تولى اللبنانى الأصل ميشيل تامر منصب رئيس البرازيل بصفة مؤقتة، حيث جعلت الصدفة من تامر رئيسا للبرازيل، فى الوقت الذى يبحث فيه لبنان عن رئيس حتى الآن، واستطاع تامر الوصول لسلطة البرازيل رغم أنه لن يحصل فى استطلاعات الرأى على أكثر من 2% من التأييد، إذا قرر دخول السباق نحو كرسى الرئاسة.
ميشيل تامر
ميشيل تامر لم يكن النائب المطيع لروسيف، بل إنه كان ينتظر بأى شكل فرصة ليتمكن من رئاسة البرازيل، فهو ليس بالشخص السهل، واستطاع رسم طريق لنفسه وخطط، استطاع بالفعل تنفيذها، خاصة وأنه انفصل عن روسيف وبدأ الهجوم عليها، بعد أن شعر أنها تعامله باستمرار وكأنه نائب رئيس صورى، ووجه رسالة إليها قال فيها إنه قرر التوقف عن تقديم الطاعة لها".
واستقر تامر فى منزله فى برازيليا وقطع اتصالاته بالرئيسة بعد توجيه الرسالة، وجلس يراقب الوضع بصمت حتى اشتعلت الأزمة السياسية فى مارس الماضى، ووجه ضربة سياسية قاضية لروسيف.
وقرر مجلس الشيوخ البرازيلى توقيف رئيسة البرازيل ديلما روسيف عن منصبها، بعد تصويت غالبية الأعضاء على اتهامها بالتلاعب فى حسابات عامة، إذ تشمل إجراءات التنحى تخليها عن السلطة مؤقتا لنائبها ميشيل تامر.
وتنحدر أصول تامر من قرية فى "قضاء الكورة" بالشمال اللبنانى، اسمها "بتعبورة" وهاجر منها والده، نخلة تامر، بأواخر 1925 إلى حيث كان شقيق له فى البرازيل، وترك فى "بتعبورة" زوجته كاترين وأم أولاده الثلاثة، ممن ولدوا فيها، ثم لحقت به العائلة بعد 3 أعوام، وفى البرازيل ولد له 5 أبناء آخرين، أصغرهم ميشال تامر.
وانتخب تامر الذى كان محاميا عام 1986 لتمثيل ولاية ساو باولو نائبا اتحاديا فى مجلس النواب وأعيد انتخابه فى دورات متتالية، وشغل عضوية الجمعية التأسيسية الوطنية، التى أصدرت دستور البرازيل عام 1988، كما ترأس الدائرة البرلمانية لساو باولو عامى 2009 و2010.
ويقود ميشيل حزب الحركة الديموقراطية البرازيلية منذ 15 عاما، وشارك فى مختلف الائتلافات الحكومية منذ عام 1994.
وكانت روسيف وصفت تامرا من قبل بالعديد من الصفات من أهمها "الخائن"، و"زعيم المؤامرة"، وأن همه الأول والأخير أن يستولى على الحكم، وهو ما استطاع تنفيذه، وأصبح أول رئيس برازيلى من أصول لبنانية يصل إلى المنصب.
تامر "حرباء"استطاع الاستيلاء على السلطة
وفى السياق نفسه قالت صحيفة الأونيبسيون الفنزويلية تحت عنوان "الحرباء تستولى على السلطة" إن اليسار فى بادية نهايته فى البرازيل بعد أن طوت روسيف صفحة الـ13 عاما من حزب العمال فى الحكم.
ووصفت الصحيفة نائب الرئيسة روسيف ميشيل تامر اللبنانى الأصل ب "الحرباء"التى استغلت الظروف لتتلون وتحصل على ما تريد، وهو بالفعل حصل على السلطة، وقالت إنه بعد قرار مجلس الشيوخ بابعاد روسيف من منصبها كرئيسة البلاد، بدأ ميشيل تامر فى الظهور وبدا مستعدا استعدادا كاملا لتولى مهام روسيف ، وقال إن حكومته ستتخذ تدابير تقشفية لضبط الأوضاع المالية، لإعادة التوازن للحسابات العامة والمقترحات الليبرالية التى يمكن أن تشمل الخصخصة.
يذكر أن روسيف تخلت عن السلطة لنائبها ميشيل تامر، بعد بدء إجراءات إقالتها فى مجلس الشيوخ، والذى قرر تعليق مهامها 180 يوما، بعد تصويت 55 مؤيدا، و22 معارضا، وامتناع واحد عن التصويت، وخلال 6 أشهر تنتظر روسيف نتيجة محاكمتها بتهم فساد مالى قد تخلعها من منصبها بشكل نهائى، وبدأ مجلس الشيوخ البرازيلى أمس جلسة استمرت أكثر من 20 ساعة حتى اليوم الخميس، والتى تم فيها تقديم كافة وجهات النظر حول إقالة روسيف وانتهت بتعليق مهامها كرئيسة، وبعد التصويت يتولى الآن مهامها نائبها ميشيل تامر، والذى من المقرر أن يستكمل ولايتها الرئاسية التى تنتهى فى 1 يناير 2019، وذلك فى حالة الفصل النهائى.