قبل أن يقتل غيره فإن تنظيم "داعش" الإرهابى يقتل الإنسانية جملة واحد، حيث تحول الإنسان الذى خلق ليعمر، إلى إرهابى مخرب لهو قتل للإنسانية، وهدم لحضارتها، واستهداف لبشر كثر ومجتمعات تنسف قتل الواحد منها يمثل قتل للناس جميعاً، حيث يقدم داعش عناصره قربانا للشيطان بعد تبنيهم الفكر الهدام.
"داعش" يقدم عناصره قرباناً للشيطان
ويستهل "داعش" عام 2016 بقتل خبير الأحزمة الناسفة؛ الإرهابى محمد سليمان الصقرى العنزي، الملقب بمهندس أحزمة داعش الناسفة، الذى استهدفته قوات الأمن فى منطقة مكة المكرّمة، صباح الخميس الماضي، عندما حاصرت وكراً للإرهابيين، فى عملية استباقية، انتهت بمقتل اثنين منهم، وإقدام اثنين آخرين على الانتحار بتفجير نفسيهما بواسطة أحزمة ناسفة، ومن بينهم الإرهابي "العنزى.
يقتلون أنفسهم
خلال بضعة أشهر من العام الماضى، أعدم مسلحو داعش 200 من أعضاء التنظيم، كعقاب لهم لمحاولاتهم ترك صفوفه والعودة إلى منازلهم، أو لأخطاء ارتكبوها أثناء القتال، وفي بعض الأحيان لم يتورع التنظيم الإرهابى عن إعدام أفراد وحدات كاملة من قواته، بما في ذلك بتهمة خوضهم مفاوضات مع الأكراد حول شروط الاستسلام.
يقتلون الأطفال
وتوجت جرائم داعش بقيامها بإعدام طفل فى السابعة من عمره فى مدينة الرقة شرقي سوريا، بدعوى كفره لسبه الذات الإلهية فى جريمة وحشية مكتملة الأركان حيث قام بعض عناصر تنظيم "داعش" الإرهابى باعتقال الطفل معاذ الحسن البالغ من العمر سبع سنوات، في مدينة الرقة، بعد أن سمعوه وهو "يسب الذات الإلهية"، أثناء اللعب في الشارع مع أصدقائه، وقضت ما يسمى زورا بـ "المحكمة الشرعية" التابعة للتنظيم الإرهابى على الطفل بالإعدام بتهمة "الكفر".
يعلمون الأطفال القتل
يقوم "داعش" بتجنيد أو اختطاف الأولاد الصغار في العراق وإرسالهم فيما بعد إلى مراكز تدريبية خاصة، حيث يتم تدريبهم على استعمال السلاح، وبعد بلوغهم التاسعة من عمرهم يجري إرسالهم إلى خط الجبهة، وذلك إضافة إلى اعتماد التنظيم عليهم كـ"دروع بشرية" أو جواسيس أو "متبرعين" بدمائهم من أجل المسلحين الجرحى.
خطف النساء والاتجار بهن
وينتهج التنظيم نهج جاهلى باختطاف النساء وسبيهن وخاصة الفتيات الكرديات لبيعهن فيما بعد إلى التجار العاملين في سوق "الخدمات" الجنسية فى الشرق الأوسط، وذلك بأسعار تراوحت بين 500 دولار و43 ألف دولار أمريكى للمرأة أو الفتاة الواحدة.
ويقوم التنظيم بتزويج الأسيرات لأعضائه عنوة فيما حولت الأخريات إلى أداة المتعة لهم، وقد ذاع صيت الدواعش كمعذبى النساء ومغتصبيهن، الأمر الذى دفع الكثيرات منهن إلى الانتحار.
يحرقون الناس أحياء
وأحرق تنظيم داعش 45 شخصا فى محافظة الأنبار العراقية، ونقلت وسائل إعلام إلكترونية بأن امرأة مسيحية من الموصل تبلغ 80 عاما من عمرها أحرقت بزعم أنها خالفت أحكام الشريعة الإسلامية.
أكثر من 50 مقبرة جماعية
كما تم العثور على أكثر من 50 مقبرة جماعية في مناطق عراقية كانت تخضع لسيطرة تنظيم داعش، بينها 3 مقابر فى ملعب لكرة القدم بالرمادى، حيث أن الادلة على الجرائم التى ارتكبها التنظيم لا تنفك تتراكم مع استعادة القوات العراقية المزيد من المناطق التى كانت تحت سيطرته.
وفى مطلع العام الجارى، أعدم داعش 13 فتى في مدينة الموصل العراقية لمجرد أنهم شاهدوا مباراة لكرة القدم بالتلفزيون، وذلك بدعوى أن مشاهدة مثل هذه المباريات "محرمة شرعا"، وجرى إعدام الفتيان رميا برصاص الرشاشات، فلم يستطع ذووهم حتى سحب جثامينهم خوفا على حياة عائلاتهم.
يمنح من لا يملك من لا يستحق الأعضاء البشرية
ويمارس مسلحو التنظيم الاتجار بالأعضاء البشرية فى السوق السوداء العالمية، معتمدين على جراحين "مستوردين" من الدول الخارجية، أما الأعضاء فتؤخذ سواء من المسلحين القتلى أو من أجساد الأسرى والمخطوفين الأحياء، بمن فيهم الأطفال من الأقليات القومية في سوريا والعراق.
تعمق الطائفية
كما نفذ انتحاريون من داعش تفجيرات بعدد من مساجد الشيعة في اليمن، ما أسفر عن مقتل 137 شخصا وإصابة 347 بجروح، بالإضافة إلى تفجيرين انتحاريين أوديا بحياة حوالي 30 شخصا في مسجد البليلى في العاصمة اليمنية صنعاء.
تبديد البشر وتدمير حضارة
دمرت داعش المبانى والتماثيل العريقة في مدينة نيمرود الآشورية (القرن الثالث عشر قبل الميلاد)، وآثار مدينة الحضر التاريخية في محافظة نينوى العراقية (القرن الثالث قبل الميلاد)، وأثار مدينة دور شرزكين شمالي الموصل، عاصمة المملكة الآشورية في عصر سرجون الثانى (القرن الثامن قبل الميلاد).