بالصور.. بعد سرقة صندوق نذور من مسجد السيد البدوى.. ننشر حكاية مسجد يزين مدينة طنطا.. يحوى 4 صناديق فى مقام البدوى وصندوقا لكل مقام من تلامذته.. وحصيلة النذور تورد لوزارة المالية وفقا للقانون

البلاغ يؤكد سرقة عملات أجنبية وقطع ذهبية ومفاتيح الأقفال بحوزة الأوقاف مكتب النذور يعقد اجتماعا نصف شهرى ويقرر فتح الصناديق والجرد تفتح الصناديق بحضور وكيل وزارة الأوقاف ومندوب لوزارة الداخلية ومأمور قسم أول طنطا تسجل اجتماعات الجرد والحصر بالكاميرات وتشمع الأحراز بالشمع الأحمر المسجد يجذب سائحين عرب وصناديق السيد البدوى النحاسية تحظى بغالبية الحصيلة كشف البلاغ المقدم من الشيخ خليفة الصغير وكيل وزارة الأوقاف بالغربية رقم 13213 جنح قسم أول طنطا لسنة 2016، سرقة صندوق أموال النذور من مقام مسجد العارف بالله سيدى أحمد البدوى الكائن بمدينة طنطا، وتجرى تحقيقات موسعة مع كل العاملين فى المسجد للوصول إلى الجانى.

وأكد البلاغ أن وكيل مديرية الأوقاف بالغربية، طالب بتشكيل لجنة تبع صناديق النذور الخاصة لضريح سيدى عبد المتعال بن شمس الدين الأنصارى بمسجد السيد البدوى، وتشكلت اللجنة برئاسة خليفة الصغير وكيل مديرية الأوقاف، وعضوية أحمد محمود مفتش من وزارة الأوقاف، وعمرو جابر رئيس الخزينة باللجنة و5 آخرين من معاونيه.

وأضاف البلاغ أنه عند فتح صندوق النذور عثرت اللجنة بداخله على شوكة مزدوجة على شكل ملقاط وقطعة سلك حديدية طولها نحو 30 سم، وتبين اختفاء 5 مظاريف بداخلها عملات أجنبية مختلفة الفئات، وقطع ذهبية مختلفة الأحجام والأشكال، مازالت على ذمة الفحص والبيع.

وعلم "انفراد" أن المرة الأخيرة التى تم فيها فتح صندوق النذور كانت يوم 18 أبريل الماضى، وكان بداخله عملات نقدية وقطع من الذهب، وتم جردها ومعرفة محتوى الصندوق، بمعرفة اللجان المتخصصة.

وأكد مصدر بميرية أوقاف الغربية أن أئمة المسجد غير معنيين بصناديق النذور ويباشرون عملهم بعيدا عن مكان الصندوق وقت الصلوات، وهناك حراس من العمال طوال اليوم، وتحرر محضر رقم 13213 جنح قسم أول طنطا لسنة 2016، وتم إخطار النيابة العامة التى قررت تحريات مباحث الأموال العامة حول الواقعة.

تحقيق إدارى تابع لمديرية الأوقاف وأجرت مديرية الأوقاف بالغربية تحقيقا إداريا مع عمال المسجد، وسيتم استجواب العمال فى مباحث قسم أول طنطا، وبعدها العرض على النيابة العامة، وهناك فردى شرطة يبيتون فى المسجد بصحبة العامل النبطشى.

جرد الصناديق مرتين شهريا بمشاركة الداخلية والأوقاف وأكد مصدر بمديرية الأوقاف أن مكتب النذور يعقد اجتماعا نصف شهرى ويقرر فتح الصناديق والجرد، وبناء عليه يتم تشكيل لجنة معنية يترأسها وكيل الوزارة، ووفقاً للقرار رقم 52 لسنة 1998، وتُفتح صناديق النذور التابعة لوزارة الأوقاف عن طريق مديرية الأوقاف، من خلال لجنة مشكلة للقيام بذلك، ويكون فى لجنة فتح الصندوق مندوب من وزارة الداخلية، مأمور قسم أول طنطا أو من ينوب عنه، ويتم توريدها رسميا لوزارة المالية، وتسجل اجتماعات الجرد والحصر بالكاميرات ويتم تشميع الأحراز بالشمع الأحمر.

حكاية الصندوق النحاسى والخشب ويتميز مسجد البدوى بوجود 4 صناديق النذور النحاسية المخصصة لمقام البدوى وتمتلأ بشتى أنواع النذور من أموال مصرية وعملات ثمينة، كما يأتى إليها الأجانب والخليجيون ويضعون بها الدولارات والعملات الأجنبية، كما تتبرع بعض النساء بحليها والقطع الذهبية.

أما مقام سيدى مجاهد وسيدى عبد المتعال فلهما صناديق خشبية، ولا يذهب إليهما إلا المصريين، لذلك تكون حصيلته قليلة ومعظمها نقود فضة ومعدنية، ومفاتيح الصناديق نسخة منها بحوزة مديرية الأوقاف وأخرى بالوزارة.

وكان الدكتور محمد مختار جمعة قد لجأ إلى حيلة جديدة حيث قرر وضع "قفلين" على كل صندوق نذور، مفتاح أحدهما فى الوزارة، والآخر فى المديرية التى يتبعها الضريح، ولا يفتح أى صندوق نذور إلا فى وجود المندوبين معا، وهو ما أدى للحفاظ على أموال النذور وتضاعفت خلال الأشهر الأخيرة.

ورغم هذه الإجراءات الاحترازية إلا أنه نجح مجهولون فى سرقة بعض محتويات الصندوق من خلال "ملقاط" رغم ضيق فتحة الصندوق.

حصص توزيع النذور كما قررتها الأوقاف وتوزع نسب النذور حسب قرار الدكتور محمود حمدى زقزوق وزير الأوقاف الأسبق الصادر عام 1989 بإعادة توزيع حصيلة صناديق النذور بأن تخصص نسبة منها على العاملين وتخصيص حصة ونصف لكل من شيخ المسجد والإمام بحد أقصى 300 جنيه فى الشهر، وحصة واحدة لكل من أمين المكتبة، وكاتب النذور ومقيم الشعائر ورئيس العمال بحد أقصى 100 جنيه فى الشهر، ونصف حصة لكل من قارئ السور والعمال الحرفيين والخدمة المعاونة بحد أقصى 80 جنيها فى الشهر.

أما خليفتا المسجد الأحمدى بطنطا فيخصص لكل منهما نسبة مقدارها 3% من حصيلة الصندوق بحد أقصى عشرون ألف جنيه فى السنة، وحامل مفتاح المقصورة 2% بحد أقصى عشرة آلاف جنيه سنويا، ويلغى نهائيا هذان المنصبان الشرفيان "الخليفة وحامل المفتاح" عند خلوهما من القائمين بهما بعد الوفاة، وكانت هذه المناصب تورث من قبل.

كما قرار محمود حمدى زقزوق أن تكون مدة الخدمة للعاملين بالأضرحة ومساجد النذور 4 سنوات فقط "طوال مدة الخدمة"، على أن ينقل العامل أو الموظف بها إلى مسجد آخر ليس به نذور، وبذلك تتحقق عدالة توزيع الدخل بين مشايخ وزارة الأوقاف.

ننشر حكاية مسجد وصناديق النذور التى تعتبر دخل قومى ويعتبر مسجد العارف بالله سيدى "أحمد البدوى" أحد المساجد صاحبة المقام فى منطقة الوجه البحرى والتى تمنح محافظة الغربية دلالة ومكانة خاصة، فهو ينسب إلى آل البيت، حيث إن جده هو سيدنا على زين العابدين ابن الإمام الحسين رضى الله عنهم وأرضاهم، الذى جاء إلى مصر وسكن "طندتا" سابقا طنطا حاليا كما روت كتب التاريخ الصوفى.

ويقع مسجد السيد البدوى فى وسط الدلتا بمدينة طنطا، ويتميز المسجد الأحمدى بمساحته الكبيرة التى لا يضاهيها أى مسجد آخر بمدينة طنطا، كما يتميز بالقباب والمآذن التى تستطيع رؤيتها من أى مكان بمدينة طنطا لوقوعه فى أعلى ارتفاع بالمدينة، ويشتهر المسجد بكثرة النقوش الإسلامية والزخارف الملونة من داخل المسجد والكتابات الإسلامية التى تميزت بها المساجد فى مصر المحروسة منذ عهد المماليك والعثمانيين وللمسجد عواميد من الرخام مجلدة بالنحاس الصافى.

تاريخ المسجد بنى فى عهد السلطان سيف الدين قايتباى عام 1483 ميلادية وأدخلت عليه تعديلات فى عهد على بك الكبير الذى أمر ببناء مسجده الحالى، وبنيت به 3 قباب أكبرها للبدوى وواحدة لخليفته عبد المتعال وأخرى لخلفيته مجاهد، وأوقف على بك الكبير أطيانا عديدة تعتبر من أهم موارد المسجد المالية ما بين أراض زراعية وساحة كبيرة للاحتفال ومبانٍ أثرية ومحلات بجوار المسجد.

وفى عام 2005 حتى 2010 شهد المسجد عمليات ترميم وتجديد لآثاره المعمارية وبنيته التحتية وبلغت التكلفة الإجمالية لتنفيذ المشروع حينها نحو 25 مليون جنيه ساهمت فيها محافظة الغربية بأكثر من 8 ملايين جنيه، بإشراف كامل من المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس إدارة المقاولون العرب حينها، ورئيس الوزراء سابقا.

ويضاهى مسجد البدوى فى هيئته وروحانيته مساجد مصر الكبرى مثل مسجد سيدنا الحسين ومسجد السيدة زينب ومسجد سيدى زين العابدين ومسجد السيدة فاطمة النبوية رضى الله عنهم جميعا، وجامع الأزهر الشريف.

مركزا للعلوم الشرعية وعلوم اللغة العربية وأنشأ المسجد كمصلى ومركز للعلوم الشرعية وعلوم اللغة العربية، ليكون بمثابة "أزهر صغير" يدرس فيه العلوم الدينية والشرعية، مثل الحديث والتفسير والفقه وعلوم البلاغة واللغة العربية، ثم بنى المعهد الأحمدى بجواره من أوقاف البدوى ليكون منارة للأزهر فى طنطا، واقتصر المسجد على العبادة وإلقاء المحاضرات الدينية إلى جانب وجود دار للفتوى، ويوجد به الآن مركز ثقافى لتخريج الدعاة بنظام دورة كل عامين، ويوجد مكتب لاستقبال النذور العينية ومكتب الجمعية الخيرية الأحمدية.

محتويات وآثار المسجد ويحتوى المسجد على غرفة المقتنيات النبوية وهى مثيلة للمقتنيات الموجودة فى مسجد سيدنا الحسين رضى الله عنه، فهى تضم مسبحته الشهيرة ويصل طولها إلى تسعة أمتار والتى تختلف فيها كل حبة عن الأخرى والمصنوعة من خشب العود والصندل الذى كان موجودا على جبل أبى قبيس الذى كان يتعبد فيه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وبه أيضا عصا كانت تستخدم فى الجهاد ضد الأعداء أثناء الحروب الصليبية فبهذه العصا كان يأتى بالأسرى، والخوذة، واللثام فكان يغطى وجهه على عادة أهل المغرب، وتوجد عباءتان الأولى شتوية من صوف وبر الجمل يصل وزنها عشرين كيلو جراما وقد ارتداها الشيخ الشعراوى والرئيس السادات، وأما العباءة الصيفية فوزنها 9 كيلو جرامات ويلبسها الخليفة ومع اللثام مرة واحدة كل عام فى الاحتفال بالمولد، كما يوجد بالمسجد آثار لقدم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

رفقاء البدوى فى المسجد يوجد داخل المسجد غرفتين مجاورتين لغرفة قبر البدوى الغرفة الأولى تضم قبر سيدى عبد المتعال الأنصارى الخليفة الأول للبدوى وقبر آخر يضم جسدى سيدى نور الدين وسيدى عبد الرحمن نجلى سيدى عبد المتعال وقبر ثالث يضم جسد سيدى أحمد محمد حجاب الذى توفى عام 1978م، إذ كان إماما للمسجد البدوى ويقال إنه بشر الرئيس المصرى أنور السادات بالانتصار على اليهود وطلب منه أن يتعهد له إذا ما انتصر أن يدفن فى المسجد البدوى بجوار مقام السيد أحمد البدوى وهو ما نفذه السادات , أما فى الغرفة الثانية فيقع قبر سيدى مجاهد الخليفة الثانى للبدوى.