"نفسنا ناكل لحمة لينا أكثر من 4 شهور منعرفش طعمها لا أنا ولا أمى ولا عيالى وبناكل العيش الناشف لأننا مش قادرين نجيب عيش، وكفاية انى وامى عيانين ومش لاقيين حد يعالجنا وعلى ديون 8 آلاف جنيه مش قادرة ادفعها والجوع بياكل بطوننا ومش قادرين نقول غير الحمد لله".. بهذه الكلمات عبرت فوزية على محمد، 46 سنة، ربة منزل، عما يجيش فى نفسها من آلام مبرحة تعيشها ومعها والدتها المسنة وأبنائها بنجع الشوش بقرية بلصفورة بمحافظة سوهاج.
سمات وجه السيدة تعبر عما بداخلها من حزن عميق يسكن جسدها سنوات طويلة وكذلك أمها المسنة وتدعى حليمة عباس 64 سنة، والتى تعانى من أمراض الرعاش والسكر والضغط والكبد ولا تجد من يعالجها.
انتقل "انفراد" إلى منزل الأسرة بنجع الشوش بقرية بلصفورة بسوهاج وتحدث معها لتروى مأساتهم الذين يعيشون فيها منذ سنوات دون أن يشعر بهم أحد.
قالت فى البداية فوزية على، ربة منزل، إن زوجها متوفى منذ 7 سنوات ولديها 4 أبناء وتحصل على 600 جنيه من معاش زوجها المتوفى وتقوم بشراء 250 جنيها دواء لها لأنها مصابة بالسكر والضغط، كما أن عليها ديون 8 آلاف جنيه، حيث قامت بتزويج ابنتها وشراء ملابس مستعملة لها فى زواجها لأنها لا تملك من حطام الدنيا شيئا.
وتضيف فوزيه والحزن يكسو وجهها قائلة نعيش حياة صعبة لا نجد شيئا فتمر علينا أيام لا نجد فيها الطعام ولا نستطيع شراء الخبز لأننا لا نملك نقودا، فنضطر إلى أكل "العيش الناشف" ونقعد بالشهور مبنعرفش فيها طعم اللحمة" ويقوم أهل الخير أحيانا بمساعدتنا.
وتطالب فوزية المسئولين بالصحة بتوفير الدواء لها شهريا لعدم قدرتها على الإنفاق وكذلك مساعدتهم ماديا وسداد الديون الخاصة بها وترميم المنزل الآيل للسقوط بالدور الثانى.
فيما تقول حليمة عباس 61 سنة والدة فوزية إنها تعيش معها فى منزلهم وبه شروخ وينامون على الأرض وأنها تتقاضى معاش تضامن اجتماعى 600 جنيه وتقوم بشراء دواء بـ 350 جنيها لها، لأنها تعانى من أمراض الكبد والرعاش والسكر والضغط، كما أنها تعانى أحيانا من الجفاف لقلة الطعام.
وتضيف حليمة إن "العيش الناشف" هو الوحيد الموجود داخل المنزل ويقومون بشراء المواد الغذائية من محل البقالة بالدين دون دفع النقود لأنهم لا يملكون ويعيشون على الكفاف ولا يشعر بهم أحد.
وتطالب حليمة بعلاجها على نفقة الدولة وشراء الأدوية لها نظرا لما تعانيه من ظروف صعبة، ويكفى أنهم يعيشون أياما بلا طعام، كما أن الحشرات تهاجمهم أثناء نومهم على الأرض، فالظروف القاسية التى تعيشها مع ابنتها وأبنائها جعلتها تطلب المساعدة.