ضربت موجة من الحرائق الضخمة خلال أسبوع مضى عدد من المواقع المتفرقة فى محافظتى القاهرة والجيزة، وتصدى لها رجال الدفاع المدنى وكان من أبرزها حريق التهم محتويات مخازن ومحلات وبضائع باعة جائلين فى منطقتى الرويعى والغورية ومزرعة نخيل فى الواحات البحرية.
وأكد مصدر أمنى أن غرفتا الحماية المدنية فى المحافظتين، استقبلتا 100 بلاغا باشتعال النيران فى عقارات ومراكز تجارية خلال ألـ 200 ساعة الماضية وواجه رجال الإطفاء برئاسة اللواء جمال حلاوة، مساعد الوزير للحماية بالقاهرة، واللواء مجدى الشلقانى، مدير الحماية المدنية فى الجيزة، والعميد هانى سعيد مدير قطاع الإطفاء موجة الحرائق.
و أضاف المصدر لـ"انفراد"أن جميع الحرائق خلال الأسبوع المنصرم خلف ورائه تفحم 3 جثث واصابة 99 أخرين بجروح وحالات اختناق من بينهم 4 أفراد من رجال الدفاع المدنى المدنى بالقاهرة اثناء مكافحة النيران بحريق مبنى الأندلس بمنطقة الرويعى التجارية
وتلقت غرفة النجدة بلاغا باشتعال النيران أعلى سطح مديرية أمن الجيزة، وأمر اللواء مجدى الشلقانى، بانتقال ضباط الإدارة مزودين بـ 5 سيارات إطفاء نجحت فى إخماد الحريق، وتبين اشتعال النيران فى مخلفات أخشاب نتيجة ماس كهربى أعلى سطح المديرية.
كما تلقت الغرفة 35 بلاغا بنشوب حرائق فى شقق سكنية بأماكن متفرقة من الجيزة، وانتقلت سيارات الإطفاء وأخمدتها، ومن أبرزها شقق بـ 6 أكتوبر والعياط وأبو النمرس وفيصل والهرم والمريوطية ومقطورة بطريق الواحات بجانب تفحم 3 سيارات ملاكى فى إمبابة والوراق داخل محطة المياه وأسفل دائرى الوراق والطريق الإقليمى بالعياط، وتم إخماد هذه الحرائق دون خسائر بشرية.
وارتفعت السنة اللهب والأدخنة بحريق مزرعة نخيل بمنطقة الواحات البحرية، قبل الدفع بـ20 سيارة إطفاء للسيطرة على الحريق الذى التهم معظم أشجار النخيل واستمرت عمليات الإطفاء 10 ساعات انتهت بمنع امتداد النيران لباقى أجزاء المزرعة.
وأنقذت العناية الالهية منطقة العتبة من كارثة محققة للمرة الثانية بمنطقة الرويعى، لكن فى هذه المرة التهمت النيران محتويات 238 مخزن ومحل داخل عقار فندق الأندلس بشارع البوستة و4 عقارات مجاورة له مع تفحم جثث 3 أشخاص وإصابة 90 مواطنا، حيث أن مبنى الأندلس مكون من 8 طوابق ويسكن بطابقه الأخير 9 اشخاص سوادنين الجنسية وباقى الطوابق توجد بها أكثر من 200 مخزن ومحل احذية وبويات وتينر وبلاستيكات وتشوينات ضخمة تسببت فى استمرار الحريق أكثر من 14 ساعة.
ونجحت قوات الحماية المدنية، فى السيطرة على حريق هائل شب بمحلات وفترينات فى حارة الحمزاوى بمنطقة الغورية، وأسفر الحريق عن إصابة شخصين باختناق، وسادت حالة من الهرج والمرج بين أصحاب المحلات بسبب موجة الحرائق التى تندلع بشكل شبه يومى، دون معرفة الأسباب.
وتلقت غرفة عمليات الحماية المدنية بالقاهرة، بلاغا باندلاع حريق فى شارع حمزاوى بمنطقة الغورية، دائرة قسم الجمالية، وعلى الفور وجه اللواء جمال حلاوة مساعد وزير الداخلية للحماية المدنية، بالدفع بـ4 سيارات إطفاء لمحاولة إخماد الحريق.
وبمجرد وصول مشرف فريق الإطفاء لمكان الحريق طلب الدفع بسيارات وخزان استراتيجى سعة 35 طن مياه، ليرتفع عدد السيارات إلى 12 سيارة وخزان، وحاصر رجال الإطفاء النيران من كافة الاتجاهات.
و عانى رجال الدفاع المدنى كثيرا أثناء عمليات مكافحة النيران المشتعلة بسبب ضيق الحارات، ما دفعهم لإجراء توصيلات فى الخراطيم ودخول بعض السيارات لمكان الحريق، لمحاولة منع امتدداها لباقى المحلات المجاورة، نظرا لضيق الشارع الذى يبلغ عرضه 2 متر، إضافة إلى أنه مزدحم بالبائعين الذين حاولوا مساعدة رجال الإطفاء فى عمليات الإخماد.
وقال اللواء جمال حلاوة مساعد وزير الداخلية للحماية المدنية بالقاهرة، إن الخسائر الأولية فى حريق الغورية تشير إلى احتراق 6 محال تجارية، و6 فاترينة للباعة، موضحا أن جميع المحلات تتراوح مساحتها ما بين 2 إلى 3 أمتار، وجميعها فتارينات ستائر وأقمشة وملابس.
وأوضح مساعد وزير الداخلية لــ"انفراد"، أنه تم إجراء عمليات التبريد لمنع تجدد اشتعال النيران، فضلا عن تمركز قوات الإطفاء فى المنطقة، مشير إلى أنه لم يتم تحديد أسباب الحريق، وأن المعمل الجنائى هو من سيحدد أسباب الحريق.
وأكد العميد المحمد الباشا مدير ادارة العمليات بالحماية المدنية السابق ان من شروط السلامة فى الأبنية الصناعية، إدراك العاملين للتصرفات الواجب اتخاذها للوقاية من حدوث حريق وكذلك كيفية التصرف عند نشوب حريق والأخطار عن حدوث الحريق وقواعد الإخلاء وتدابير المكافحة الأولية للحريق لحين وصول رجال الإطفاء المختصين.
و أضاف الخبير الأمنى لـ " انفراد " :للوقاية من الحرائق يجب أن يكون هناك تفتيش دورى فى أماكن العمل من أهم أعمال السلامة العامة حتى لو كانت جميع المبانى مصممة تصميماً صحيحاً ومزودة بمستلزمات الوقاية من الحريق كما يجب عدم التخزين والتشوينات التى نراها فى المحلات لمنع حدوث اى حريق لان هناك مواد سريعة الإشتعال تساعد على الاشتعال أو المواد التى تشتعل ذاتياً.
و استطرد العقيد المحمدى : يجب توفر أجهزة إطفاء الحريق والتأكد من صلاحيتها للتشغيل بداخل اى منشأه ومنع التدخين وحمل أعواد الثقاب فى أماكن العمل التى تتوافر بها المواد القابلة للاشتعال ويجب وضع لوحات توجيهية تشير لذلك فى المناطق المحظور فيها التدخين وتنفيذ هذه التعليمات بدقة من المشرفين، العمال والزوار.
وأوضح الخبير الأمنى أن موجة الحرائق التى تضرب البلاد عادية جدا وليست مستحدثة وقام رجال الدفاع خلال الفترة الماضية بالتعامل معها جيدا موضحا انه لا يمكن استخدام اى وسائل حديثة ومضادة الا فى حالة ظهور مواد جديدة شكلت انواع حديثة من الحرائق لافتا النظر ان رجال الإطفاء لديهم الخبرة الكافية ومدربين جيدا للتعامل مع اخطار الحرائق.