عندما توصد كل الأبواب فى وجوه الباحثين عن لقمة العيش وخصوصا الشباب يبدأون فى التفكير خارج الصندوق، وهو تفكير عادة ما تكون فيه مغامرة بالحياة، فى سبيل تحقيق حلمهم بالحصول على حياة كريمة خارج بلادهم، حسب اعتقادهم، وهنا يصبح الشباب لقمة سائغة لسماسرة البشر وعصابات الهجرة غير الشرعية وخصوصا الهجرة لإيطاليا.
في تواصل لهذا المسلسل تعيش أسرتان بمركز أبنوب بمحافظة أسيوط حالة من الحزن والترقب، وذلك بعد تغيب شابين، واختفائهما وانقطاع الاتصال بهما بعد سفرهما فى هجرة غير شرعية دون علم أسرتهما ولم تكن هذه الواقعة بمركز أبنوب بمحافظة أسيوط هى الحالة الأولى بل واحدة من ضمن حالات كثيرة كان آخرها انقطاع أخبار أكثر من 45 شابا سافرا على مركب واحد وانقطعت أخبارهم بالكامل وفر هاربا من كان مشرفا على رحلتهم دون مساءلة.
محمد عبد الكريم محمد، ومحمود عبد الغنى محمد شابان يبلغان من العمر 16 سنة من مركز أبنوب سافرا من وراء أهلهم، بعد أن أقنعتهم عصابات التهريب غير شرعية ، وسماسرة البشر بحلم السفر إلى أوربا فما كان منهم إلا أن استجابا لذلك، واضعين أهاليهم فى الأمر الواقع، بعد أن فوجئوا باتصال هاتفى منهما يخبرانهم بأنهم على متن مركب ومتوجهين إلى إيطاليا.
فى البداية يقول حازم خلف خال الشاب محمد عبد الكريم محمد، إن محمد سافر إلى الإسكندرية يوم 7 إبريل لمتابعة أعمال البناء لمنزل خاص بأسرته، ومقابلة المقاول فى الإسكندرية لتشطيب المنزل لأن والده متوفى، وهو من يعول إخوته، وفوجئنا أنه قام بالاتصال بوالدته، وقال إنه على متن المركب، ومسافر إلى إيطاليا، ورغم محاولات والدته لثنيه عن قراره ومنعه من الهجرة فإنه أصر على السفر.
وتابع: قال لوالدته، إن أحد الأشخاص سيأتى لك خلال الأيام المقبلة، وقعى له على إيصال أمانة بـ30 ألف جنيه لضمان سلامة وصولى، وخوفا على ابنها وسلامته قامت بالفعل بالتوقيع على إيصال أمانة لأحد الأشخاص، ولكن من بعدها تم قطع الاتصالات مباشرة، ولم نتمكن من الاطمئنان عليه، وكلما اتصلنا بالشخص الذى استلم المبلغ المالى حتى يطمئنا عليه، يعدنا بأنه سيصل بالسلامة ولكن طالت المدة ولم نتلق منه أى اتصالات.
وأضاف خال الشاب: بدأنا نسمع مؤخرا عن غرق بعض مراكب الهجرة غير الشرعية، وهو ما زاد مخاوفنا خشية أن يكون من بينهم، فبدأنا فى إرسال شكاوى واستغاثات لوزارة الخارجية المصرية وأجرينا اتصالات باليونان عن طريق أحد أقاربنا وبحثنا عن اسمه ضمن الأسماء التى وصلت إلى اليونان غرقى فى رحلات خلال الأيام السابقة ولكن لم نجد اسمه من بين الغرقى أو حتى الناجين.
وسام حسين، ابن خالة محمد عبد الكريم محمد قال، إن محمد سافر إلى الإسكندرية وفوجئنا جميعا بقرار سفره، بعد ان أقنعوه سماسرة التهريب، وأبلغنا فقط بتحرك المركب من الإسكندرية، وبعدها انقطعت كل الاتصالات وأصبحنا الآن لا نعلم عنه شيئا وأصبحنا فقط نتابع أخبار الهجرة غير الشرعية، فالبعض يقول لنا إنه محبوس، والآخر يرجح أن يكون من بين ضحايا الغرق، ونحن فى أشد الحيرة، فمن نصدق؟ نريد أية معلومات من الجهات الرسمية حتى نطمئن ونطمئن والدته التى لا تنام ليلا أو نهارا.
عبد الغنى محمد، والد الشاب محمود، قال إن نجله سافر ضمن رحلات الهجرة غير الشرعية هو وصديقه محمد عبدالكريم دون علمنا، ومن يوم 7 إبريل، ونحن لا نعلم عنهما شيئا، ولكن توجهنا إلى إحدى شركات المحمول التابع لها خط المحمول الخاص بابنى، وسألنا عن صدور مكالمات أو ورود مكالمات من تليفونه الخاص، وتبين أنه صدرت من الخط مكالمات يومى 16 إبريل، ويوم 22 إبريل، ويوم 28 إبريل وهو ما أعطى لنا الأمل أنهم ما زالا على قيد الحياة.
وطالبت أسرتا الشابين الخارجية المصرية والجهات المعنية بسرعة البحث عن ذويهم ومخاطبة الدول الأوربية التى من الممكن أن ترسو عندها مراكب الهجرة غير الشرعية أو السجون المصرية والمستشفيات حتى يطمئن ذووهم وأمهاتهم.