«لو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك»، بهذه الكلمات خاطب المولى عز وجل سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام في سورة آل عمران، ووضع له دستوراً يسير عليه ليؤلف بين قلوب أحبابه وأصدقائه، وينقل لأعدائه صورة سليمة عن الإسلام القويم، الذي يستهدف في الأساس نشر مبادئ الرحمة واللين.
لك أن تتخيل أن الرسول الذي جمع مكارم الأخلاق، يدعوه المولى عز وجل للين والرحمة، مستخدماً أسلوب النهي عن غلظة القلب، التي تنفر الناس، فما بالك بنّا نحن البشر ومدى حاجتنا للوقوف أمام تلك الكلمات طويلاً، حتى لا ينفر الأحباب قبل الأعداء منّا.
واحدٌ من الذين يحتاجون أن يقفوا أمام تلك الآية ويتدبرها ويعيدها ليل نهار على آذانه، الدكتور عبد الله سرور، الأستاذ المساعد على المعاش بكلية التربية بجامعة الإسكندرية، والذي تناولت في الحلقتين السابقتين عدداً من أخطائه سواء في حق زملائه بالجامعة أو خارجها، وارتكابه عدد من المخالفات التي قوضي بسببها وصدر ضده أحكام نهائية بالغرامة، وأخرى باللوم، فضلاً عن قرارات تأديبية صادرة بحقه من مجلس جامعة الإسكندرية بسبب سرقته أبحاث علمية كان يستهدف منها الترقي.
ما ذكرته بحق «سرور» في الحلقتين الماضيتين، أيده نفور عدد من زملائه منه بسبب ما يكتبه على موقع التواصل الاجتماعي، من كلمات لا يصح بأي شكل من الأشكال أن تأتي على لسان أستاذ يعول عليه في "التربية"».
المتتبع لصفحة الدكتور «سرور» على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» سيجد أنها في تناقص دائم ومستمر وملحوظ للجميع إلا عبد الله سرور نفسه، الذي يرى أنه بخوضه في أعراض زملائه يسير على طريق الحق والنضال.
النضال الوهمي الذي يعتقد «سرور» أنه يمارسه ببراعة واقتدار، وينتظر عليه شهادات تقدير من الدولة والمجتمع، لا يخلو من سب وقذف، وهو الأمر الذي يذكرني صراحة بمراهقات ما بعد ثورة يناير وتجرؤ بعض الشباب الذين كانوا يطلقون على أنفسهم لقب «شباب الثورة»، بالسب والقذف على بعض الرموز، بداعي أنهم بذلك قومون بفعل ثوري بحت، يبني مصر ويمهد لمستقبلها المشرق، ولكن ونحن قادمون من المستقبل لم نر سوى سواد وخراب وتدمير لقيم المجتمع وجيل كامل من الأطفال بسبب تلك الممارسات الصبيانية، التي يتعمد الدكتور سرور إعادتها مرة أخرى ونشرها بين طلابه ومجتمعه الجامعي.
نفور الجميع من الرجل، دفعه لارتكاب أفعال صبيانية على موقع التواصل الاجتماعي، كتلك الرسالة التي استقبلها من زميلة له على تطبيق الرسائل «واتساب»، فقام بنشرها على «فيسبوك»، لا لشيء سوى أنها تتضمن بعض كلمات المدح والثناء على أخلاقه، ووقاره، وأمور أخرى.
المضحك في أمر الرسالة - التي ذكرتني بشعور طفل كان محروم من اللعب وفاجأه والده بكرة مهترئة فقفز فرحاً بها رغم أنها في الأساس معيبة - أن الدكتور عبد الله سرور يسجل أرقام أصدقائه على الهاتف المحمول بناء على أماكن إقامتهم أو عملهم، فمثلاً هذه الأستاذة كان اسمها مكتوباً هكذا «د فيفيان حلوان»، وهذه الطريقة في حفظ الأسماء فيها انتقاص كبير من قيم الأشخاص بداخل الفرد، ولا يلجأ إليها الإنسان السوي إلا في حالات نادرة وضيقة جداً كأن تسجل رقم تاجر يستقدم لك بضاعة لمرة واحدة، أو ما إلى ذلك.
من الأساليب التي يستخدمها الدكتور «سرور» في النيل من زملائه، النميمة، قطعاً ليس لشيء سوى خشية أحكام قضائية جديدة، يستطيع هؤلاء الأشخاص أن يحصلوا عليها من أول جلسة، فمثلاً قال في واحدة من منشوراته التي يعنونها بـ«أعاجيب جامعية»: « رئيس جامعة بحرية بلغ سن التقاعد فقرر توريث كرسيه لكحول وطالب المترشحين للمنصب بالانسحاب لانه مظبط المسائل مع سوسو بيه فوق ..اشتري الكحول بدله جديدة استعداد لصدور قرار القيام بالعمل ..اما رئيس الجامعة فقد اشتري مجموعة مايوهات لزوم الوجاهة الساحلية بعد ان وعده سوسو بيه بمنصب رفيع في جامعة العلمين الجديدة البحرية .. المهم ان هذا الرئيس السابق اللاحق قرر ان ياخذ معه للجامعة الجديدة سكرتيره السابق ليثبت نجاح تجربة سيطرة السكرتارية ومشرفي الامن علي الجهاز الاداري للجامعات .انها اعاجيب الالفية الثالثة».
أنا والسادة القراء وغيرنا كثيرين قد يصعب عليهم استنباط هوية الشخص الذي يعمد الدكتور سرور تشويهه، ولكن محيط الأستاذ المساعد المحال للمعاش، يعرفون هذا الأستاذ الدال عليه بدلاً من العلامة عشرة، وقطعاً هذا يؤثر على سمعته وسمعة أسرته، التي قد لا يعلم عنها «سرور» أي شيء، ولا يعلم مدى الضرر النفسي الواقع عليهم بسبب ترويجه شائعات لا سند لها.
رغم أن الرجل محال للمعاش، وسوابقه في سرقة الأبحاث تجعل فرص حصوله على منصب قيادي في أي مكان تحت الصفر، إلا أنه يصر مراراً وتكراراً على تهييج الرأي العام الجامعي ضد قياداته، في محاولة منه لاستخدام أساتذة جامعيين ينيرون العقول كوقود لمعركته الوهمية.
ففي واحد من منشوراته، يقول : « وزارة التعليم العالي تشكل لجنة عليا لاختيار القيادات الجامعية تستكملها لجنة علي مستوي كل جامعة يفتحون باب التقدم لشغل الوظيفة ويصدق الطيبون اللعبة فيقدمون الطلبات ويحشدون المعلومات ويستعينون بالخبراء لعمل عرض مبهر لتطوير الجامعة امام اللجنة في عشر دقائق لا غير بسبب انشغال الاعضاء بالهواتف المحمولة . واللجنة والمتقدمون منخدعون بالفنكوش ومصدقون اللعبة بينما سوسو بك مظبط كل حاجة من فوق في الجلسات الخاصة المساءية..اعاجيب.. والاعجب قابلت شخصا ينتظر النتيجة»، ليفاجئه الدكتور خيري طلعت برد يقولون عنه على منصات التواصل الاجتماعي «قصف جبهة».
قال الدكتور خيري طلعت في محاولة منه لتصحيح مسار الدكتور سرور: « أستاذ الجامعه مكانه في المدرج بين طلابه يشرح علمه وينير العقول ،،،هذا عمله الطبيعي ومكانه ومكانته ،،،لايدخل صراعا من أجل كرسي لن يضيف له شيء،، الجامعه كيان علمي ،، لاهياكل وظيفيه والله اعلم»
ما قاله الدكتور خيري طلعت، حكمة إن اتبعها «سرور» لعاد لصوابه وعقله وووقاره المفقود، وأراح كثيراً من أذاه واستراح من نفور الناس وتحولهم عن مجلسه وقرابته، واستعاد ما فقده من بريق بسبب ما يثيره من مشاكل طيلة السنوات الماضية.