شهدت المبادرة الداخلية التى طرحها اللجنة الإدارية العليا، مطلع الأسبوع الجارى لحل الأزمة الداخلية بتقديم عدد من التنازلات لجبهة محمود عزت، القائم بأعمال مرشد التنظيم، جدلا واسعا داخل الجماعة، ففى القوت الذى رحبت فيه 10 مكاتب إدارية بتقديم التنازلات تجاهلت جبهة محمود عزت هذه المبادرة ولم تعلق عليها.
وشملت الإجراءات التى طالبت اللجنة الإدارية العليا للإخوان بتنفيذها كنوع من التراجع، أن يبدأ جميع أطراف الأزمة بالتراجع خطوة للخلف، وترك الفرصة لجيل جديد يختاره الإخوان بكل حرية وشفافية، وإجراء انتخابات شاملة وفق اللائحة القديمة بكل مكاتب الجمهورية بدء من شورى الشعبة، وانتهاء بشورى المحافظة، وكافة المكاتب التنفيذية خلال شهر مايو الحالى، وانتخاب حصة المحافظة بالشورى العام وفق اللائحة خلال الأسبوع الأول من يونيو، وتأجيل اعتماد اللائحة العامة الجديدة للجماعة حتى يتم انعقاد مجلس الشورى العام الجديد للجماعة، وأطلقت عليها خارطة طريق للجماعة.
من جانبه ثمن تيار ضمير الإخوان المسلمين خارطة الطريق التى أعلنتها اللجنة الإدارية العليا فى بيان لها بعمل انتخابات على المستويات كل، موضحا أنه يرى أن هذه الدعوات تعد أملا جديدا يحفظ الجماعة ويعيد الاعتبار للجمعية العمومية.
وطالب تيار ضمير الإخوان فى بيان له، أعضاء الإخوان فى الداخل والخارج أن يقفوا بجانب ما أسموه "الخارطة" ويقومون بمقتضاها، ويعملون على تنفيذها وفق الخط الزمنى المرسوم.
فى المقابل تجاهلت جبهة محمود عزت، تلك التنازلات، وما أعلنته جبهة القيادة الجديدة للجماعة، حيث أكد طلعت فهمى، المتحدث الإعلامى لجماعة الإخوان والمحسوب على جبهة "محمود عزت" بأن الجماعة ملتزمة بقيادتها الحالية وبالخط الذى رسمته فى السابق.
من جانبه قال الدكتور كمال حبيب، الحبير فى شئون الحركات الإسلامية، أن اللجنة الإدارية العليا للإخوان التابعة لجبهة القيادة الجديدة، بدأت تطرح مبادرات داخلية لحل الأزمة، وتقديم تنازلات لأنه أصبح لديها فراغ للصبر وقطع فى الأمل من أن نتائج أية مبادرات بينهم وبين مجموعة محمود عزت لم تحقق أى نتائج.
وأضاف حبيب فى تصريحات لـ"انفراد" أن دعوة اللجنة الإدارية العليا للإخوان، لإجراء انتخابات داخلية على اللائحة الداخلية القديمة لن تشمل سوى مجموعات الشباب المتمردين وهم قلة وليسوا أغلبية فى الجماعة، ومن ثم ستكون دعوتهم للانتخابات بلا أى معنى لأن نتائجها لن يعترف بها الأطراف الأخرى المتنازعة معهم.
وأوضح الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، أن الانتخابات الداخلية للإخوان ستعمق الانقسام بين الطرفين فى ظل هيمنة المجموعة القديمة التى تستند هى الأخرى لشرعية الانتخابات والثقل التاريخى وامتلاك التمويل والعلاقات، ومن ثم فإن نتائج تلك الانتخابات ستعمق الانقسام بشكل قوى وربما نهائى داخل الجماعة، بحيث سيكون لدينا مجموعات منتخبة جديدة وأخرى قديمة كل منها معروف وله شرعية ويدعى أنه منتخب.