"أبين زين أبين وأوشوش الودع وأقول على المستخبى واللى مش معروف، أضرب فى ودعى مرة لشابة ومرة لجدع وأقرأ الكفوف قرّب وشوف، حتسمع حكاوى بطعم الوجع وتملّى يا ودعى يكشف والمستخبى أنا اقوله عليه ع المكشوف".. بهذه الكلمات البسيطة المسجوعة تجوب الدجالة شوارع القرى والنجوع بمحافظة سوهاج من أجل كسب المال ليس بطريقة مشروعة ولكن عن طريق النصب والاحتيال والسرقة أحيانًا.
دجالة من الرحل أو كما يطلق عليهم "الحلب" فى بعض البلاد وهم الذين ليس لهم مقر سكن ثابت ولكن يعيشون على ضفاف الترع ونهر النيل والمناطق غير المأهولة بالسكان ويكتسبون أرزاقهم من الرعى والتسول أو الدجل والشعوذة من خلال إيهام الأهالى بقدرتهم على قراءة الكف وفك السحر وإعادة الغائب وفك المربوط وعمل حجاب للمحبة وحجاب للانتقام من أخرين وحجاب للانجاب وحجاب للزواج.
دجالة سوهاج المقبوض عليها والمحبوسة حاليًا انتهجت طريقه جديدة لأعمال الدجل والشعوذة بأن تطلق مساعدًا لها مسن تجاوز عمر الـ 60 يجلس هنا وهناك ويشيع عنها قدرتها على أعمال السحر وفكه وغيره ومن هنا تبدأ عملية استدراج الضحية من خلال الوسيط.
استغل الوسيط سيدتين شقيقتين تعيشان داخل منزل واحد بناحية قرية برديس دائرة مركز البلينا جنوب محافظة سوهاج وتم الاتفاق على موعد لإحضار "السيدة الرحالة" لتقوم بفك الأعمال والأسحار والأعمال الموجودة عليهن وعلى المنزل وعلى المقتنيات الثمينة به تم تحديد موعد اللقاء ليكون بمنزل الضحيتين وهنا بدأت الدجالة فى التفوه بكلماتها المعهودة "أقسمت عليكم بسر الظاهر والمخفى بسر خدام الليل والنهار أن كل شيء يظهر بكف فلانه بنت فلانه ومين يكرها ومين يحبها ومين عايز ياخد شقائها وحقها".
مع تلك الكلمات والجهل وقلة الإيمان بالله تستسلم الضحية بسرعة شديدة خاصة بعد أن تقول الدجالة بعض الحقائق عن الشخصية التى تجلس معها والتى يحضرها المساعد الخاص بها أو الوسيط الذى يتواجد بالمنطقة وبعد أن تفتح كفها قالت الدجالة بعد أن تتمتم بكلمات غير مفهومة أيدك بيضة واللى فيهم مش ليكى لكن من كلمة ونص بيكرهوكى وناوين على أذيتك سلطوا جن سفلى ماكر كل شغلة يسرق الدهب قبل ظهور النهار ويصبح كل ما جمعتيه فى خبر كان ومين ولايه يقدر على الجنون المستخبيه، فى هذه اللحظة أنهارت السيدة الأولى ومعها شقيقتها الضحية الثانية وسلما مصوغاتهما الذهبية بمحض إرداتهما لها.
الحصيلة أغرت الدجالة فكانت ما يقرب من كيلو من الذهب أخرجت الدجالة من "القفه" أوراق وطلبت كمية من السكر وبعض الأوراق البيضاء وقامت بعمل عدد لا بأس به من القراطيس الورقية وكل قرطاس تضع فيه قطعة أو قطعتين من المصوغات الذهبية وعليهم كمية من السكر وتقوم بربطهم بالخيط وتضعهم داخل كيس وفى غفلة من الضحيتين ووسط انبعاثات البخور تم تبديل الكيس البلاستيكى ووضعه واحد مثله تمامًا معد مسبقًا فى مكان بالمنزل وطلبت الدجالة من السيدتين ألا يتم فتح الكيس إلا صباح اليوم التالى ولو حدث سوف تفشل التعويذة ويقوم الجن بسرقة الذهب ولن يعود مرة أخرى.
وقد كان وترك السيدتان المشغولات الذهبية التى قاربت على الكيلو فى المكان المتفق عليه وفى صباح اليوم التالى لم تجد السيدتان المشغولات الذهبية بالرغم من أن الأوراق ملفوفة كما هى والكيس مغلق داخل قطعة القماش ولكن الموجود سكر أبيض فقط عندها أيقنت السيدتان أنهما تعرضا لعملية نصب والمشغولات سرقت خاصة بعد أن جابا كل المناطق بحثا عن الدجالة والوسيط فلم يجدا أى أحد منهما.
ترجع الواقعة عقب تلقى وحدة مباحث مركز شرطة البلينا جنوب محافظة سوهاج برئاسة الرائد محمد أبوالعطا بلاغا من سيدتين شقيقتين أفادتا فيه بإختفاء كمية من المشغولات الذهبية خاصة بهما من المنزل بعد أن زارتهما سيدة من الحلب الرحل وأوهمتهما عن قدرتها بفك السحر وأن المشغولات الذهبية سوف يقوم جن بسرقتها.
تم إخطار اللواء حسن محمود مساعد الوزير مدير أمن سوهاج حول الواقعة بتقدم سيدتين ببلاغ أفادتا فيه بتعرضهما للسرقة داخل المنزل واختفاء كمية كبيرة من المشغولات الذهبية وأن آخر من دخل المنزل هى سيدة ادعت قدرتها على فك الأعمال.
وعلى الفور ونظرا لما تشكله الواقعة من خطر على الأمن العام قرر اللواء عبد الحميد أبوموسى تشكيل فريق بحث برئاسة العقيد أحمد شوقى زيدان رئيس فرع بحث الجنوب والرائد محمد أبوالعطا رئيس وحدة مباحث مركز شرطة البلينا وبسؤال مقدمتى البلاغ أفادتا بأن أحد الأشخاص قال لهما إن هناك سيدة من الحلب الرحل لديها مقدره على فك السحر والأعمال وأنها لا تتقاضى أجرا على ما تقوم به من عمل وحضرت السيدة إلى المنزل أوهمتهما أنهما مسحورتان وأن السحر جزء منه عليهما والجزء الآخر بالمنزل وأن المشغولات الذهبية سوف يتم سرقتها لو لم يتم عمل تعويذه عليها.
تم عمل نشره بأوصاف الدجالة ومساعدها وتم تفريغ الكاميرات الموجودة بالشوارع والبحث عن أخر شاهد رؤية واستهداف أفراد الحلب وتجمعاتهم وأسفرت الجهود عن ضبط الدجالة ومساعدها وبمواجهتهما بما أسفرت عن التحريات وأقوال المبلغتين اعترفا بارتكابهما الواقعة على النحو المبين فى التحريات وأرشدا عن المسروقات وتم تحرير محضر بالواقعة بالعرض على النيابة العامة التى تولت التحقيق قررت حبس الدجالة ومساعدها 4 أيام على ذمة التحقيق.