الذكرى 138 للثورة العرابية.. حفيدة أحمد عرابى تؤكد تعرضه للظلم حيا وميتا.. وتطالب بإعادة ترميم متحفه واستخراج مقتنياته من مخازن الآثار لعرضها.. وتكشف أسرار زيارة حفيده السيريلانكى بيت العائلة فى الشرق

"أحمد عرابي ظلم حيا و ميتا"، هكذا بدأت وفاء السيدعرابي أحمد عرابى،حفيدة الزعيم أحمد عرابى، قائد الثورة العرابية، حديثها لـ" انفراد"، مؤكدة أن تاريخه يستحق كل التكريم والتقدير وأنه تعرض لظلم كبير في حياته، وبعد وفاته بالإهمال في الحفاظ على تاريخة، في حين أن الدولة التي نفى إليها مازالت تقدره وتعتبره من صناع النهضة بها، ففي قرية هرية رزنة، بمركز الزقازيق، في محافظة الشرقية،مسقط رأس الزعيم أحمد عرابي، حيث يعيش أحفاده التقينا "وفاء عرابي"، التى قالت: أبناء المحافظة وأحفاده بالأخص يشعرون بحزن شديد بسبب ما يتعرض له من إهمال ويعتبرون تجاهل تاريخه إغتيال لتاريخ واحد من أهم الزعماء، فهو أول وزير للحربية مصرى ابن فلاح، كما قاد ثورة ضد الظلم والفساد، مضيفة أن القرية قبل ربع قرن كانت على خريطة مصر السياحية. وأضافت حفيدة الزعيم: "كنا ونحن أطفال وشباب نشهد حضور الوفود السياحية والبسطاء إلى منزل ومتحف عرابي فى منطقة صان الحجر، هذا المنزل تعرض للتخريب". واسترجعت ذاكرتها قائلة:"عندما كنت طفلة حضر إلى منزلنا دبلوماسي من سيريلانكا وأخبرنا أنه من أحفاد جدي من زوجته التي تزوجها هناك، وكان هناك خطابات متبادلة بينه وبين عمي ولكن بعد ذلك انقطعت أخباره". وتابعت حفيدة الزعيم: قبل 13 عاماجاءنا مندوب من المحافظة يخبرنا أن سفير سيرلانكا يريد مقابلتنا وتوجهت وعمي عبد الفتاح إلى ديوان المحافظةلمقابلته، وأخبرنا السفير أنه جاء للشرقية لزيارة قريةعرابي كواحد من أهم عظماء الذين أثروا في تاريخ دولته، ورغب في زيارة المتحف ومقابلة أحفاده لتقديم الشكر لهم، وعندما علم أن المتحف مغلق أعرب غادر المحافظة، وقتها شعرت بفخر بجدي وحزنت حزنا شديد جدا، لأن دولة أخرى تحتفي به وبلدته أهملت متحفه، وقالت: أتمنى زيارة دولة سيرلانكا والتعرف على تاريخ جدي هناك و على أحفاده". وأشارت وفاء عرابى، إلى أن يوم 9 سبتمبر في العقود الماضية كان أهم يوم السنة قائلة: كنا نتوجه أهالى القرية و الأحفاد لزيارة قبره في القاهرة، عبر موكب بالأعلام يتقدمه جدي "واثق عرابي" حتي المحافظة، مستطردة أنها كانت لهم جدة توفيت معمرة في التسعينات من العمر عاصرت الزعيم وروت للأعمام أن أملاكنا كانت بالآف الأفدنة وأن الفلاحين كانوا يعشقون عرابي لتواضعه ويستقبلونه بأغنية مخصصة له، لكنه بعد النفي تم تأميم هذه الأراضي وتبعثرت ملكيتها، مؤكد أن عرابى هو من أحضر شجرة المانجو معه من سيلان لمصر بعد عودتهمن المنفى، ورغب في حياة هادئة لكنه تعرض للاضطهاد ومضايقات من قبل الإنجليز ومنع الأهالى من التقرب له،حتي توفي وحيدا. وعن آراء بعض الكتاب والصحفيين الذين يرون أن ثورة عرابي تسببت في تمكين الإحتلال الانجليزي، تقول وفاء، أنهم قليلون مثل يوسف زيدان مضيفة: جدي سيظل زعيم وأول وزير حريبة مصري، ولو أن تلك الثورة كما يقولون غير حقيقية لما درست في المناهج الدراسية بالمدارس أو خصص له محطة مترو أنفاق،وميادين ومدارس مثل كل الزعماء المصريين. وتابعت حفيدة عرابى: أتمنى أن ياخذ أحمد عرابي حقه، ويقدم عمل درامى كامل يجسدحياته القيمة، موضحة: نحن كأحفاد لا نريد من محافظ الشرقية، سوى إعادة إحلال وتجديد متحف عرابي واستخراج مقتنياته من مخازنالآثار وعرضها فيه مرة أخرى للحفاظ على جزء من تاريخ المحافظة يورث للأجيال القادمة، لافتة إلى أن مقترح المحافظة بسحب أرض المتحف وتحويلها لمجمع سكني ومدارس وتخصيص جزء كقاعه متحفية للزعيم هو عملية اغتيال جديدة يتعرض لها الزعيم الراحل. وتحتفلمحافظة الشرقية،بعيدها القومي في التاسع من سبتمبر من كل عام،إحياءً لذكرى وقفة الزعيم الشرقاوي أحمد عرابي إبنها البار من قرية هرية رزنة مركز الزقازيق، ضد الخديوي توفيق بميدان عابدين بالقاهرة عارضاً مطالب الأمة عام 1881م. يذكر أن يوم الجمعة 9 سبتمبر 1881كان يوماً مشهوداً فى تاريخ مصر الحديث ووقف عنده كل المؤرخين يسجلون ويرصدون، ففي هذا اليوم تفجرت الثورة العرابية ثورة الشعب المصري ضد الحكم الأجنبي ممثلًا في الخديوي الذى يملك من السلطات مالًا يقيده نظام أو شرع، وكان الاستغلال يتمثل فى الملكيات والضرائب التي تنزع بالضرب من الفلاحين. ووقف عرابى أمام الخديوي توفيق،ليعرض عليه طلبات الجيش والأمة كلها وهي عزل وزارة رياض باشا،وتشكيل مجلس النواب وزيادة عدد الجيش، فأنكر الخديوي على عرابي طلباته كلها وقال له: أنا ورثت ملك هذه البلاد من أبائي وأجدادي وما أنتم إلا عبيد إحساناتنا، وتحداه عرابي وقال مقولته المشهورة: لقد خلقنا الله أحرار ولم يخلقنا تراثاً وعقاراً فوالله الذى لاإله إلا هو إننا سوف لانورث ولانستعبد بعد اليوم.