تناولت مقالات صحف الخليج، اليوم الخميس، العديد من القضايا المهمة، أبرزها محاولات الولايات المتحدة إضعاف وتقويض دور المنظمات الدولية، وآخرها هجوم الرئيس الأمريكى على منظمة الصحة العالمية، وإعلانه قطع العلاقات مع المنظمة، ومن القضايا المهمة أيضا كيفية إنقاذ لبنان واجتثاث حزب الله وسلاحه، وعدم تحميل اللبنانيين ما لا طاقة لهم به.
منظمة عالمية وإدارة غاضبة وبينهما جائحة
قال الكاتب محمد خالد الأزعر فى مقاله بجريدة البيان الإماراتية، لا ينبغى الاستخفاف بتداعيات موقف إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب شديد السلبية تجاه منظمة الصحة العالمية، مضيفا هذا ليس فقط لأن الولايات المتحدة هى الممول الأكبر لموازنة المنظمة، وإنما أيضاً وأساساً لوجود سوابق لواشنطن في التأفف من، ومحاولة إضعاف أو حتى تقويض، المنظمات الدولية التي تستشعر استقلالها أو معاكستها لسياساتها، الأمر الذي أدى إلى انهيار بعضها، كعصبة الأمم غداة الحرب العالمية الأولى، وأوقع بعضاً ثانياً كـ"اليونسكو" ومنظمتى التجارة والطاقة الذرية العالميتين، ومجلس حقوق الإنسان والمحكمة الجنائية الدولية، قيد العمل والحركة على صفيح ساخن.
وأوضح الكاتب محمد الأزعر، أن تربع الولايات المتحدة على قمة النظام الدولى، وكونها القطب الأكثر تأثيراً وتغلغلاً فى معظم القضايا الدولية الساخنة بمختلف المعانى، واستحواذها على حجم هائل من موارد القوة بالمفهوم الشامل، قياساً بمختلف الخصوم والمنافسين والحلفاء والأنصار على حد سواء، أطمعها في فرض رؤاها وكلمتها على الأطر والمنظمات متعددة الوظائف والتخصصات في جهات الدنيا الأربع.
واستطرد الكاتب قائلا، النزوع الأمريكى للى أذرع هذه الأطر والمنظمات، بما فيها الأمم المتحدة، ظاهرة أقدم من الملاسنات الغاضبة والاحتجاجات والملاحظات السلبية التي عرضتها إدارة ترامب في وجه منظمة الصحة، كل ما في الأمر أن هذه الإدارة مارست هذا النزوع بحيثية خشنة بالغة الفجاجة، متخلية عن اللياقة الدبلوماسية والدعائية، التي طالما غلفت مقاربات أسلافها، ولم يسلم من هذا السلوك منظمات موصولة مع واشنطن بعلاقات حميمة منذ عشرات السنين كحلف الناتو والاتحاد الأوروبى.
وأضاف الكاتب في هذا السياق، ضمن ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو خطابيهما تجاه المنظمة، ألفاظاً وتعبيرات تتجاوز النقد اللين اللطيف، إلى ما ينم عن الكراهية والتجريح والقدح في ذمة القائمين عليها، وصولاً إلى وصفهم بأنهم "دمى في يد الصين، متواطئون معها وفاشلون يفتقدون للكفاءة ولا يؤدون دورهم بحيادية وتجرد.. وهم بذلك ومنظمتهم ساهموا في تضليل العالم بشأن تفشى فيروس كوفيد 19، وتسببوا في تحوله إلى جائحة عالمية".
وقال الكاتب بمنهج تحليل المضمون، نكتشف بسهولة حجم التعالى والاستعلاء الذى وشى هذا الخطاب إزاء منظمة دولية، لا تخضع فى الأصل لسيادة واشنطن ولا هي مطالبة بالانصياع للتعليمات الأمريكية وحدها، لكن المدهش حقاً أن الرئيس ترامب ظهر في مداخلاته بهذا الخصوص وكأنه لا علم له بطبيعة هذه المنظمة.
خلاص لبنان من حزب الله
قال الكاتب خالد السليمان فى مقاله فى جريدة "عكاظ" السعودية، تمارس بعض الحكومات الغربية وعلى رأسها الإدارة الأمريكية سياسة الهروب إلى الأمام عندما تطالب الحكومة اللبنانية بالحد من سيطرة حزب الله على مفاصل الدولة اللبنانية، فالعالم كله يعلم أن ميزان القوى الداخلى فى لبنان يميل بل يهوى لصالح حزب الله بفضل سلاح حزب الله.
وأضاف الكاتب خالد السليمان فى مقاله، عندما قبلت الدول الغربية قيام المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الرئيس رفيق الحريرى مع الخضوع للشرط الروسى بمنح الدول والمنظمات والكيانات حصانة من توجيه الاتهامات أو الإدانة وقصرها على الأفراد، فإنها منحت هذه الدول والكيانات المخارج من تحمل المسئولية المباشرة وأفرغت العدالة من مضمونها.
واستطرد قائلا، لكن لا أحد يصدق أن فردا أو مجموعة من الأفراد يمكن أن يقرروا ارتكاب جريمة بهذا الحجم بمعزل عن مرجعياتهم، أو القدرة على تنفيذها دون دعم لوجستي معقد لا تملك سوى أجهزة الدول والمنظمات توفيره.
وأوضح الكاتب أن اللبنانيين يدركون أن المحكمة لم تكن لتحقق أى عدالة فى ظل هيمنة حزب الله، ويدرك العالم أن المساعدة التى يحتاجها لبنان أولا ليست مساعدة لإنقاذ اقتصاده بل مساعدة لإنقاذ هوية وجوده التى يعمل حزب الله الإيرانى التبعية على طمسها، وإذا كان العالم جادا فى مساعدة لبنان فواجبه أن يتدخل لاجتثاث الحزب وسلاحه بدلا من تحميل اللبنانيين ما لا طاقة لهم به.
وقال الكاتب، كانت حياة رفيق الحريري ثمنا باهظا دفعه لبنان للتخلص من الهيمنة السورية، وسيكون للتخلص من هيمنة حزب الله ثمن لا يقل عن كلفة دم الحريري، لكن خسارة لبنان أعظم باستمرار وجود الحزب وسلاحه، وتقاعس العالم عن مواجهة الحقيقة.
وأنهى الكاتب مقاله قائلا.... باختصار.. شفاء لبنان يبدأ باستئصال ورم حزب الله.
مساحة للوقت
هجرية مباركة وسعيدة
سلط الكاتب طارق إدريس فى مقاله "مساحة للوقت" بجريدة "الأنباء" الكويتية، الضوء على رسائل السلام من الهجرة النبوية الشريفة، بمناسبة حلول السنة الهجرية الجديدة،وقال 1442 سنة مباركة وسعيدة على الجميع، اليوم تمر علينا هذه المناسبة المباركة بدخول السنة الهجرية على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم، لنتذكر الرحلة المباركة التى حملت مشعل النور اليقين من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة.
وأضاف الكاتب هذه الهجرة التى غيرت وجه تاريخ الجزيرة العربية وعززت أركان الكيان والعهد القويم فى جزيرة العرب وبين قبائلها وبطاحها، وثبتت أركان جزيرتنا العربية آنذاك من الجنوب والشرق والغرب والشمال، فكانت راية المسلمين هى الخفاقة في كل أركان هذه الأرض المباركة، والتى بارك الله حولها.
واستطرد الكاتب قائلا.. نعم الهجرة النبوية التى غيرت وجه تاريخ العرب وهزت أركان أعظم الجيوش والدول آنذاك، فكانت رسالة السلام إلى كل ملوك العرب والفرس والفرنجة والأحباش والأقباط التى أرسلها إليهم رسول الله محمد بن عبد الله، عليه أفضل الصلاة والسلام، لتأسيس علاقة السلام.
وأوضح الكاتب أن رسائل السلام التي شعت بنورها من المدينة المنورة تؤسس لكيان الدولة الإسلامية العربية العظيمة، وتخاطب ملوك الروم والفرس والأقباط والأحباش، لتؤكد في ذلك الزمان أن الدين الجديد الذي شع بنوره في جزيرة العرب ليطمس "الوثنية" وخلافها من أديان الشعوذة هو دين "سلام" ومهادنة لا يحارب الأديان، لكنه يمد يد "السلام" والطمأنينة إلى كل الأقوام بالجزيرة العربية وجوارها وتخومها ومن حولها ليصل إلى كل أركان المعمورة.
وقال الكاتب"الإسلام" هو راية السلام الحقيقية التي حملتها الرسالة "المحمدية" الطاهرة والتي لاتزال تشع منذ أكثر من قرن، وستبقى حتى يرث الله الأرض ومن عليها، هي منبع كل المواثيق الدنيوية التي أرست دعائم سياسة الحوار "بالتي هي أحسن" والتي جنحت للسلم قبل 1442 سنة في بقاع الأرض، ولاتزال هي اساس الإسلام والسلام الراسخ الذي اقنع العديد من الملوك والشعوب منذ ذلك الوقت السحيق بهذه الرسالة السلمية المباركة، لأنها رسالة النور والهداية المحمدية التي سعد بها العرب وكل من دخل هذا الدين الحنيف المبارك.