959 بسبب ما سيتعرض له المعبد من ارتفاع منسوب مياه النهر على أثر بناء السد العالى، وإنشاء بحيرة ناصر، وبدأ إنقاذ معبد أبو سمبل فى عام 1964، بحملة إعلامية عالمية من منظمة اليونسكو لإنقاذ المعبد، وهذا موضوع من الوثيقة المنشورة مع التقرير، والذى نشرها خبير الفنون حسام رشوان.
معبد ابو سمبل
حسام رشوان
احمد عثمان
انقاذ معبد ابو سمبل
الاكثر مشاهده
"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة
شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه
الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة
رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى
جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية
الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"
"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة
شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه
الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة
رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى
;