نقلا عن العدد اليومى...
الذين يتابعون رد فعل المواطن المصرى على الهجمات الإرهابية يمكنهم أن يعرفوا لماذا نجحنا حتى الآن فى مواجهة وتحجيم الإرهاب. طبعا قد يرد البعض ممن يدمنون الهزيمة ليشير إلى عملية حلوان، وهى بالطبع عملية إرهابية مؤلمة، لأنها أسقطت شهداء أبرارا دفعوا حياتهم لحمايتنا. نحزن عليهم ونحرص على تذكرهم، لكننا نعرف من دراسة واستعراض العمليات الإرهابية أنها تتم على فترات متباعدة وينفذ بطريقة الخيانة والخسة لا تتم بمواجهة مباشرة أو حرب نظامية، لكنها حرب الفئران التى ينفذها مرتزقة تحركهم أصابع فى الداخل والخارج.
عملية حلوان أو عمليات متناثرة تتم بخسة فى بعض مناطق الجيزة أو الأكمنة سوف تنتهى بإجراءات أمنية تقطع الطريق على كل هذه المحاولات. وما تم فى سيناء من تحجيم ومواجهة آلاف من التكفيريين، كانوا يحظون بحرية الحركة وتنظيمات كانت تحاول فرض نفسها برعاية جماعة الإرهاب الكبرى هى الآن كالفئران فى جحور واقترب وقت القضاء عليها نهائيا، لكن الخطر لا يأتى من هذا، لكنه يأتى من أطراف تمثل أدوات ومنصات إعلامية للإرهاب. مواقع وصحف وأفراد يستغلون الحريات لترويج الإرهاب ونشر تهديدات، بل والدفاع عن الإرهابيين المسجلة جرائمهم بالصوت والصورة.
هؤلاء هم من يمثلون خطرا أكثر من الإرهاب حسابات على شبكات التواصل تحرض على قتل الضباط والجنود وحسابات تمثل مناطق ربط وتوزيع للمهام، وأخرى تتداخل مهامها الإعلامية بأخرى تحريضية، والغريب أن بعض هؤلاء يحتمون بحرية الرأى، بينما أمثالهم فى أى دولة ديمقراطية يتم محاكمتهم على ما يقدمونه، وعلى الناس أن تدرك الفرق بين حرية الرأى والتعبير وهى مكفولة تماما بالقانون وبين الاحتماء وراء حرية الرأى لترويج الإرهاب ونشر بياناته وأكاذيبه، بل والعمل معه.
وربما لهذا يدرك الشعب اليوم هذا الفرق ولم يعد الناس قابلين لالتقاط الطعم الفاسد، أو التعامل بطبيعية مع مواقع ومنظمات تدافع عن الإرهابيين ولا تنفعل تجاه هجمات الإرهاب. ولا تجد لهؤلاء ولا حتى كلمة أو دمعة تعاطف، لكن لو وقع حادث صغير فى أى دولة أوروبية تجد نفسه هؤلاء يتزاحمون لتقديم التعاطف والتضامن بكل السبل، مثلا هل لمح أحد تويتة أو كلمة أو تصريحا للدكتور محمد البرادعى ضد أى إرهاب؟ والإجابة غالبا لا، ما لم يوقظه أحد لينبهه، لكن لو ضرب الإرهاب قطة فى أوروبا سوف ينتفض ويكتب تويتات بكل اللغات، وتصدر منظمات حقوق التمويل البيانات وخلافه، إنها الازدواجية التى تمثل بالفعل عاهات لنخب تاهت وغرقت فى عبادة الأجانب.
كل الشواهد تدل على أن الإرهاب لدينا لا يمثل تهديدا، وحتى الادعاء بأن تنظيما إرهابيا ما جاء إلى الداخل هو أمر مشكوك فيه ويقصد منه فى الأساس إثارة التشويش والجدل العقيم. أغلبية الشعب بالفعل تدرك تضحيات الشرطة والجيش فى مواجهة الإرهاب، وتثمن كل هذا لأن الناس تعيش مطمئنة، لعلمهم أن هناك عيونا ساهرة. بينما دائما الخوف ممن يتكسبون من الإرهاب أو يتكسبون من الدفاع عن حقوق الإرهاب.