الفلسطينى كامل الباشا: كل العرب تربوا على السينما المصرية وتعلموا منها ومشاركتى بها شرف.. وافقت على فيلم «حظر تجول» دون تردد لإعجابى بأفلام أمير رمسيس وقضيت 20 شهرا فى سجن الاحتلال تعرفت فيها على نفسى

الفنان الفلسطينى كامل الباشا واحد من الفنانين الذين استطاعوا أن يثبتوا أنفسهم كممثل من الطراز الرفيع ليس فقط على المستوى المحلى، وإنما على المستوى العالمى، خاصة بعدما استطاع أن يقتنص جائزة أفضل ممثل من مهرجان فينسيا عن دوره بفيلم القضية رقم 23 للمخرج زياد دويرى، قبل 3 سنوات، لينطلق بعدها فى عالم السينما والدراما العربية بمشاركات متميزة وضعته فى المكانة التى يستحقها. «انفراد» حاور الفنان كامل الباشا وتحدث معه عن العديد من الأمور، أولها هى مشاركته الأولى فى السينما المصرية من خلال فيلم «حظر تجول» للمخرج أمير رمسيس، إضافة لحملة المقاطعة التى طالت فيلمه «التقارير حول سارة وسليم»، وذكرياته مع الحجز فى سجون الاحتلال وغيرها من الأمور.. وإلى نص الحوار فى البداية كيف جاء تعاونك مع المخرج أمير رمسيس، فى الفيلم المصرى حظر تجول ولماذا تأخر دخولك إلى عالم السينما المصرية؟ التقيت أمير رمسيس فى مهرجان الجونة قبل عامين وكان وقتها فى مرحلة اختيار الممثلين لفيلمه الجديد، «حظر تجول»، ووافقت دون تردد لأنى أعرف عنه الكثير ومعجب بأفلامه، وكان من المفترض أن يتم التصوير فى 2019 ولكنه تأخر حتى بداية 2020، ولا أعتقد أن دخولى السينما المصرية متأخرا فأنا الآن أخطو خطواتى الأولى فى هذا الوسط، وكذلك فى الدراما التليفزيونية العربية، حيث شاركت عام 2018 فى مسلسل السهام المارقة مع المخرج محمود كامل، ودخول هذا الوسط يحتاج إلى وقت، والمشاركة فى السينما المصرية شرف لى وفرصة عظيمة أن يكون لى ولو مساهمة بسيطة فى السينما التى تربى عليها كل العرب وتعلموا منها، كما أن حصولى على جائزة أفضل ممثل فى مهرجان فينيسيا عام 2017 سلاح ذو حدين، فهو من ناحية قدمنى لصناع السينما والدراما فى الوطن العربى وفى العالم، ومن ناحية أخرى جعل مهمتى فى اختيار مشاركاتى أصعب، وأرجو أن تكون مشاركتى فى فيلم أمير رمسيس نافذة جديدة لتعريف الوسط الفنى بى وفاتحة خير لأعمال مقبلة. ما هى ملامح الشخصية التى تقدمها فى الفيلم وتستطيع أن تفصح عنها؟ أقدم شخصية يحيى شكرى، كما تقولون فى مصر، واحد من الناس، كان يعمل موجه رياضيات وأصبح متقاعدا، وهو محب، وخجول، وخدوم، ويخفى سرا كبيرا، كما يخفى حبا مكتوما يحاول إحياءه، ولا أستطيع أن أقول أكثر من ذلك عن الشخصية. كيف كانت أول تجربة فى السينما المصرية بالنسبة لك من حيث التعامل مع المخرج أمير رمسيس وكواليس العمل مع إلهام شاهين وغيرها من أبطال الفيلم؟ هى دون شك تجربة متميزة، والعمل مع أمير سلس وهادئ كهدوء شخصيته، فهو يعرف بالضبط ما يريده، ومستعد للحوار والنقاش، وواضح فى ملاحظاته، ودقيق فى توجيهاته، ومحب لعمله ولكل من يساهم معه فى إنجازه. كما كان لقائى بالفنانة القديرة إلهام شاهين عفويا بسيطا ينم عن احترام وتقدير متبادل والعمل معها على مستوى رفيع من المهنية والتركيز والتعاون، وكذلك كان لقائى ببقية الممثلين وطاقم الفيلم عموما. تفتح السينما المصرية الباب لكل نجوم الوطن العربى ولكن نادرا ما يكون من بينهم ممثل فلسطينى كيف ترى ذلك وما هى الأسباب من وجهة نظرك؟ أولا، هناك أسماء قليلة استطاعت تثبيت أقدامها فى هذه الساحة، ورغم المنافسة الشديدة، فمصر تزخر بالفنانين الكبار كما بالطاقات الفنية الواعدة ولكى تثبت أقدامك على أرضها لا بد أن يرى فيك أهل صناعتها ما يميزك، وأنا أرجو أن أكون واحدا من المميزين، وثانيا، فإنه من طبيعة أى مهنة أن يتعارف أهلها قبل أن يعملوا معا، وأعتقد أن الطرفين وأقصد صناع السينما العرب والممثلين الفلسطينيين لا يبذلون جهدا كافيا فى هذا الاتجاه. لماذا يضع الممثل الفلسطينى مسئولية مناهضة الاحتلال على عاتقيه رغم أن الفن والحياة داخل فلسطين تواجه العديد من التحديات غير قضية الاحتلال؟ مناهضة الاحتلال، أى احتلال، يجب أن تكون على عاتق كل إنسان مخلص حر بغض النظر عن جنسيته أو انتمائه السياسى أو توجهه الفكرى أو مهنته، وعندما تكون فلسطينيا وأرضك وشعبك يرزح تحت الاحتلال تصبح مناهضة الاحتلال أولى أولوياتك، فهى مسؤولية لا تستطيع التنصل منها إلا إن قبلت رواية النقيض – العدو، وطالما بقى الاحتلال فإن كل التحديات التى نعيشها نابعة من وجوده بشكل أو بآخر، وهذا لا يعنى أن نتجاهل الحديث عن همومنا اليومية الأخرى التى تتقاطع كلها مع الاحتلال رغبنا بذلك أم لا. ما الذى تغير فى طريقة تفكيرك أو فى تخطيطك لمستقبلك الفنى بعد فوزك بجائزة أفضل ممثل فى مهرجان فينسيا؟ بعد الجائزة تكشفت لى عوالم كثيرة، أصبحت أكثر اطلاعا على عالم السينما والدراما التليفزيونية عربيا وعالميا، وأصبح لى أصدقاء ومتابعين من كل أنحاء العالم، زاد عدد المريدين كما زاد عدد المترصدين، زاد إحساسى بالمسؤولية وصار اتخاذ أى قرار أصعب بدرجات. يختلف الكثيرون حول مفهوم التطبيع مع إسرائيل فى الوطن العربى، فما هو مفهموك للتطبيع من وجهة نظرك؟ لا أعتقد أن هناك خلافا حول مفهوم التطبيع أو حول رفضه، الخلاف هو حول معاييره وحول من له الحق فى تحديد إن كان تصرفا ما تطبيع أم لا، والتطبيع بالنسبة لى هو قبول وجود دولة الاحتلال على أى شبر من فلسطين وتبنى تلك الرواية وقبول هذا الوجود كأمر طبيعى اعترافا بالواقع وتماشيا مع نفاق المجتمع الدولى وإصراره على مصادرة حقوق الشعب الفلسطينى بالحرية والاستقلال بداعى العقلانية أو بادعاء أننا نريد كسب تأييد المجتمع الدولى مرحليا وبعد أن نحقق وجود دولة على حدود الرابع من حزيران، يونيو، سنريهم العجب! أو بادعاء أننا شعب طيب وأننا نتنازل عن 78 بالمائة من مساحة وطننا لحل المشكلة اليهودية!، وبناء عليه فإن أى نشاط أو طرح أو مبادرة تخدم تلك الرواية تعتبر بالنسبة لى تطبيعا ينتقص من حقى فى وطنى بغض النظر عن الشخص أو الجهة التى تقف وراءها. كيف ترى إشكالية المخرجين من عرب 48 ممن تمنعهم بعض الدول من المشاركة فى مهرجاناتها خوفا من الوقوع فى فخ التطبيع والنظر للجهة الممولة للفيلم بعيدا عن مضمونه؟ ليس بعض الدول، كل الدول العربية لشديد الأسف لا تريد حتى الآن الاعتراف بفضل فلسطينيى 48 على القضية الفلسطينية، وكل المهرجانات العربية تقاطع أفلام مخرجى 48 الممولة من صناديق السينما فى دولة الاحتلال، بعضها يفعل ذلك عن قناعة وبعضها لا يريد الدخول فى مواجهة مع النقابات، هم لا يرفضون المضمون وفى غالب الأحيان يعتبرونه مقاوما، هم يرفضون التمويل، أنا بطبيعة الحال أدرك أن النقابات فى مأزق بهذا الخصوص، فما هو الفرق بين تمويل صندوق احتلالى وتمويل أمريكى أو أوروبى يتبنى ويعترف بدولة الاحتلال؟ لماذا يتهم الممثل العربى بالتطبيع فى حالة مشاركته فى فيلم به ممثل إسرائيلى ولا يتهم موزع الأفلام الأجنبية فى الوطن العربى ممن يقدم أفلاما لنجوم مثل جال جالوت وهل ترى فى ذلك انفصام فى المفاهيم؟ الاتهامات تجاوزت ما تتحدث عنه، فالاتهام بالتطبيع أصبح يطلق جزافا حتى على من يتحدث عن اليهود فى أفلامه أو مسلسلاته، المعيار بالنسبة لى هو من يقف مع قضيتى ومن يقف ضدها بغض النظر عن جنسيته أو دينه، أما الحديث عن الفصام فحدث ولا حرج. هل ترى أن مفهوم التطبيع أصبح فضفاضا ويفسره كل شخص على حسب أهواه ومعتقداته وهل ترى أنه وجب مراجعة ما هية التطبيع خاصة فى الفن الذى من المفترض ألا تقيده قيود؟ أعتقد أن المعايير لابد وأن تطرح للنقاش بين ذوى الاختصاص، وأقصد فى حالتنا الفنانين، بعيدا عن التشنج والمصالح الفئوية الضيقة. كيف استقبلت الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل لمقاطعة فيلمك «التقارير حول سارة وسليم» للمخرج الفلسطينى مؤيد عليان بعد اتهامات بالتطبيع؟ استقبلت بيان الحملة بابتسامة، فأنا أعرف سيناريو الفيلم جيدا وأعرف مؤيد وأثق فيه وفى قراراته، ولا علاقة للفيلم بأى شكل من أشكال التطبيع، يؤسفنى أن بعض المهرجانات العربية استجابت للحملة غير المبررة، ولكن الفيلم حقق نجاحا كبيرا فى العالم ونال العديد من الجوائز الدولية. كيف كانت تجربتك كرئيس للجنة تحكيم الفيلم القصير فى مهرجان الجونة؟ تجربة مثيرة وممتعة وصعبة. لماذا فضلت دراسة المسرح فى بغداد عن القاهرة رغم ازدهاره بمصر فى السبعينات؟ لم أفضل بغداد على القاهرة فتدريس المسرح فى كلتيهما كان بمستوى رفيع وأساتذته مشهود لهم فى البلدين، الموضوع ببساطة هو أننى حصلت على منحة دراسية فى بغداد فدرست هناك. أمضيت فترة فى سجن الاحتلال الإسرائيلى كيف قضيت تلك الفترة وما الذى تغير داخلك؟ أمضيت 20 شهرا فى السجن على خلفية نشاطى السياسى فى مقاومة الاحتلال، ومنعت من السفر لمدة 5 سنوات وحكم لمدة 3 سنوات مع وقف التنفيذ، تعرفت فى السجن على نفسى بشكل أفضل، تعلمت العبرية، ودرست تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية وتاريخ الحركة الصهيونية، وأدركت أن عمر قضيتنا أطول من عمرى، وأن أمامنا الكثير من العقبات وأن علينا بذل الكثير من الجهد لتحقيق حلمنا بالحرية والاستقلال. يواجه مهرجان فينسيا اتهامات بالعنصرية بسبب كون لجنة التحكيم جميعها من أصحاب البشرة البيضاء كيف ترى ذلك ومن وجهة نظرك؟ مهرجان فينسيا تأسس عام 1932 وهو أحد أهم وأقدم المهرجانات السينمائية فى العالم، وهو مهرجان احترافى مهنى يرعى السينما ويهتم بتطويرها فى العالم، ولا أعلم مصدر هذه الاتهامات ولا أتفق معها، الفيلم الجيد يفرض نفسه فى فينسيا وفى غيرها من المهرجانات. مؤخرا مع انتشار حملة ME TOO بدأت المهرجانات العالمية تغازل المرأة وتعطيها الحق فى المشاركة فى المهرجانات بنسبة 50-50 كيف ترى ذلك؟ أرى أن ما يسمى بـ«الكوتة» سواء كان فى السينما أو فى غيرها طريقة غير منصفة لأحد، وأن المعيار لتقييم أى عمل فنى يجب أن يكون مهنيا بغض النظر عن أى اعتبارات أخرى.




















الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;