شهد الدكتور خالد العنانى وزير الآثار، عصر اليوم الجمعة، 4 مقابر أثرية من عصر الدولة الحديثة بالبر الغربى بالأقصر لكبير الخدم الملكى الخاص بالملكة حتشبسوت من الأسرة الثامنة عشر، وخدام مكان الحق للملك رمسيس الثانى من الأسرة التاسعة عشر، وذلك بعد الانتهاء من أعمال الترميم الخاصة بهم.
وحضر الافتتاح لمقبرة "جحوتى" بمنطقة العساسيف و3 مقابر بدير المدينة بالبر الغربى، كل من محمد بدر محافظ الأقصر، وستيفان بيكروفت "R.Stephen Beecroft" السفير الأمريكى بالقاهرة، و"Sherry Carlin" مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بمصر، الدكتور محمود عفيفى رئيس قطاع الآثار المصرية، والمهندس وعبدالله أبو العلا رئيس قطاع المشروعات، والدكتور مصطفى وزيرى مدير عام منطقة آثار الأقصر، والدكتور محمد عبد العزيز مدير عام آثار مصر العليا.
ومن جانبه، صرح الدكتور خالد العنانى وزير الآثار، بأن افتتاح هذه المقابر يأتى فى إطار حرص وزارة الآثار فى الحفاظ على تراث مصر الثقافى والأثرى، ودعم التعاون المشترك مع كل الجهات المعنية بالعمل الأثرى، الأمر الذى يعود بالنفع على تراث مصر الحضارى وقطاعات الوزارة المختلفة، ويضمن افتتاح عدد من المزارات الأثرية فى محاولة لتنشيط حركة السياحة الوافدة إلى مصر وإعادتها لسابق عهدها.
وأضاف الدكتور خالد العنانى، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أن هذه المقابر هى مقبرة كبير الخدم الملكى الخاص بالملكة حتشبسوت والمدعو "جحوتى" وتحمل رقم TT 110 بمنطقة الشيخ العساسيف بالقرنة، بالإضافة إلى 3 مقابر بمنطقة دير المدينة وهى مقبرة "آمون نخت" رقم TT 218 و"نب أن ماعت" رقم TT 219 و"خع إم ترى" رقم TT220، والذين شغلوا منصب واحد وهو "خادم مكان الحق" فى عصر الملك رمسيس الثانى من الأسرة التاسعة عشر.
وقال وزير الآثار، إن أعمال الترميم الخاصة بمقبرة "جحوتى" تمت بالتعاون مع مركز البحوث الأمريكى وبتمويل من هيئة التنمية الدولية الأمريكية (USAID)، أما مقابر دير المدينة فقد تم ترميمها بالتعاون مع بعثة المعهد الفرنسى للآثار الشرقية IFAO.
وقرر وزير الآثار خلال افتتاح المقابر الأربعة الجديدة فتحها جميعاً بالمجان حتى يوم 30 سبتمبر المقبل، وذلك بغرض تنشيط السياحة وتعريف السائحين بتلك المقابر التاريخية وأهميتهما، على أن تدرج فى قائمة الأسعار الجديدة للمقابر والمعابد فى بداية شهر أكتوبر المقبل.
وحول استكمال أعمال نظرية العالم البريطانى نيكولاس ريفيز داخل مقبرة توت عنخ آمون للكشف عن مقبرة الملكة نفرتيتى، فقد صرح وزير الآثار أن الأعمال مستمرة فى الكشف عن تلك النظرية الهامة فى تاريخ مصر، مشدداً على أنها ستتم بأحدث الأجهزة والوسائل المتطورة التى تحافظ على كل جدران المقبرة من الأضرار.
أما ستيفان بيكروفت السفير الأمريكى فقد تحدث خلال افتتاح المقبرة 110 الخاصة بجحوتى كبير خدم الملكة نفرتيتى، مبديا سعادته بالتواجد داخل مدينة الأقصر للمرة الثانية، قائلاً: "تشرفت اليوم بحضور افتتاح مقبرة جحوتى التاريخية فى الآثار المصرية، وذلك بالتعاون بين أبناء الولايات المتحدة الأمريكية ورجال الآثار المصريين، وهو مجهود مشترك ومتميز وخرج بصورة جيدة للتاريخ الفرعونى".
وأضاف السفير الأمريكى فى كلمته، أنه يدعم السياحة المصرية وعودة النشاط للأقصر وأسوان بكل قوة، مؤكدا أنه ينتهج حاليا عدة خطط للدعوة لمصر وزيارة مصر لما فيها من أمن وآمان كبير للغاية على عكس ما يذاع فى وسائل الإعلام الأجنبية، حيث إنه زار الأقصر وأسوان منذ الصباح حتى المساء ويسير بريا دون أية أزمات أو مشاكل طوال الرحلة الجميلة.
وأكد ستيفان بيكروفت السفير الأمريكى بالقاهرة، أن الولايات المتحدة الأمريكية مستمرة فى دعم كل الأنشطة المتنوعة بمصر، لكى تعود مصر لريادتها فى الشرق الأوسط، وسيتم عمل اتفاقيات لدعم القطاع الشبابى بمصر فى كل المجالات بالوجه البحرى والقبلى خلال الشهور المقبلة.
فيما صرح الدكتور مصطفى وزير مدير عام آثار الأقصر، بأن مقبرة "جحوتى" تتخذ حرف T وهو التخطيط المتبع فى مقابر الأسرة الثامنة عشر، حيث تتكون من مدخل وصالة للأعمدة ثم بئر الدفن، مضيفاً أن مقابر دير المدينة هى فى الواقع مقبرة عائلية تشترك فى المدخل والممر والغرفة الأمامية ثم تتفرع إلى ثلاث غرف دفن يعلو كل منها مقصورة من الطوب اللبن، وهى مقبرة الأب "آمون نخت" الأب و"نب أن ماعت" الابن الأكبر و"خع إم ترى" الابن الأصغر، والذين شغلوا منصب واحد وهو "خادم مكان الحق"، مشيراً إلى أن مقبرة الأب اتخذت النظام المتعدد الألوان كما هو الحال فى أغلب مقابر دير المدينة فى حين اتخذت مقابر الأبناء النظام الأحادى الألوان.
وأوضح الدكتور مصطفى وزيرى، أن مشروع ترميم مقبرة"جحوتى" بدأ فى أكتوبر 2012 وشمل أعمال الترميم المعمارى والدقيق، وتضمن المشروع أعمال التدعيم المعمارى لجدران المقبرة والسقف والأعمدة، بالإضافة إلى أعمال التنظيف والإضاءة، مشيراً إلى أن أعمال ترميم مقابر دير المدينة شملت تنظيف مدخل المقبرة من الرديم وإعادة طلاء الباب الحديدى الخاص به وعمل أرضية جديدة لتحديد مسار الزيارة بالإضافة إلى وضع لوحة إرشادية أمام المقابر وتثبيتها أمام المدخل، مضيفاً أنه تم تنظيف أرضية المقابر من الداخل وعمل أرضية من الألواح الخشبية بدءاً من المدخل وحتى غرف الدفن، بالإضافة إلى إدخال نظام إضاءة كامل وتنظيف للنقوش من الأتربة.